هند الطاهر: أنا ست بيت ماهرة وبطبخ سوداني.. عربي وفرنسي

إيقاع الحياة.. لون مختلف في تناول القضايا وإستراحة خفيفة تظللنا في رمضان
نبحر عبرها في الشأن العام والخاص وننقب من خلالها في الدرر السودانية
نستنطق من هجروا الوطن من أجل المعيشة ومن إضطرتهم الظروف للمهن الهامشية.
======
لكل عمل إيقاع ونمط يضبط تيرمومتر حركته وتفاعله مع الأصوات والنتائج التي تحدثه، ومن خلاله يتم تحديد المزاج في الإبقاء معه والتمتع بلمساته الساحرة والمبهرة والإسترخاء مع مخرجاته أو التستر خلف أنين آلامه والخوض في بحور أساه بحثاً عن طوق نجاة تجعل من ذاك الإيقاع مدخلاً لإجتثاث ما هو سالب وتدعيم ما هو خالد في جزور الموروثات والقيم الأصلية وشد الآخرين للطرق على أوتارها لجعلها ترنو في كل مكان متحدثة عن الوطن الغالي السودان وفي إيقاعنا هذا نحاول أن نضع نقطة في سطر نبدأ منه الولوج لإضاءة ما أظلمه الإنسان جبراً أو بإختياره.
========
رمضان في باريس أكتر من عادي.. وبجتهد شديد لخلق جو سوداني

هند الطاهر فنانة سودانية شقت طريقها بعيداً عن وطنها بعد أن إختارت العاصمة الفرنسية باريس مستقراً لها عندما ذهبت إليها عبر منحة دراسية نالتها عقب تفوقها في دراسة اللغة الفرنسية التي شغفت بها بجامعة الخرطوم، فكان أن أكملت دراستها في عاصمة الجمال والنور ولم تعد حينها حيث عملت في مجال السياحة عقب مواصلتها للدراسة على النفقة الخاصة، هند تزوجت من الموسيقار الفرنسي تيري (عازف الساكسفون) والذي ساهم بشكل كبير في تطورها الفني على حد تعبيرها..
(إيقاع الحياة) التقت هند في المساحة التالية بعيداً عن مشوارها الفني وقريباً من هند ست البيت في شهر رمضان:
*بداية حدثينا عن رمضان بالنكهة الفرنسية؟
-في فرنسا مافي نكهة لرمضان، فهو لا يختلف كثيراً عن أشهر العام الأخرى ولكن بحاول أجعل منه شهر مختلف حتى نحس بإحساس رمضان وذلك بطبخ الأكلات السودانية، الجو بين حار ومعتدل واليوم طويل جداً.. فنحن نصوم 19 ساعة بالتمام والكمال.
*تفاصيل يوم صيام؟
-البرنامج يبدأ بذهاب الأبناء إلى المدارس.. فاليوم الدراسي يمتد من التاسعة صباحاً وحتى الرابعة عصراً ـ أنا أم لطفلتين وطفل مايليس 9 سنوات ومايفا سبع سنوات ونصف السنة وساجي ثلاث سنوات ـ وهنا أجد الفرصة للتواصل مع أسرتي في السودان إسفيرياً وكذلك القيام بواجبات المنزل والصلاة والتعبد وعندما يعودون إلى المنزل أقوم بواجباتهم في محاولة لتقصير الزمن إلى أن يحين موعد الإفطار عند العاشرة مساءً.

*وعلى ماذا تحتوي مائدة هند الرمضانية؟
-أقوم بتجهيز عدد من الأكلات السودانية أبرزها القراصة بملاح التقلية فهي دائماً حاضرة وكذلك النعيمية والطعمية وكل أنواع السلطات السودانية على رأسها سلطة الأسود فهي سيدة الموقف في السفرة، وطبعاً الحلو مر عصير أساسي في المائدة أحرص على إحضاره من السودان (كتر خير الوالدة والعمات) وكل هذا أسعى لكي تعيش أسرتي أجواء رمضانية سودانية بحتة حباً في غرس هذه اللحظات داخل أطفالي وتعليمهم ولو القليل من الأجواء الرمضانية في السودان والتي أنا نفسي أفتقدها كثيراً.
*وما هي الأكلات السودانية؟
-طارق (تيري) يحب الأكل السوداني بإختلاف أنواعه عدا العصيدة فهو للأسف لا يفضلها، أما الأكلات الفرنسية فقد تجدينها في السفرة بغرض التغيير (مرة مرة) ولكن يظل الأكل السوداني هو الغالب في رمضان.
*وجبة فرنسية تجيد هند طباختها؟
-هي البلانكت دوفو (blanquettedeveau) من ألذ الأكلات الفرنسية وهي مفضلة لديّ لذلك أجيد طبخها بإتقان فهي تتكون من اللحم العجالي وفطر المشروم بالإضافة إلى الجزر والبصل وعليها صلصة بيضاء (حاجة ما تخلص).
*وماذا عن العمل الفني والثقافي في رمضان؟
-في شهر رمضان أتوقف عن العمل الفني والثقافي (يعني مافي غنا) تماماً وأتفرغ إلى الشهر الكريم لمعايشته بتفاصيله الروحانية وإستغلاله للراحة النفسية وأداء فريضة الصوم بكل معانيها والقيام بالواجبات المنزلية وآخر حفلاتي كانت يوم 13 يونيو الحالي بالعاصمة البريطانية لندن وعلى الرغم من حماسي الكبير الذي ذهبت به من فرنسا إلا أنني أحبطت جداً لعدم حضور الجمهور المتوقع من قبل الجهة المنظمة وأعني بالجمهور الجالية السودانية هناك والتي يبدو أن عدم الإتفاق في إعتقادي سياسياً يؤثر سلباً على التظاهرات الثقافية فهم عبارة عن مجتمع متفرق ومجموعات غير متفقة سياسياً مما أثر على تواصلهم الإجتماعي والثقافي في تقديري الشخصي.
*هل هذا يعني أن الحفل كان فاشلاً؟
-لا.. لم يكن فاشلاً.. فقط كنت أتوقع أن يكون الحضور أكبر ولكن الذين حضروا الحفل أشادوا به وكان هنالك عملاً موسيقياً رائعاً إستمتع به الحضور الذي إستمتعنا نحن به، كما شرفني بالحضور الإعلامي اللامع الجميل الطيب عبد الماجد فله مني كل الشكر والتقدير، كما أشكر أيضاً زوجي طارق تيري على الساكسفون والموسيقار الجميل مؤمن عثمان على الكيبورد وكل الحضور الجميل الذي شرفني في الحفل.