الدولار يتراجع وتسعير مبكر للتضخم
تراجع مؤشر الدولار الأميركي مقابل سلة من العملات خلال تداولات، الأربعاء الماضي، لليوم الرابع على التوالي إلى أدنى مستوى له في أربعة أشهر، وانحدر المؤشر الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات DXY إلى 94.9 وقريب من أدنى مستوى له خلال تداولات 2020 عند 94.74؛ مثلاً ارتفع اليورو إلى مستوى 1.1585، وارتفع الجنيه الإسترليني إلى فوق مستوى 1.27، بينما واصل مؤشر الدولار التراجع لليوم الخامس خلال تداولات أمس، وبذلك يتراجع خلال تسع جلسات من آخر 10 أيام.
هروب السيولة من الدولار الأميركي
وتترقب الأسواق نهاية برنامج المساعدات الطارئة، الذي أقره الكونغرس لمواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا الاقتصادية، الذي يشتمل على مساعدات نقدية للعاطلين عن العمل ينتهي في 31 يوليو (تموز) الحالي، وهناك مخاوف من عدم تجديد هذا البرنامج، وهو ما يشكل عامل ضاغط على الدولار الأميركي. أيضاً تسعر الأسواق استمرار انخفاض الفائدة على السندات الأميركية خلال الـ24 شهراً المقبلة، الأمر الذي يضعف عوائد سندات الخزانة الأميركية. عامل سياسي آخر كان له تأثير سلبي في الدولار الأميركي مرتبط بالنزاع بين واشنطن وبكين، هذا الأسبوع أمرت السلطات الأميركية الصين إغلاق قنصليتها بهيوستن بدعوى التجسس الاقتصادي، يضاف هذا إلى التوترات السابقة المرتبطة بالتجارة والتكنولوجيا.
وكان للبيانات الاقتصادية الصادرة عن واشنطن دور للضغط على الدولار، وأظهر ارتفاع عدد طلبات إعانات البطالة إلى 1.4 مليون في الأسبوع المنتهي في 18 يوليو الحالي زيادة بلغت 109.000. كما ارتفعت المخاوف مع اقتراب نهاية برنامج تقديم المساعدات النقدية نهاية الشهر الحالي، الذي كان يتحصل من خلاله العاطل عن العمل 600 دولار أسبوعياً، بينما تستمر الإعانات الحكومية الرئيسة للعاطلين بـ350 دولاراً أسبوعياً، ما تسبب في استمرار بيع الدولار بالأسواق.
وتزداد الضغوط أيضاً بارتفاع حالات الإصابة بكوفيد 19 في الولايات المتحدة الأميركية، وتجاوز عدد الحالات 4 ملايين حالة، فيما تتوقع بعض التقارير احتمال استمرار تصاعد الإصابات، وهو ما يتسبب في موجة ضعف أخرى للعملة الأميركية في الأسواق.
ضعف الدولار وارتفاع المعادن الثمينة
هناك علاقة عكسية بين سعر الذهب وسعر الدولار، وتفسير هذا الانعكاس هو أن جميع السلع يتم تسعيرها بالدولار، وكذلك تتم التسويات المالية في المعاملات به. وصعد الذهب إلى مستوى قريب من 1.900 دولار للأونصة خلال تداولات الخميس الماضي، وتزامنت هذه الارتفاعات للمعدن الأصفر مع تراجعات الدولار، ويواصل الذهب الصعود لخمس جلسات متتالية. هذا التوجه للسيولة من الدولار إلى الذهب بسبب توقعات أن يكون لضخ السيولة أثر تضخمي، وهنا يزيد الطلب على الذهب، لتفادي تأثير التضخم على القوة الشرائية للدولار هذا جانب. ويؤكد هذا، الارتفاع الكبير للفضة بوتيرة أسرع من الذهب وفي هذا أيضاً تسعير مبكر من الأسواق بارتفاع معدلات التضخم بسبب الأحوال الضخمة التي قامت الحكومات حول العالم بضخها في الاقتصاد، وآخرها كانت أوروبا التي وافقت على تخصيص 750 مليار يورو لمساعدة الدول الأوروبية في مجابهة تداعيات انتشار فيروس كورونا الاقتصادية، وهناك نزوع في الأسواق للتخلص من الدولار لتفادي تأثير حالة عدم اليقين بسبب التوتر الأخير بين واشنطن وبكين، بالإضافة إلى تأثيرات كوفيد 19 الاقتصادية.
إندبندنت