بكل اسف هناك العديد من الناس صار يقدم مصالح اثيوبيا علي مصالح السودان بسبب توسط ريئس الوزراء الاثيوبي ابي احمد في الخلاف بين المجلس العسكري المحلول وقوي الحرية بعد الاحداث التي اعقبت فض الاعتصام وهو دور طيب ومقدر. ولكن هذا لا يعني ان نتحول الي عملاء نخدم مصالح بلد اخر علي حساب حقوقنا التاريخية في نهر النيل
لمن لا يعلم ان المنطقة التي فيها سد النهضة. ارض سودانية وسكانها من اصول سودانية وهم امتداد لسكان منطقة النيل الأزرق وقد كانت ضمن حدود دولة الفونج وتعرف بمنطقة بني شنقول وتوجد اغاني من التراث الشعبي السوداني تذكر خيرات منطقة بني شنقول باعتبار ان انها تشتهر بمعدن الذهب وهذا الذي دفع ملك الحبشة منليك ليطمع فيها بعد ان عجز ان ضم كل شرق وسط السودان حيث كان يطالب بان تكون حدود اثوبيا الغربية حتي الخرطوم والنيل الابيض وحاول سلفه الملك يوحناس غزو مناطق القضارف والقلابات ابان زمن المهدية ولكنه نال هزيمة نكراء علي يد القائد البطل حمدان ابو عنجه الذي لم يكتفي فقط بهزيمة الاحباش في القلابات فحسب بل تعقبهم الي عاصمتهم مدينة قندر ودخلها فاتح منتصر وبعد وفاة القائد ابوعنجة حاول الاحباش تكرار الهجوم بعد سنوات ولكن تم هزيمتهم وابادتهم علي يد القائد البطل الزاكي طمل الذي ارسل راس ملك الحبش الي عاصمة المهدية ام درمان ليكون دليل نصر لدي الخليفة عبد الله التعايشي
وخلال محاولة الجيش المصري والانجليزي غزو السودان اجبر الخليفة عبد الله التعايشي لسحب جيوشه من اطراف البلاد لصد الغزو الانجليزي المصري ومع تمرد بعض مناطق البلاد من ضمنها منطقة بني شنقول انتهزر منليك ملك الاحباش فرصة طلب التعايشي منه أن يعاونه في اخضاع ولد نور الغوري حاكم بني شنقول المتمرد عليه، فزحف منليك بحدوده غربا نحو النيل الأزرق، كما أرسل حملة أخرى نحو النيل الأبيض بحجة وقف الزحف الاوروبي على النيل، وكتب ملك الحبشة إلى التعايشي موضحا تلك الخطوة بقوله : “أخبرك أن الأوروبيين الموجودين حول النيل الابيض مع الإنجليز قد خرجوا من الشرق والغرب وقصدوا أن يدخلو بلادي وبلادك والآن أمرت جيوشي بأن تصل إلى النيل الابيض، ولربما تسمع خبرا من التجار أو غيرهم وتعتقد في شئ آخر، لذلك كتبت إليك لكي تعرف القصد وأنت من جهتك تحفظ ولا تدع الأفرنج يدخلون بيننا وتشدد لأنه اذا دخل الأفرنج في وسطنا يصير تعب عظيم لنا واذا كان يحضر عندك أحد من الأفرنج عابر طريق اعمل كل اجتهادك حتى تصرفه بالمحبة”.
وعندما أخذت جيوش كتشنر تقترب من أم درمان، بعث منليك برسالتين إلى التعايشي يطلب منه أن يفتح عينيه حذرا من الأوروبيين كما أرسل له علما فرنسيا لكي يرفعه على حدوده اذا هاجمه الإنجليز، ولكن التعايشي رفض رفع العلم وأعاده ثانية الى منليك .
ويتضح مما سبق مدى دهاء منليك ، فقد أراد أن يصرف نظر التعايشي عن تحركاتها الحدودية، كما أراد أن يخدع الانجليز عندما يرون علما فرنسيا مرفوعا على أم درمان بكل ما قد ينتج من اشكالات دولية توقف زحف الجيش المصري عندها، وفي هذه الأثناء يتم وصول البعثات الفرنسية إلى أعالي النيل وتتم أيضا سيطرة منليك على الضفة الشرقية للنيل ويضع مصر وبريطانيا أمام الأمر الواقع كذلك يتضح أن منليك بالرغم من قصده من تعهده بعدم التحالف مع المهديين فقد ظل على اتصال بهم، بل حاول أن يستغلهم لصالحه ضد الانجليز والمصريين في تقدمهم لاحتلال السودان. وواضح جدا أن منليك قد أرسل أربع حملات بعد ، إلى النيل الابيض والأزرق وبحيرة رودلف لمد نفوذه إلى هذه المناطق،
عندما لم يستطيع ملك الحبشة تحقيق حلمه بالاستيلاء علي شرق وسط السودان بسبب وجود الانجليز بالسودان عقب سقوط المهدية احتل منطقة الرصيرص ولم يحبذ الانجليز الدخول معه في حروب فعرضوا عليه الانسحاب من منطقة الرصيرص مقابل ان يحتفظ الاحباش بمنطقة بني شنقول والاستفادة منها زرعيا. فقط بشرط عدم قيام الاحباش بانشاء اي مشروع مائي وهذا ما جاء في معاهدة اديس ابابا اتفاقية أديس أبابا بين بريطانيا وإثيوبيا، الموقعة في 15 مايو 1902، ووقعها بريطانيا بالنيابة عن السودان، وأهم ما فيها المادة الثالثة التي تنص على: “إن الإمبراطور الإثيوبي منليك الثاني يعد بألا يبني أو يسمح ببناء أي أعمال على النيل الأزرق وبحيرة تانا أو السوباط
اذا هذه الاتفاقية تمنح السودان حق الطلب من اثيوبيا تسليمها منطقة. بني شنقول للسودان وايقاف بناء هذا السد الذي لن يفيد مناخ السودان وربما يتسبب هذ في هطول دائم للمطر في اواسط وشرق السودان بسبب امتلاء بحيرة السد وبالتالي تفشل الزراعة التي يعتمد عليها السودان
ترس اخير
اتفاقية 1902 هي ذاتها التي بموجبها تم ترسيم الحدود الشرقية للسودان وحدودنا تتعرض الي انتهاكات من الجانب الاثيوبي خاصة منطقة الفشقة وبكل اسف وقع الجيل الذي حكم السودان بعد خروج المستعمر في اخطاء استراتجية عندما قدموا دعم الي الشعب الاريتري لاجل الانفصال عن اثيوبيا فاريتريا يرتبط معها السودان بقبيلة مشركة واحدة ولن يستفيد السودان من ظهورها كدولة جديدة في البحر الاحمر وقد كان الافضل للسودان دعم ثوار اقليم بني شنقول المطالبين بالانفصال عن اثيوبيا فبني شنقول منطقة مهمة للسيطرة علي مياه النيل وهي المنطقة الغنية بمعدن الذهب. اضافة الي وجود تسعة قبائل مشتركة بينها والسودان لذلك يجب النظر لمصالح السودان لتكون فوق كل شي.
علاء الدين محمد ابكر
التيار