خسائر حفتر وانتصارات الوفاق.. هل تدفع مصر للتدخل عسكرياً في ليبيا؟

أخبار متواترة غير مؤكدة تشير إلى تحركات مصرية على الحدود مع ليبيا في ضوء الخسائر المتلاحقة لقوات المشير حفتر. في الوقت نفسه تحاول القاهرة خلق مسار سياسي يهدئ من حدة الأوضاع في ليبيا.. فمتى يمكن أن تفقد القاهرة صبرها؟

خسائر متلاحقة لقوات ما يسمى بــ “الجيش الوطني الليبي” تحت قيادة المشير المتقاعد خليفة حفتر من قاعدة الوطية إلى مدينة ترهونة إلى مطار طرابلس، نتج عنها أن أصبح الغرب الليبي خاضعاً بأكمله لحكومة الوفاق التي انفتحت شهيتها للسيطرة على الشرق.

هزائم أقلقت حلفاءه في المنطقة العربية وأوروبا، لتتصاعد دعوات تطالب حكومة الوفاق بالعودة إلى طاولة المفاوضات بعد أن تغيرت موازين القوى على الأرض في ليبيا في أعقاب التدخل التركي، فيما أصدرت مصر “إعلان القاهرة” ما عده البعض محاولة لوقف نزيف الأراضي من بين يدي حفتر.

أيضاً تصاعدت الدعوات لمصر – الحليف القوي المشير المتقاعد – بالتدخل عسكرياً على غرار تركيا لوقف هزائم معسكر حفتر كان منها دعوات إماراتية

ما حقيقية التحركات المصرية على الحدود؟
بعد اقتراب قوات حكومة الوفاق المعترف بها دولياً من منطقة سرت ذات الأهمية الاستراتيجية، انتشرت أنباء غير مؤكدة عن تحركات لحشود من الجيش المصري على الحدود الليبية، وكان موقع ديفينس بلوغ المعني بالشؤون الأمنية أحد مصادر تلك الأخبار، إذ قال إن الحشود شملت دبابات قتالية من طراز M1A2 أبرامز ونحو ست مروحيات هجومية من طراز Mi-24.

وتشكل سرت غرفة عمليات رئيسية لقوات حفتر، وتقع بين طرابلس وبنغازي وتفتح الطريق تجاه منطقة الهلال النفطي شرقي ليبيا والتي تحتوي على 80 يالمئة تقريباً من الثروة النفطية الليبية، كما تضم قاعدتي القرضابية والجفرة الجويتين الاستراتيجيتين.

لكن وبنبرة حاسمة وكلمات قاطعة، نفى اللواء محمود خلف الخبير الأمني والمستشار بأكاديمية ناصر للعلوم العسكرية بالقاهرة تلك الأنباء.

وفي اتصال مع DW عربية قال الخبير العسكري المصري إن ما يشاع عن مثل تلك التحركات ما هو إلا “كلام إعلامي”، مشدداً على أنه “لا توجد أي تحركات من أي نوع وأن أوضاع القوات المسلحة وكلام الرئيس يشير إلى أن القوات في حالتها المعتادة على الاتجاهات الاستراتيجية الأربع ولا تغيير في ذلك عما هو معلن”، مضيفاً أنه “ليس هناك أي تدخل عسكري مصري سيحدث في ليبيا وأن أي تحركات في أي من هذه المحاور الأربعة من المحال أن يعرف عنها أحد أي شيء إن حدثت”.

قلق مصري؟
الأمر نفسه أكدته كلاوديا غازيني الباحثة وخبيرة الشئوون الليبية في مجموعة الأزمات الدولية، إذ قالت في حوار مع DW عربية إنها شاهدت هذه الفيديوهات وعلقت قائلة: “في الحقيقة لا يمكن أبداً القطع بصحتها أو التاكد من مصدرها”، وأضافت: “شخصياً أرى أن هذه الفيديوهات لا تبدو حقيقية بالنسبة لي، وقد علمت من قبل بانتشار أخبار وفيديوهات من هذا القبيل مثل مقتل أو أسر جنود مصريين في ليبيا إلا أنه لم يوجد حتى اللحظة أي تأكيد على ذلك”.

وأضافت الخبيرة في الشؤون الليبية أنها لا تعتقد بأن الموقف الحالي يوجد فيه ما يستدعي حدوث تدخل مصري “وحتي اللحظة يكفي التدخل الروسي العسكري غير الرسمي، فيما تقوم مصر بالعمل السياسي والدبلوماسي”، مشيرة إلى أن “مصر لديها قلق شديد من اتخاذ أي خطوة خارج القانون الدولي والشرعية الدولية ولذلك فهي حذرة للغاية من أن تتورط في أي تدخل عسكري في الداخل الليبي دون وجود غطاء شرعي لها”.

غاريني أضافت أن “مصر أيضاً لديها الكثير من المشكلات الاقتصادية، ما يجعل من الصعب عليها أن تغامر بخوض حرب في هذا التوقيت.. وما السبب وما الذي قد يدفعها إلى ذلك؟ هي فقط تحتاج إلى تأمين حدودها الغربية”.

DW




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.