مواجهات دامية في شوارع الخرطوم

سودافاكس- الخرطوم :

كان يوم أمس أشبه بفتح بوابة الجحيم في شوارع الخرطوم، حيث شهدت المدينة مواجهات دامية بين القوات النظامية والثوار الذين ملأوا الطرقات مطالبين بـ (إعادة شرفاء الجيش وهيكلة المؤسسة العسكرية).

 

هناك تفاصيل مؤثرة كنت شاهد عيان عليها في عدد من التقاطعات التي عجزنا عن عبورها بسبب الكميات الهائلة من الغاز المسيل للدموع والمتاريس وعمليات الكر والفر.

 

حالات إغماء لفتيات وأطفال ومرضى ظلوا قابعين في السيارات المتكدسة لساعات طوال وصراخ وعويل وضرب بالهراوات وألسنة نيران تشتعل هنا وهناك، لتنبئ بأن الوضع لا يسر.
أصدر تجمع المهنيين السودانيين بياناً ساخناً حول الأحداث وطالب بإقالة وزير الداخلية ومدير عام قوات الشرطة ومدير شرطة ولاية الخرطوم لاستخدام القوات القوة المفرطة في فض المواكب.

 

لجنة أطباء السودان كشفت عن عشرات الإصابات وسط الثوار، بمن فيهم طلاب من مدرسة سان فرانسيس، وأظهرت صور تم تداولها على نطاق واسع الدماء وهي تسيل من وجوه منسوبي الشرطة وتملأ ملابسهم العسكرية.

 

اختناقات مرورية غير مسبوقة شلت الحركة تماماً في الشوارع الرئيسة والفرعية، وملأت الأحجار الضخمة والإطارات المحترقة منطقة الخرطوم شرق وأغلقت المداخل والمخارج.
دعوات في الأسافير بنقل الاحتجاجات إلى الأحياء لنعود من جديد إلى سيناريو ظننا أننا تجاوزناه بعد أشهر من ثورة مجيدة أطاحت بنظام المخلوع عمر البشير.

 

هذه المرة المواجهات من نوع مختلف، وانتقلت إلى مربع خطير ربما يقود البلاد إلى مسار وعر.
مواجهة مباشرة بين الثوار والقوات النظامية تكشفها المطالب من جهة وطريقة التعامل مع المواكب من الجهة الأخرى.
ما يحدث الآن من تشاكس بين المكون العسكري والمدني يهدد استقرار حكومة الفترة الانتقالية ويفتح الباب واسعاً أمام كل الاحتمالات في المرحلة المقبلة.
ما أقوله يؤكده حديث النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي لقناة سودانية 24 عندما قال إن الشراكة ليست على ما يرام.
إذن.. إلى أين تقودنا الأحداث، وما هو المخرج عندما تضاف للأزمة الاقتصادية الخانقة مثل هذه التوترات الأمنية؟!!.
أعتقد أن الجميع مطالبون بمزيد من الحوار والشفافية والوضوح لتدارك الأمر قبل أن يستفحل أكثر من ذلك ويحدث ما لا تحمد عقباه.
إيقاف التشاكس والمناوشات والتصريحات الهدامة ضرورة مُلحة لحفظ استقرار الفترة الانتقالية حتى نصل للانتخابات التي تحدد من يحكم السودان بأمر الشعب.
تحديات خطيرة تواجه البلاد أبرزها الأزمة الاقتصادية التي تمسك بخناقنا، واستمرار الحصار الدولي على السودان والضغط الكبير في ملفات حساسة كملف الإرهاب ورفع العقوبات الاقتصادية وإحلال السلام الشامل.
يجب أن نركز جهودنا ونوظف طاقاتنا لتجاوز هذه المطبات، وبعدها لكل حادث حديث.

 

 

الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.