كاتب سعودي: المخابرات الأمريكية قرأت مقالي قبل نشره

قال: شبكة الإنترنت وسيلة للتجسس والسيطرة على العالم
يعتقد الكاتب الصحفي محمد بتاع البلادي؛ أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية “CIA” ربما تكون قد قرأت مقاله قبل نشره بالصحيفة، راصداً الجهود الأمريكية عبر أكثر من ثلاثة عقود للتجسس والسيطرة على العالم إلكترونياً، وهو ما يفسر نجاح مواقع الإنترنت الشهيرة (جوجل، فيسبوك، تويتر، ياهو، أمازون) وغيرها، وهي المواقع التي تدعمها الإدارة الأمريكية لتسيطر بها على العالم.

وفي مقاله “لماذا كل المواقع الشهيرة أمريكية؟!” بصحيفة “المدينة” يتساءل البلادي” ما الذي يجمع بين مواقع الإنترنت الشهيرة (جوجل، فيسبوك، تويتر، ياهو، أمازون، إيباي، باي بال، هوت ميل) التي تسيطر على العالم معرفياً واقتصادياً واجتماعياً؟! سأتبرع بالإجابة وأقول: إن كل هذه المواقع التي تحكم قبضتها على العالم الافتراضي؛ بل حتى الحقيقي مواقع أميركية (بلوحة واستمارة)!”.

ويضيف الكاتب “لا تعتقد أن الأمر مجرد صدفة، فهذه السيطرة جزء مهم من المنهجية السياسية الأميركية، فأميركا التي تنبّهت مبكراً لأهمية إحكام قبضتها على عوالم الإنترنت بوصفها إحدى أهم أدوات (إلقاء القبض) على كوكب الأرض والتحكم في أرضه وسمائه ومائه وبحاره، لم تترك شيئاً للصدفة، بل بادرت بدعم صنّاع الويب الأمريكان مالياً وتقنياً ولوجستياً من أجل (أرشفة وتخزين) معلومات البشر، ولعل هذا يفسر لك تفوق المواقع الأميركية وشعبيتها الجارفة رغم ضعف البنية البرمجية لبعضها!”.

ثم يروي الكاتب قصة هذه المواقع ولماذا تتبناها الإدارة الأمريكية، ويقول “الحكاية بدأت عام 1981 حينما تقدم مستشار الأمن القومي (بريجنسكي) بدراسته الشهيرة في وجوب السيطرة على العالم إلكترونياً، وأخطر ما قاله آنذاك أن أميركا لن تحتاج في المستقبل إلى هذا العدد الكبير من الجواسيس والسفارات حول العالم بعد أن تزرع حواسيبها في كل بيت! وهذا ما دفع الحكومات الأميركية المتعاقبة؛ لا لدعم المواقع الأميركية القائمة فقط، بل شراء تجنيس كل المواقع الأجنبية الناجحة بدءاً بـ (هوت ميل) الذي اشترته (مايكروسوفت) من شاب هندي (طفران)، وليس انتهاءً ببرنامج (واتساب) الذي اشترته (فيسبوك) من شاب أوكراني معدم بمبلغ فاق 20 مليار دولار، مروراً بمواقع (مكتوب) وبعض المواقع العربية التي سيطرت عليها (ياهو) قبل سنوات !”.

وفي لهجة تحذيرية يقول الكاتب “صديقك (جوجل) ليس محرك بحث بريء، فهو يعرف عنك أكثر مما تعرفه أمك وزوجتك معاً، فمن خلال مراقبة بحثك يقرأ توجهاتك الفكرية ونواياك المستقبلية (حتى إن كنت تنوي الزواج مسياراً)، وعن طريق الخرائط يعرف أماكنك المفضلة (ومنزل زوجتك الجديدة)، بل يحفظ حتى أرقام بطاقاتك الائتمانية، أما ما تشاهده في (اليوتيوب) من مشاهد وموسيقى ومحاضرات فيكشف أيضاً الكثير عن ذوقك وثقافتك وهواياتك؛ بل حتى عقيدتك ودرجة تدينك، كل هذا موجود في مخازن إلكترونية يبلغ حجمها 15 إكسترابايت «مليون تيرابايت» تتشارك وكالة CIA في قراءتها وتحليلها كما كشف (إدوارد سنودن) الذي أعلن قبل فترة، أن وكالة الأمن القومي قامت بالتجسس على 35 زعيماً من زعماء العالم!”.

وينهي الكاتب قائلاً “مع كل هذه السيطرة وبعد أن صار العم سام يراقب العالم كله من متكئه في واشنطن أصبح الحديث عن استقلال الدول، بل استقلال الناس أنفسهم حديثاً عبثياً لا معنى له .. بالمناسبة حتى مقالي هذا ربما قرأوه قبل أن يصل إلى الزملاء في الجريدة!”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.