وكيل الخارجية لـ (الانتباهة )(2-2): (…) لهذه الأسباب أعدنا السـفراء مـن الخـارج
• كشف وكيل وزارة الخارجية السفير الصديق عبد العزيز في الحلقة الثانية من حواره مع (الإنتباهة) عن تفاصيل جديدة بشأن أوضاع السفراء والدبلوماسيين داخل الوزارة، واوضح ان وزارته عبر لجنة مصغرة رفعت توصيات إلى اللجنة العليا لإزالة التمكين بخصوص السفراء والدبلوماسيين لاتخاذ اجراءات بشأنهم، كما كشف عن أسباب استدعاء السفراء من بعثاتهم إلى رئاسة الوزارة، فإلى مضابط الحوار :
• اصدر الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية قبل عدة ايّام لإحدى الصحف تصريحات لتقديم الخارجية قوائم للجنة تفكيك النظام تضم (109) من منسوبي الخارجية منهم (50) سفيراً.. ما مدى صحة ذلك؟
ــ لا بد أن يعرف الناس أن هناك قانوناً اسمه قانون التفكيك. وهناك لجنة عليا مسؤولة عن تطبيق القرار، فالمسألة لم تترك للوزارات، واللجنة العليا للتفكيك ستقوم بهذه الإجراءات، إذن القضية ليست في يد الوزارات وإنما في يد اللجنة العليا للتفكيك .
• لكن اللجنة العليا لديها لجان فرعية في كل وزارة؟
ــ نعم اللجان الفرعية تقدم مجرد توصيات، لكن توصياتها غير ملزمة للجنة العليا للتفكيك .
• هل وزارة الخارجية رفعت اية قائمة توصي فيها بفصل عدد من السفراء والدبلوماسيين أم لا؟
ــ وزارة الخارجية ترفع للجنة التفكيك والخارجية كغيرها من الوزارات كونت لجنة مصغرة وأعدت توصيات .
• ماذا شملت التوصيات..هل هناك اسماء محددة ليتم فصلها؟
ــ ليس شرطاً ان تكون التوصيات فيها اسماء، وإنما تشمل طبيعة التركيبة الوظيفية في الخارجية. وتنصح وتعطي بعض المؤشرات، وقانون التفكيك في تطبيقه على وزارة الخارجية ان تراعي أشياء محددة لأن وزارة الخارجية لا يمكن ان تتعامل مع موظفيها كبقية الوزارات الاخرى. ولو هناك إنسان دخل الخارجية دون شهادات بالتأكيد سيفصل، واذا هناك شخص ضد الثورة بصورة واضحة أكيد سيوصى بشأنه بأن يفصل، واذا كان هناك من له مخالفات في السلك الدبلوماسي مثلما يحدث في بعض الأحيان بالتأكيد يوصى بشأنه. وكل ملفات الناس موجودة وستسلم للجنة، وسيتم فحصها، وعلى ضوء هذه التوصيات سيتم تحديد السفراء والدبلوماسيين الذين من المفترض ان تتخذ إجراءات بشأنهم .
• أعلنتم من قبل ان هناك من تم فصلهم تعسفياً وتمت إعادتهم للخدمة.. لماذا تأخر الإعلان عن الأسماء؟
ـــ نحن بالنسبة لنا لم يتأخر الإعلان، اذ اكتملت كل الإجراءات بعد عمل اللجنة التي اجتمعت هنا اكثر من (10) اجتماعات ورفعت توصياتها لمجلس الوزراء، وتمت اجازة السفراء الذين من المفترض ان تتم إعادتهم لوظائفهم، بل الوزارة حددت الوظائف التي سيرجعون اليها أسوة بزملائهم في الخدمة، مثلاً أحدهم تم فصله قبل (30) سنة وزملاؤه في الدرجة الاولى، بلا شك ستتم إعادته وتنسيبه لدرجته الوظيفية. ونحن عددنا ليس كثيراً، ومعظم الناس تجاوزوا سن الخدمة، لكن الذين تمت التوصية بشأنهم تم تسليم أسمائهم لوزارة العمل لاتخاذ الإجراءات الخاصة بالتسكين الوظيفي، وكل إجراءاتها اكتملت، ونحن ننتظرهم لأننا في حاجة كبيرة لجهودهم لأن لدينا فراغاً.
• تم إرجاع عدد من السفراء من البعثات في الخارج، ولكن حتى الآن لم يتم ابتعاث سفراء لتلك البعثات ويبلغ عددها (52) سفارة؟
ــ الآن هناك جهد كبير جداً مبذول لترشيح سفراء لتلك السفارات وسيكتمل في القريب العاجل .
• هناك قائمة تم توزيعها في مواقع التواصل الاجتماعي حول ترشيح (16) سفيراً لبعض السفارات.. ما مدى صحتها؟
ــ القوائم التي تم نشرها نحن لا ننفيها ولا نؤكدها. ونحن ما بنشتغل بها لأن هذا نشر على الانترنت ونحن لا نتعامل معه. لكن نحن كوزارة خارجية نعمل بشكل مؤسسي، والوزارة تدارست هذا الوضع ووضعت الخيارات المفترض تمشي، وفِي الأيام القريبة جداً سيكون الامر قد اكتمل، لأنه لا يمكن ان تبقى السفارات هكذا. واؤكد لك انه لم يتبقَ الا القليل جداً، وجميع تلك السفارات سيعين فيها رؤساء بعثات .
• إذن ما مصير السفراء الذين تم إرجاعهم من تلك البعثات.. وماذا بشأنهم وأغلبهم موجودون في منازلهم؟
ــ هناك لجان تعمل لمعالجة تلك المسائل. والبلاد حدث فيها تغيير، وأية دولة عندما يحدث فيها هكذا تغيير انت بتشوف الناس الذين يمثلون النظام السابق وتعمل على إعادتهم. وتتدارس الظروف من حولهم. والسفير الماعنده اشكالية يعود الى عمله عادي جداً، وما تنسى ان المسألة ليست متروكة للدولة السودانية الموجودة في القصر الجمهوري او مجلس الوزراء، فهناك جانب المواطن السوداني الذي قام بالثورة وقدم تضحيات، فيقول لك انه لا يمكن ان اذهب الى سفارات السودان وأجد نفس الناس الكانوا موجودين في السابق.
• الشارع يتحدث كثيراً عن ان الخارجية حتى اللحظة لم تفصل سفراء كانوا ينتمون للنظام السابق؟
ــ مثلما ذكرت لك فنحن لا نفصل، فهناك لجنة تفكيك التمكين، ونحن نرصد ما لدينا ونرفعه لها، وهي لا تأخذ برأينا فقط، لأن لديها اجراءات خاصة بها، وفحص لملفات هؤلاء الأشخاص للتأكد من ألا يظلم إنسان، ونحن لا نريد اعادة ذات التظلمات السابقة، لأنه بعد عدة سنوات قد يقول لك اجدهم أنا ظلموني، وإذا اتخذ قرار ضد احد لا بد ان تكون بالفعل هناك مخالفة تستوجب ذلك، لأن البلد ما سايبة. وهناك قضاء وغيره، ومشكلتنا في السودان ان الشارع يستعجل حدوث الأشياء. لكن كل شيء لا بد ان يتم بلوائح ونظم وقوانين، ولا يمكن فقط من اجل ان أستجيب لضغوط الشارع ان أوقع ظلماً على احد منسوبي الوزارة، اذ ليس من حقي ذلك. ويمكن جداً بعد مرور الوقت ان يأتي احدهم ويقول لي انت ظلمتني، مثل الناس الذين تمت إعادتهم بعد (30) سنة لوظائفهم، فلماذا نكرر تلك التجربة؟ لذلك نحن نعمل على تجويد مهامنا لانها مسؤولية امام الله وامام الناس والمجتمع، لذلك أقول ان التأخير بغرض تجويد الأداء والا تلحق مظلمة بأحد .
• الى ماذا تُرجع النقد الذي يواجه الخارجية؟
ــ لأن الخارجية لديها طبيعة خاصة وموجودة في الواجهة، ولديها سفارات في كل العالم، والبعض يعتقد ان الخارجية هي سبب مشكلاتهم، خاصة الذين في المهجر. ونحن في الخارجية يحملوننا اخطاء اي شيء يحدث في الخارج. وهذا امر غير صحيح، ولا يمكن ان نتحمّل وزر تصرفات أشخاص آخرين. فنحن سفاراتنا مهمتها حفظ علاقات السودان مع البلدان الاخرى. فلماذا اي شيء يقع على عاتق الخارجية؟ هذا قصور في فهم الأدوار. ونحن وزارة طبيعتها خاصة، ومهامها وتفويضها محددان ولا نتجاوزهما، ونأمل ان يجتهد الاعلام لشرح هذه الأشياء للمواطنين .
• هل نتوقع أن تتم تعيينات سياسية في الخارجية؟
ــ هذا سؤال يوجه للقيادة السياسية فنحن تنفيذيون.. لأن التعيينات وفق القانون الدولى فإن لرئيس الدولة الحق في تعيين 10% من السلك الدبلوماسي. وهناك أعراف دولية، ولا يوجد شيء يحرم الرئيس من ان يصدر تعيينات في السلك الدبلوماسي .
• هناك سفراء لا يعرفون مصيرهم حتى الآن؟
ــ اولاً: رجوع السفراء والدبلوماسيين للرئاسة لم يمض عليه وقت كثير. والبلاد حدث فيها تغيير.. فهل كان الناس يتوقعون ان تبقي الخارجية على طواقم السفارات بصورتها القديمة؟ وحتى بعد التغيير وسحب السفراء الى اليوم هناك جاليات مازالت تقوم بوقفات احتجاجية امام السفارات. وفهم الناس ان الخارجية كلها (كيزان) صدقوا أم اخطأوا في ذلك. والناس لا بد ان تقتنع بأن ليس كل ما يقال صحيح او خطأ، ونحن نراعي خصوصية الناس ومهامهم. ولا يمكن بجرة قلم تشطب وزارة كاملة، لذلك تكون هناك لجان وتوصيات وحكمة في التغييرات التي تحدث، وإلا لن تكون هناك خدمة مدنية مستقلة. فنحن في مرحلة إعادة إصلاح ومطلوباتها كثيرة، ولا بد ان يتحلى الناس بالصبر وأن نتعامل مع الأشياء والنَّاس بعقل، وأن نبتعد عن التشفي من اجل ان نبني دولة. وكل المطلوب ان ما يعتبره الناس تراخياً وتأخيراً هو من اجل الدقة والتجويد حتى لا يظلم احد، ونتفادى الوقوع في الأخطاء.
الانتباهة أون لاين