الذهب يتجه صوب أول تراجع أسبوعي منذ يونيو

يتجّه الذهب صوب تسجيل أول تراجع أسبوعي منذ الأسبوع الأول من يونيو (حزيران) السابق، وسط ضغوط مقاومة للمعدن الأصفر، بعد أن هبط من أعلى مستوياته القياسية خلال الأسبوع الحالي، ويجري عملية تصحيح لحين استقرار عوامل السوق، التي يراها المحللون داعمة على المدى القريب.

وهبطت أسعار المعدن الثمين خلال تعاملات جلسة الجمعة، وسط قفزة في عوائد سندات الخزانة الأميركية، ما دفع المستثمرين إلى تعديل مراكزهم مجدداً، بعد تراجع كبير للمعدن الأصفر من ذروته السعرية.

وبحلول الساعة 14:32 بتوقيت غرينتش، تراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.35 في المئة، أو 6.7 دولار إلى 1946.92 دولار للأونصة، وهبط المعدن النفيس أكثر من أربعة في المئة منذ بداية الأسبوع الحالي، وهو أكبر انخفاض بالنسبة المئوية منذ أوائل مارس (آذار) الماضي. وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.89 في المئة، أو 17.6 دولار إلى 1952.80 دولار للأونصة.

ضغوط ارتفاع العوائد الأميركية

من جهته، قال إدوارد مير المحلل لدى “إي دي آند أف مان كابيتال ماركتس”، “يتعرّض الذهب لضغوط بسبب ارتفاع العوائد الأميركية، ما يسبب قليلاً من البيع في الوقت الحالي”.

وارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل عشر سنوات، بعد أن أغرقت الخزانة الأميركية السوق بالمعروض، ما دفع الدولار إلى الصعود، ليوقف انزلاقاً في الآونة الأخيرة، ويتسبب في تآكل محتمل للطلب على الذهب من حائزي العملات الأخرى. ويزيد ارتفاع العوائد تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأصول التي لا تدر عائداً، مثل الذهب.

وتجاهل المعدن النفيس أيضاً إلى حدّ كبير بيانات اقتصادية من الصين أكبر مستهلكيه، وخالفت البيانات توقعات السوق، وأثرت سلباً في الأسهم.

وكان المعدن الأصفر قد سجّل ارتفاعاً 2.5 في المئة بجلسة الخميس، منتعشاً من أدنى مستوى في نحو ثلاثة أسابيع الذي سجّله خلال الجلسة السابقة، وذلك مع تراجع الدولار وبعد بيانات أظهرت تعافياً بطيئاً لسوق العمل الأميركية، ما سلّط الضوء على استمرار تداعيات فيروس كورونا.

وتراجعت طلبات إعانة البطالة الأميركية إلى ما دون المليون الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ بدء الجائحة، لكن 28 مليون شخص على الأقل ما زالوا يتلقون شيكات البطالة، ما يشير إلى سوق عمل ضعيفة.

وخسر المعدن الأصفر مكاسبه فوق مستوى 2000 دولار للأونصة خلال جلسة تداول الثلاثاء الـ11 من أغسطس (آب) 2020، وأكثر من مئة دولار بما يتجاوز خمسة في المئة، بعد انتشار خبر اللقاح الروسي لفيروس كورونا، وتراجعت أسعاره بسبب موجة من جني الأرباح بعد الارتفاعات المتتالية له لتسعة أسابيع متتالية، حتى سجّل مستوى قياسياً، صاعداً فوق 2.070 دولار للأونصة.

تدابير التحفيز الواسعة

وحسب تقديرات محللين، فإنّ الذهب استفاد من تدابير التحفيز الواسعة النطاق من البنوك المركزية، إذ إنه يُعتبر تحوطاً في مواجهة التضخم وانخفاض العملة، متوقعين استقرار الذهب وانخفاضه قليلاً.

ويتلقّى المعدن النفيس الدعم من رهانات مزيد من تدابير التحفيز الرامية إلى تعافي الاقتصاد المنهك من الوباء، إذ لا تزال مفاوضات صفقة تحفيز جديدة بقيمة تريليون دولار جارية، بينما تستمر حالات الإصابة الجديدة بالوباء في الزيادة داخل الولايات المتحدة، كما أنّ عشرات الولايات الأميركية أجبرت على وقف أو تعليق خطط إعادة فتح الاقتصاد.

وذكر المحللون أن الذهب قد يستكمل ارتفاعه إلى مستوى 2100 دولار للأونصة، مع انتهاء عملية التصحيح التي قد تختبر أدنى مستوى 1900 دولار، بينما تحوّلت التوقعات المستقبلية بعد تجاوز مستوى الألفين إلى استهداف 2300 و2500 دولار للأونصة.

إندبندنت


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.