تراجع انتعاش الدولار متأثراً بالخلاف السياسي على خطة تحفيز أميركية وتوقعات اقتصادية قاتمة. وبعدما شهد أسوأ أداء خلال عشر سنوات في يوليو (تموز)، صعد الدولار بداية أغسطس (آب) مع اتجاه بعض المستثمرين لتقليص مراكزهم المدينة. ودعم ذلك الدولار لفترة وجيزة فحسب ليتراجع 0.2 في المئة مقابل سلة عملات. وصعد اليورو، الذي زاد 5 في المئة مقابل الدولار خلال يوليو (تموز)، 0.2 في المئة في أحدث تداول له، مسجلاً 1.17875 دولار.
وقال مارشال جليتر، محلل سوق الصرف لدى “بي دي سويس” في مذكرة، “أرى أن تعافي منطقة اليورو سيكون أسرع كثيراً من التعافي الأميركي، وأن فَرق النمو سيواصل دفع اليورو للارتفاع على حساب الدولار”. وارتفع الدولار الأسترالي نحو 0.3 في المئة بعدما أبقى البنك المركزي على السياسة النقدية دون تغيير كما كان متوقعاً.
نتائج ضعيفة للأسهم الأوروبية
وتراجعت الأسهم الأوروبية بعد أن ألقت نتائج ضعيفة من دياجيو وباير بظلالها على قفزة في أسهم الشركات المرتبطة بالدورة الاقتصادية، بينما ينتظر المستثمرون مؤشرات على تقدم بخصوص تحفيز مالي أميركي جديد.
في المقابل، تصدرت شركات النفط والغاز مكاسب القطاعات بصعود 2.1 في المئة، في حين تقدمت أسهم صناع السيارات والبنوك والترفيه والسفر بين 1.5 و2 في المئة.
وكان المؤشر ستوكس 600 الأوروبي منخفضاً 0.2 في المئة، لكن مؤشر الأسهم القيادية بمنطقة اليورو زاد 0.5 في المئة.
وانخفض سهم مجموعة باير الألمانية للعقاقير والمبيدات الحشرية 3 في المئة بعد أن أعلنت خسارة صافية 9.5 مليار يورو (11.2 مليار دولار) في الربع الثاني، عقب تسوية حجمها 10.9 مليار دولار لدعاوى قضائية أميركية فيما يتعلق بمزاعم أن منتجها راونداب لإبادة الأعشاب الضارة يتسبب في مرض السرطان.
خسائر قياسية لشركة “بي بي” البريطانية
على صعيد متصل قفز سهم “بي بي” العملاقة للطاقة 5.8 في المئة بعد أن خفضت توزيعات الأرباح في خطوة كانت متوقعة على نطاق واسع وأعلنت خسارة قياسية، وسط تضرر الطلب على الوقود جراء أزمة كورونا. في حين سجّلت “بي بي” خسارة صافية تبلغ قيمتها نحو 16.85 مليار دولار في الربع الثاني من العام، وفق ما أعلنت الشركة البريطانية العملاقة للنفط الثلاثاء، بعدما سدد كوفيد-19 ضربة للطلب على الخام وتسبب بهبوط أسعاره.
وأفادت “بي بي” في بيان بشأن إيراداتها بأن “التداعيات الشديدة المستمرة لوباء كوفيد-19 تواصل خلق بيئة تجارية متقلبة وصعبة”.
وأضافت، “بالنظر إلى المستقبل، لا تزال التوقعات بشأن أسعار السلع الأساسية والمنتجات صعبة وضبابية”.
وذكرت أن الخسائر الفصلية بعد احتساب الضرائب التي بلغت 16.85 مليار دولار (14,10 مليار يورو) مقارنة بأرباح صافية كانت قيمتها 1.82 مليار دولار في الربع الثاني من 2019.
وقال رئيسها التنفيذي برنارد لوني، “كان لإعادة ضبط أسعارنا المفترضة على المدى البعيد والقصور المرتبط بذلك وتكاليف التنقيب التي يتعذر تحصيلها تأثير كبير على وجه الخصوص”.
كما نشرت “بي بي” تفاصيل بشأن الكيفية التي تتوقع من خلالها تحقيق انبعاثات كربونية نسبتها “صفر” بحلول 2050.
وتوقعت “بي بي” التي تحوّلت من شركة نفطية دولية إلى “شركة طاقة متكاملة” بأن ينخفض إنتاجها من النفط والغاز خلال العقد المقبل بما يعادل مليون برميل من النفط يومياً أو 40 في المئة مقارنة بمستويات 2019.
وأكد لوني، أن “العِقد المقبل مهم للغاية بالنسبة للعالم في معركته ضد التغير المناخي. سيحتاج الدفع لتحقيق التغيير الضروري في أنظمة الطاقة العالمية تحركاً من الجميع”.
وسيكون على “بي بي” إعادة ترتيب أمورها المالية في المستقبل القريب حيث قرر لوني إلغاء نحو 10 آلاف وظيفة؛ أي ما يعادل تسريح 15 في المئة من القوة العاملة لدى الشركة حول العالم جرّاء تداعيات كوفيد-19 على الطلب على الطاقة والأسعار.
وبعدما أغلقت الشركات حول العالم وتوقفت حركة الطيران في ذروة أزمة كوفيد-19 أواخر الفصل الأول من العام، تهاوت أسعار النفط حتى أنها بلغت ما دون الصفر لمدة وجيزة.
إصابات كورونا تلقي بظلالها على تعافي طلب الوقود
على صعيد النفط تراجعت الأسعار، وسط بواعث قلق من أن موجة جديدة من إصابات كوفيد-19 في أنحاء العالم قد تنال من تحسن في الطلب على الوقود وسط إغلاقات شاملة أشد صرامة، وفي وقت يعمد فيه منتجون كبار إلى زيادة الإمدادات.
وكانت العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط منخفضة أربعة سنتات بما يعادل 0.1 في المئة إلى 40.97 دولار للبرميل، في حين نزلت عقود خام برنت 11 سنتاً أو 0.3 في المئة لتسجل 44.04 دولار للبرميل.
يأتي التراجع بعد أن صعد غرب تكساس 1.8 في المئة وبرنت 1.5 في المئة، أمس الاثنين، بفضل بيانات أفضل من المتوقع للنشاط الصناعي في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة أظهرت خروج المصانع من أسوأ التداعيات المبكرة لجائحة كورونا.
وقال لاخلان شو، مدير بحوث السلع الأولية في بنك أستراليا الوطني، “على صعيد الطلب، حصلنا على بيانات مشجعة لقطاع التصنيع العالمي. لكن ما زال هناك بعض الأدلة على تعثر تعافي الطلب على النفط في بضع أسواق مع تجدد تنامي كوفيد-19”.
صادرات نفط فنزويلا أقل من 400 ألف برميل يومياً
من جهة أخرى، أفادت بيانات من رفينيتيف أيكون وبيانات داخلية من شركة النفط الوطنية الفنزويلية “بي دي في إس إيه”، بأن فنزويلا تصدر نحو 388 ألفاً ومئة برميل يومياً من الخام والوقود في يوليو (تموز)، أي دون تغير تقريباً عن الشهر السابق، إذ لا تزال عقوبات أميركية على الشركة التي تديرها الدولة تحد من المبيعات.
وكثفت واشنطن الضغط هذا العام على عملاء “بي دي في إس إيه” وشركائها التجاريين وشركات الشحن بهدف وقف إعادة بيع النفط الفنزويلي والتصدي للجهود الرامية إلى إخفاء أو تغيير بلد المنشأ. وبحسب البيانات، جرى شحن 20 شحنة في المجمل من الخام والمنتجات المكررة من البلد العضو بأوبك خلال الشهر الماضي، إذ عادت الهند لتتصدر قائمة المستوردين بثلث إجمالي الصادرات. وأظهرت البيانات أن فنزويلا صدرت أيضاً 88 ألفاً و65 برميلاً إلى أوروبا و85 ألفاً و260 برميلاً إلى كوبا. ولم ترد “بي دي في إس إيه” حتى الآن على طلب للتعقيب.
ووفقاً لمصادر مطلعة على عمليات الشركة، فإن جميع مصافي “بي دي في إس إيه” خارج الخدمة منذ أواخر يوليو.
إندبندنت