غازي صلاح الدين يرد على الشفيع خضر.. دعوات المراجعة والكي فوق الفكك

كتب الدكتور غازي صلاح الدين رئيس حركة الإصلاح الان رداً على مقال الدكتور الشفيع خضر القيادي، المفصول من الحزب الشيوعي وقال إن أهم نقطتين في مقال د. الشفيع خضر لصحيفة القدس العربي هما:

 

١. أن الفترة الانتقالية “لاتزال عرجاء وتتعثر خطواتها”
٢.الحل هو في “الإسراع بعقد لقاء مائدة مستديرة” تنظمه جامعة الخرطوم
في النقطة الأولى وتعداده لأسباب استمرار عرج الفترة الانتقالية يذكر الانقسامات الكثيرة في أبنية الثورة، وعجز الإعلام عن أداء دوره بنجاح، كما يذكر -وهو الأهم – وجود مخطط مرسوم لجر البلاد لأتون حرب مجتمعية.
ما يستنتجه المرء من النقطة الأولى هي أن الفترة الانتقالية (أي الثورة) فشلت في تحقيق أهدافها، ليس ذلك فحسب، بل إن عوامل الفشل المذكورة أعلاه ما تزال هي المسيطرة والموجهة للأحداث.
بالنسبة للنقطة الثانية وهي مقترح المعالجة، لا يوضح الكاتب مبررات الثقة في أن جامعة الخرطوم يمكن أن تنظم مؤتمر المائدة المستديرة بنجاح لا يتوفر لغيرها، خاصة وأن الصفة الوحيدة التي تميز جامعة الخرطوم هو هيبتها العلمية ومصداقيتها المهنية، لكنها بغير سيف أو ذهب.
وبمناسبة السيف والذهب، فقد استغربت أن المقال لم يعر انتباها للجيش وقوات الدعم السريع، وهما حتى الآن كيانان منفصلان بمقدورهما أكثر من غيرهما التأثير سلبا أو إيجابًا على معادلات الحل.
هناك ملحوظتان أخريان من الضروري أن تؤخذا في الاعتبار: أولًا، بخلاف ما يصرّ د. الشفيع على تأكيده، فإن بعض أبنية الثورة التي يدعو إلى حمايتها وإعدادها لمهمتها هي من سينسف قيم الثورة ويشعل نيران العنف فيما بين الثوريين أنفسهم، أعني تحديداً ما يسمى بلجان المقاومة التي هي استنساخ بليد للجان الثورة الثقافية التي أنشأها ماوتسي تونق في ستينات القرن الماضي لكسر هيبة السلطة الاجتماعية المعنوية للأسر والآباء، وللسلطة المعنوية لأجهزة الدولة. ومازال الناس يتقززون من الصور الصادرة من الصين في تلكم الأيام وفيها مسئول حكومي كبير أو مواطن مسن يتعرض للسخرية والإذلال على يد أطفال ومراهقين. ومن الثابت أن حوادثاً كهذه قد حدثت فعلاً ويشتد الخطر عندما تنقسم تلك اللجان وتحترب فيما بينها.
ثانياً، يحيل د. الشفيع كل التحديات والمشاكل والتعقيدات إلى ما يشبه وحشاً خرافياً مأخوذاً من مغامرات هاري بوتر: أعني ما أشار إليه باسم تحالف الفساد والاستبداد رهذه نقطة ضعف أساسية في الأطروحة.
دكتور الشفيع في نظري رجل جاد في دعوته للحوار والمراجعة، لكنه يلتفت كثيراً إلى الخلف خشية ضربة غادرة من ورائه، وعلينا إعانته وعليه أن يضع الكيّة في الموضع الصحيح للعلة وإلا صارت -اقتباساً من الأستاذ عبدالله علي إبراهيم- “كيّ فوق فكك”.
غازي صلاح الدين العتباني
١٩ مايو ٢٠٢٠

المصدر: صحيفة الوطن




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.