الأطعمة التي تزيد من عمر الإنسان
توصل باحثون بجامعة هارفارد الأمريكية إلى أن بعض الأطعمة قد تزيد من عمر الحمض النووي وتجعله أكثر تحملًا لعوامل التلف والتحور التي قد تكون سببًا في العديد من الأمراض، أهمها أمراض الشيخوخة المبكرة وأمراض القلب والأوعية الدموية وكذلك بعض أنواع السرطان. من المعروف لدى الأوساط العلمية أن الطريقة الوحيدة لقياس عمر الحمض النووي تتم عن طريق قياس طول تتابع جيني يقع فى أطراف كل كروموسوم، ويُعرف باسم “تيلومير” ولعل اكتشاف ذلك التتابع كان السبب الرئيس في حصول ثلاثة علماء أمريكيين على جائزة نوبل في الفيسيولوجى عام ٢٠٠٩.
قام فريق جامعة هارفرد بقياس طول ذلك التتابع فى خلايا كرات الدم البيضاء لحوالي ٤٥٠٠ سيدة أمريكية ومقارنة ذلك بنوعية الطعام اللائي اعتدن تناوله في حياتهن اليومية، وكانت النتائج مذهلة بالفعل، فالسيدات اللائي يتناولن أطعمة مليئة بالخضراوات والفاكهة الطازجة وزيت الزيتون وبعض أنواع البقوليات يتمتعن بتتابع “تيلومير” أطول، وبالتالي لحمض نووي أطول عمرًا وأكثر تحملًا لعوامل الأكسدة والتلف، أما السيدات اللائي يستهلكن أطعمة مليئة بالبروتينات والسكريات وقليلة الفيتامينات، فإن تتابع “تيلومير” فى خلايا الدم البيضاء لديهن أقصر وأكثر عرضة للتحورات الجينية.
وقد أثبتت أكثر من دراسة علاقة طول ذلك التيلومير ببعض أنواع السرطانات كسرطان البنكرياس وسرطان العظام وعلاقته أيضًا ببعض أمراض القلب والأوعية الدموية كتصلب الشرايين والذبحة الصدرية وأمراض الشيخوخة كالزهايمر ولا شك أن تلك الاكتشافات ستفتح الباب أمام محاولة إيجاد طرق فعالة لتوقع احتمالية الإصابة بتلك الأمراض واستحداث علاجات غير تقليدية.
لم تقف نتائج الدراسة عند ذلك الحد فقد توصل الفريق الأمريكى إلى أن هناك بعض الجينات المثبت علاقتها ببعض السرطانات، يمكن إيقاف عملها كلية عن طريق تعديل النظام الغذائي، وبذلك يفتح آفاقًا جديدة لطرق الوقاية من السرطان خاصة فى البلدان الصناعية التي تعتمد بشكل رئيس على أطعمة مصنعة وغير طازجة ومحاولة إيجاد بدائل لتلك العادات الغذائية التي جعلت السرطان هو ثاني أكبر مسببات الوفاة بعد أمراض القلب، والتي أيضًا تعتمد بشكل كبير على طريقة المعيشة والعادات الغذائية.
لا بد من استحداث برامج توعية صحية للتعريف بأخطار الإكثار من تناول الأطعمة المصنعة وغير الطازجة والتي تحتوي على مواد صناعية كمكون رئيس وحماية أطفالنا من ذلك الخطر الذى يهدد صحتهم على المدى المتوسط والبعيد.