سادت حالة من الهدوء الحذر أجواء مدينة أبو حمد بولاية نهر النيل شمال السودان، اليوم الاثنين، وسط انتشار محدود للشرطة، وذلك غداة اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة وعدد كبير من أهالي المدينة أصيب خلالها عدد من الأشخاص، إثر أعمال شغب وحرق احتجاجاً على تهجم مجهول، يرجح أنه أحد العاملين في مجال التنقيب الأهلي، على داخلية طالبات بالمدينة وقيامه بطعن طالبة ثانوي بمدية أمس الأحد، فيما اضطرت السلطات إلى تعليق الدراسة.
وقالت الشرطة السودانية في بيان لها إن قواتها تصدت، الأحد، لاحتجاجات بمدينة أبو حمد بولاية نهر النيل، باستخدام الغاز المسيل للدموع، ضد محتجين على ما وصفوه بتدهور الوضع الأمني.
ورشق المحتجون قوات الشرطة بالحجارة، كما أحرقوا بعض أطراف سوق المدينة. وأدى الاشتباك مع الشرطة، وإلقاء الحجارة، إلى إصابة قائد القوة وبعض الأفراد الذين تم نقلهم إلى المستشفى.
وقالت الشرطة ـ في بيانها ـ إن الاحتجاجات وقعت إثر هجوم مجهول على داخلية لطالبات الثانوي بالمدينة، وطعن إحدى الطالبات، حيث تجمهرت أعداد كبيرة من المواطنين يقدرون بـ600 شخص، أمام مدرسة أبو حمد الثانوية بنات، وتحركوا لرئاسة المحلية، حيث تم تفريقهم بواسطة الشرطة من مباني المحلية السياسية.
وتعتبر مدينة أبو حمد القريبة مناطق التعدين الأهلي عن الذهب من أكثر المناطق التي تستقبل وافدين من ولايات أخرى باحثين عن الذهب، مما أثار حفيظة عدد من الأهالي بالمنطقة.
وأكد مصدر بمدينة أبو حمد لـ”العربية.نت” أن المحال التجارية بالمدينة فتحت أبوابها، وأنه تم فتح أحد الطرق التي تم إغلاقها أمس عند مدخل المدينة، لكنه أكد أن هناك حالة من التوجس وسط الوافدين من العاملين في مجال التنقيب عن الذهب، من مصير وجودهم بالمدينة.
وأفادت تقارير إخبارية اليوم عن مصادر طبية أن الطالبة المجني عليها نقلت إلى مستشفى قريب لتلقي العلاج، وأن حالتها الصحية جيدة.
وتابعت الشرطة في بيانها أن المحتجين توجهوا بعد ذلك لسوق جمارك أبو حمد، حيث قاموا بإشعال النيران في بعض الأثاث الموجود في السوق، وتصدت لهم الشرطة، مشيرة إلى أن المحتجين قاموا بالاشتباك مع الشرطة، ورشقوها بالحجارة، ما أدى لإصابة قائد القوة وبعض الأفراد أرسلوا للمستشفى.
وأشار بيان الشرطة، إلى أن قواتها اضطرت لإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين. وقامت بالقبض على اثنين من المتهمين، وفتحت في مواجهتهما إجراءات قانونية.
وأكدت الشرطة أن الوضع بالمدينة تحت السيطرة، حيث عادت الأحوال للهدوء، وأن الشرطة تكثف تحرياتها لمعرفة ملابسات الحادث، ومواصلة البحث للتوصل للجاني.
ويحسب شبكة “الشروق” الإخبارية بالسودان، فإن أهالي أبو حمد احتجوا على ما وصفوه بحالة الانفلات الأمني التي سادت المحلية في الفترة الأخيرة، وهددت استقرار الكثير من المواقع السكنية والمرافق التعليمية.
ومن جهته نفى مدير شرطة ولاية نهر النيل، اللواء حسين نافع، أن يكون هناك إطلاق نار أو اعتقالات وسط المواطنين، متوقعاً عودة الحياة للسوق خلال الساعات القادمة، وطالب المواطنين بضبط النفس.
وقال إن الشرطة عملت على استتباب الأمن وتفريق المحتجين، بعد جنوحهم للعنف والتخريب الذي طال بعض الممتلكات داخل السوق.
العربية