السعودية تفرج عن “سجين الشرف” بعد 22 عاماً

انتهت، يوم أمس، بشكل رسمي قضية السعودي محمد القحص، المعروف باسم “سجين الشرف”، بعد أن أسقط قاضي المحكمة الجزائية حكم القتل قصاصاً الصادر ضده، واستبدله بدفع دية مقدارها 19 مليون ريال، بعد 22 عاماً قضاها في السجن، الذي دخله حين كان في الـ15 عاما.

وتمت المصادقة على العفو، أمس، وأكد عم السجين محمد بن حمد القحص، أن التنازل صار رسميا، وتبقّى جمع مبلغ الدية، والذي يتوقع ألا يستغرق وقتا طويلا، نتيجة التعاطف الكبير الذي حازته قضية ابن أخيه، طوال السنوات الماضية.

وبدأت قصة محمد القحص قبل 22 عاما، في نجران أقصى جنوب السعودية، عندما اتُهم وهو في الخامسة عشرة من عمره، بقتل شاب آخر، في حادثة اعتبرت دفاعا عن النفس والشرف، بعد أن حاول الشاب القتيل واثنان معه استدراجه إلى مكان مهجور للاعتداء عليه جنسيا، فقام بالدفاع عن نفسه وقتل أحد الخاطفين بسكين وجدها في المكان، ثم سلم نفسه للشرطة، متوقعاً أن يتم اعتبار ما حدث دفاعاً شرعياً عن الشرف.

لكن ما حدث كان مخالفا لاعتقاده، إذ اعتبر القاضي ما حدث جريمة قتل عادية، وحكم عليه بالقتل قصاصا، بدون أن يراعي دوافع القتل ولا صغر سنه حينها.

من جهته، استغرب المستشار القانوني أحمد الراشد، الحكم بحق القحص، والذي أهدر سنوات شبابه في السجن، رغم أن الجريمة دفاع عن الشرف، وقال لـ”العربي الجديد”: “منذ البداية كان الحكم غير مستحق، لأن الجريمة تمت دفاعا عن الشرف، وهو أمر يقبله الشرع الذي جعل الدفاع عن الشرف واحدا من الضرورات الخمس، ولم يكن من المعقول أن يجيّر القاضي الجريمة كاعتداء متعمّد على النفس، خاصة أن المتهم كان صغير السن، ولكن لا أعلم ما هو التكييف الذي كيّف به القاضي الجريمة، خاصة أن القضاء السعودي كان يعاني من كثير من القصور وقتها”.

ويشدد الراشد على أن “ما يمكن تصوره هو أن إثبات مثل هذه الجريمة قد يكون صعباً، خاصة إذا أنكر طرفا الجريمة الاتهام”، مضيفاً “هذا أمر متوقع لكي لا يثبتا تهمة الاختطاف على نفسيهما، ولكن في كل الحالات كان على القاضي أن يكون أكثر رحمة بالمتهم”.

ولعقدين من الزمن، جذبت قضية محمد القحص اهتمام السعوديين، خاصة أهالي نجران، ولا يكاد يمر شهر من دون أن يتطرق أحد الكتاب للقضية، ويطالب بالإفراج عن السجين.

وتسببت الضغوط الكبيرة التي مارسها أهالي نجران في تأجيل تنفيذ الحكم لأكثر من 22 عاما، حتى الوصول إلى اتفاق على التنازل.

ودشن ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي تويتر وسم (#العفو_عن_محمد_القحص)، أعادوا فيه التذكير بالقصة، وتبادلوا التهاني بخبر قرب الإفراج عنه.

العربي الجديد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.