أعلنت قوة المهام المشتركة لجهاز الأمن والمخابرات الإثيوبي مساء الأحد؛ وصول أكثر من 800 جندي من قوات “الجبهة الديمقراطية لشعب تغراي” الإثيوبية المعارضة – مقرها إريتريا-، بقيادة الجنرال “مولا اسقدوم”، إلى أثيوبيا، وكشفت عن تصدي قوات سودانية لتحركات أريترية على الحدود ، مكنت من تأمين وصول الفصيل المعارض الى عمق الأراضي السودانية.
ورحب بيان بثه التلفزيون الإثيوبي ، بوصول قوات “الجبهة الديمقراطية” إلى إثيوبيا، واصفًا عودتها إلى البلاد بـ “الانتصار الكبير”.
وقال البيان إن “الانتصار جاء عقب اتصالات سرية جرت بين جهاز المخابرات الإثيوبية وقوات الجنرال اسقدوم، واستمرت لعام كامل”.
وأشاد البيان بما وصفه “دور الحكومة السودانية في حل الأزمة”، واصفًا ذلك الدور بـ “التاريخي الذي لن ينساه شعب وحكومة إثيوبيا”.
وأوضح البيان أن “القوات السودانية تصدت بقوة لمحاولات السلطات الإريترية في ملاحقة قوات المعارضة الإثيوبية داخل الأراضي السودانية”.
وأضاف البيان أن السلطات السودانية “نقلت قوات المعارضة الإثيوبية بقيادة الجنرال اسقدوم إلى إثيوبيا وقدمت لها كل المساعدات الإنسانية واللوجستية”.
وتابع البيان “تحركت قوات المعارضة من الأراضي الإريترية عبر الشريط الحدودي مع السودان، ووصلت إلى منطقة “قلوج” الإريترية المحادية للحدود مع السودان، ومنها إلى نقطة حدودية بالقرب من مدينة “حمدايت” السودانية، حيث دارت اشتباكات بينها وبين وحدات من الجيش الإريتري، و نجحت في تلك الأثناء وحدات من القوات السودانية في التصدي للقوات الإريترية، وأمّنت سلامة وصول قوات المعارضة الإثيوبية إلى عمق الأراضي السودانية”.
واتهم البيان أرتيريا بـ “إدارة مخططات معادية تستهدف إثيوبيا”، وقال “أرسلت القوات الإثيوبية عددًا من الضباط إلى إريتريا، حيث تسللوا داخل صفوف المعارضة، وكشفوا المزيد من المخططات التي تديره الحكومة الإرترية ضد إثيوبيا، ونجحوا بإقناع قوات المعارضة بالعودة إلى إثيوبيا”.
وكان مصدر سوداني مطلع، كشف للأناضول السبت، عن لجوء جنرال إثيوبي معارض مع جنوده إلى السودان، عقب اشتباكات بين قوات المعارضة الإثيوبية والجيش الإريتري.
وأفاد المصدر أن الجنرال “ملو اسقدوم”، رئيس “الجبهة الديمقراطية لتحرير تجراي” الأثيوبية المعارضة، (مقرها إريتريا)، وصل أمس الأول (الجمعة)، إلى مدينة “حمدايت” السودانية، (مدينة على المثلث الحدودي بين أريتريا، وأثيوبيا، والسودان).
كما أوضح أن الجنرال “اسقدوم”، قائد الجناح العسكري لائتلاف المعارضة الاثيوبية، تمكن من الفرار إلى السودان، بعد اشتباكات مسلحة مع الجيش الإريتري، اندلعت في ضواحي مدينة “أم حجر” الإريترية، صباح أمس الأول، مؤكدًا أن “اسقدوم” و683 من قوات المعارضة الإثيوبية، سلموا أسلحتهم للسلطات السودانية.
وقال المصدر، إن السلطات السودانية نجحت في منع تصاعد الاشتباكات بين الجيش الأريتري وقوات المعارضة الأثيوبية المنسحبة، ونقلت الأخيرة إلى مدينة “ود الحلو”، بولاية كَسَلا، شرقي السودان، فيما نقلت قياداتهم إلى مكان آمن في العمق السوداني.
وأضاف أن 7 من منسحبي المعارضة الإثيوبية قتلوا وجرح عدد آخر، أثناء انسحابها وملاحقة القوات الإرتيرية لها إلى حدودها الغربية مع إثيوبيا والسودان، في منطقتي أم “حجر” و”قلوجي”، التي كانت تنتشر فيها قوات المعارضة الإثيوبية، البالغ عددها أكثر من 12 ألف عنصر، منذ أكثر من 10 سنوات.
وذكر شهود عيان في المناطق الحدودية ، سماعهم أصوات المدافع جراء الاشتباكات التي استخدمت فيها أسلحة خفيفة وثقيلة، مشيرين أن دخول قوات المعارضة الإثيوبية إلى مدينة “حمدايت”، أحدث حالة من الارتباك، وسط سكان المدينة.
وفي ذات السياق، اعترف تلفزيون المعارضة الإثيوبية “أسات” في خبر مقتضب، بـ “هروب” زعيم جبهة تحرير تجراي (دمحيت)، وذكر أن الجنرال “ملو اسقدوم” سلم نفسه إلى السودان، دون أن يتطرق إلى التفاصيل.
يذكر أن المعارضة الإثيوبية، بشقيها السياسي والعسكري، تتخذ من إريتريا مقرا لها، منذ اندلاع الحرب بين البلدين عام 1998، وتعتبر الجبهة الديمقراطية لتحرير تجراي الذراع العسكري للمعارضة الإثيوبية، فيما تمثل حركة “سبعة قنبوت”، التي يتزعمها “برهانو نقا”، الواجهة السياسية، كما أن أثيوبيا، هي الأخرى، تدعم ائتلاف المعارضة الإريترية، في إطار حرب الوكالات بين أسمرا، وأديس أبابا.
سودان تربيون