ثقافة سودانية غائبة تطيح بـ “أمجد شاكر” و”محمد الطيب” أهمية التصويت
“خلال العروض المباشرة، رأيكم له دور كبير في تحديد مصير المواهب”، هكذا قالتها أنابيلا – المذيعة التي تُقدم برنامج ذا فويس- ومع هذا لم يكترث الكثير من السودانيين لهذا التنويه، الذي ظلت تكرره بعد كل فاصل إعلاني، وفي رأي الكثيرين أن عدم التصويت هو ما تسبب في إقصاء الكثير من المواهب، التي تستحق المتابعة في البرنامج.
والمتعارف عن التصويت، بأنه من الممكن أن يتخلله الكثير من العنصرية، وهذا لأن كل بلد يصوت للمتسابق الذي ينتمي إليه ما قد يضعف الفرص أمام المتسابقين الأقل حظا في التصويت.. تم إقصاء المتسابقيْن السودانييْن أمجد شاكر ومحمد الطيب من برنامج (ذا فويس) الغنائي بسبب قلة التصويت، فيا ترى هل كان السبب وراء هذا الإقصاء هو جهل الكثيرين بأهمية التصويت كي يصل المتسابق لبر الأمان، وبالتالي يتأهل للمشاركة في النهائيات، أم أننا لا نزال نعاني من عقدة (ممارسة دور الضحية) ونُجيد تعليق الأمور على شماعة المؤامرة، متذرعين بعذر أن السودانيين مستهدفون؟ لكن البعض ذهبوا إلى أن السبب هو ارتفاع ثمن رسالة التصويت، مقارنة بسوء الأوضاع الاقتصادية.
التصويت كان منصفا
وفي السياق، يقول علاء الدين حامد – مهندس كيميائي- إن أمجد ومحمد كانا بالمستوى المطلوب، لكن سبب استبعادهما يعود إلى أنهما تنافسا مع مواهب مميزة ومتمرسة في هذا المجال، وأن منافسيهما غنوا قبل ذلك في مسارح عالمية وفي معية كبار الفنانين، هذا إلى جانب أن اللون الغنائي السوداني غريب نوعا ما على الأذن العربية، ومع ذلك لاقى استحسان لجنة التحكيم. وواصل قائلا: وفي رأيي أن التصويت كان منصفا لهما، وبالفعل نحن فخورون بمشاركتهما التي أثلجت صدورنا، ونتمنى أن تكون فاتحة لمشاركات سودانية أخرى في كافة المجالات.
العين بصيرة واليد قصيرة
“(البصلة بي جنيه) فكيف يمكن لأحدهم أن ينفق 10 جنيهات للتصويت لمتسابق ما”.. هكذا ابتدر مصطفى شيخ الدين- موظف- حديثه، وواصل قائلا: أنا من أشد متابعي برنامج ذا فويس، لكن للظروف الاقتصادية حديثاً آخر، وهو أن ميزانية المواطنين المعطوبة سلفا لا تسمح بإنفاق عشرات الجنيهات لشركات الاتصالات، في ذات الوقت الذي يمكننا شراء رطلين من الحليب بها، ويمكن لميسوري الحال المشاركة في أمر التصويت، أما بالنسبة لمحدودي الدخل فـ (العين بصيرة واليد قصيرة).
موهبة أمجد
وقالت مي عبد الله – خريجة مختبرات: (انت مجرم عالمي)، هكذا قالتها شرين عبد الوهاب، وهي تصف موهبة أمجد شاكر في أمسية العروض المباشرة بليلة السبت، وفي رأيي أن أمجد لا يقل موهبة عن المشاركين الذين تأهلوا لمرحلة النهائيات، وكذلك محمد الطيب غنى كما ينبغي، بالرغم أنه نسي جزء من الأغنية، وحاز على إعجاب لجنة التحكيم، لكن المعضلة تكمن في عدم وعي المجتمع السوداني بأهمية التصويت، لذلك تم استبعادهما من البرنامج، وهذا هو ذات السبب الذي تسبب في خروج الشاعرة منى حسن من برنامج (أمير الشعراء العرب)، في موسمه الخامس بسبب قلة الأصوات التي حصلت عليها من التابعين.
ثقافة غائبة
ووافقها الرأي عدنان محمد – خريج- قائلا: كانت أغنيتا (الليلة يا سمرة) و(لو تعرف الشوق) خيارين موفقين لأمجد ومحمد، وفي رأيي أنهما مثلا السودان بشكل جيد جدا، وقد أدهشانا جميعا بحضورهما الطاغي والمدهش، ولم أشعر بأي عنصرية من الجمهور العربي تجاههما، بل إنهم كانوا متفاعلين مع أغانيهما وتمايلوا لها طربا كما فعلنا نحن، وسبب عدم تأهلهما هو عدم إدراك السودانيين للتصويت، فلو صوتنا لأمجد ومحمد بشكل جيد كنا سنساهم في نجاحهما في تأهيلهما لمراحل متقدمة
المصدر:صحيفة اليوم التالي