تأكدت من أن والدته (يهودية).. ذهبت إليه بمنزله، نحو الساعة الرابعة عصرا.. أصر على الغداء.. فتغدينا بـ(كسرة بخضرة مفرومة).. ثم احضروا الشاي (السادة)..
– سألني: بتشرب قهوة..
* فقلت له :لا.. دخل معي في نقاش (فكري) حول (القهوة)..
– ثم باغتني بسؤال: ألم تلاحظ أنني لم أشرب الشاي..؟
* فقلت له:لم الاحظ
حاول إقناعي أن المكيفات تدخل في دائرة الحرام.. وأنهم في اروقة حزبهم، يحدثون عضويته بتجنب شرب الشاي والقهوة.. وقد استندوا، في ذلك، على فتوى من احد أبرز مفكريهم.
قلت لنفسي: بعد أن أكرمني الرجل، كيف أستطيع أن افتح معه الموضوع الخطير، الذي من أجله حضرت، لمقابلة هذا الشيخ الوقور..؟
– ريحني، حينما قال لي:شكلك متردد.. في حاجة عاوز تقولها..؟
* قلت له: نعم.. نعم.. في الحقيقة انا شغال توثيق حول (اليهود في السودان).. وعندي قائمة بأسماء الأسر اليهودية.. وإسمك ظهر لي.. قلت أعمل معك دردشة، في هذا الموضوع..
– سكت برهة، ثم قال: الموضوع ما فيهو حاجة.. عادي.. عادي جدا..
* قلت له: أكثر من عادي.. ثم اردفت: يا مولانا، الناس يخلطون بين الصهيونية واليهودية…شعرت بإنفراج أساريره..
– ثم قال:نعم، انا أمي يهودية.. أبوها نزح للسودان قبل عقود طويلة..
* قلت له: ممكن نوثق معك.. فتتحدث لي بإسهاب حول هذا الموضوع..؟
*قال لي: لامانع.. اكتب على لساني ان والدتي يهودية..
– قلت له: ولكنك إسلامي.؟
*قال لي: انا اتحدث لك عن جذوري، وأصول أهلي من أمي..
-قلت له :ممكن أذكر إسمك (يامولانا).. وتصريحك وتعليقك؟
* قال لي :بكل سرور.. مافي مشكلة.. مافي مشكلة.
شكرته، ثم إنصرفت..
حوالي منتصف الليل.. رن هاتفي.. إتصل بي الشيخ (أ ب ب)، وطلب مني ألا أذكر إسمه.. لأن المكتب القيادي لحزبه رفض التطرق لهذا الموضوع.. لأنه سيضر الحزب….ويخدم أعداءه من الشيوعيين والعلمانيين..ثم أضاف:(أنا عدو للمأسونية.. وما عاوز أديهم فيني، أي فرصة.. فارجوك، لا تذكر إسمي في هذا الموضوع.. وعدته.. وها أنا ذا التزم).
تاسيتي نيوز
