“رقيص العروس” عادة تميزت بها العروس السودانية..هل رفضها المجتمع أم أطاحت بها الثقافة الغربية؟
من العادات التي اشتهرت منذ فترات طويلة ضمن مراسم و طقوس الزواج السوداني.
و هو موروث قديم يعود إلى الحضارة الكوشية حيث كانت تسمى هذه الرقصة رقصة إله الخصوبة و كانت تعتبر تجسيداً للصراع الأزلي بين الرجل و المرأة.
تناقلتها الأجيال السودانية على مدى عصور، و أصبحت عادة لابد للعروس السودانية من فعلها.
حيث تبدأ العروس التدريب عليها منذ وقت مبكر قبيل حفل الزواج و تسمى هذه الفترة بـ “التعليمة” و تقودها كبار نساء العائلة حيث تأتي إمرأة بارعة في تعليم الرقص لتدريب العروس على الرقصات التي ستؤديها أمام الزوج و يصحب ذلك جو صاخب من الأهازيج و الزغاريد و تقديم الطعام و الشراب لكل من يحضر “التعليمة”.
و رسخت هذه العادة حيث تقدم النسوة على جعل العروس ترقص اشارة لخلوها من العيوب الخلقية و اثباتا لجمالها و رشاقتها أمام أهل الزوج.
و ترتدي العروس في تلك المناسبة أزياء خاصة تبرز جمالها أمام الحضور و هي ترقص على أنغام أغاني “الدلوكة”.
و ترتبط أغاني “الدلوكة” ارتباطا وثيقا بهذه العادة من عادات الزواج و من تلك الأغاني المشهورة: (مبروك عليك يا نعومة- حجة كولن كولن-سلاح الموسيقى).
و بالرغم من قدم عادة “رقيص العروس” إلا إن العديد ما زالوا رافضين لهذه الفكرة، و منهم من يطبقها بتحفظ شديد على أن يكون حفل الرقص مقتصرا على العائلة فقط. بيد أن هذه العائلة قد بدأت في الإندثار قليلا بعد دخول العولمة و العادات الغربية التي صارت تفضلها العروس.
و يتميز العرس السوداني بالكثير من العادات التي ابتدرتها “الحبوبات” في الزمن القديم جعلتها تضفي على الزيجات السودانية نكهة خالصة أصيلة أدهشت حتى شعوب العالم.
نورا محمد-صحيفة القيادة