زهير السراج : مأتم الرجولة السودانية !

لو كان هذا هو التطبيع الذى يريدونه لنا، فأفضل مليون مرة أن نموت جوعى رؤوسنا مرفوعة في السماء من أن نعيش خانعين وهى مدلاة بين أفخاذنا وظهورنا محنية الى الأمام .. نُطبّع مع إسرائيل أو مع الشيطان ولكن بإرادتنا نحن، لا بتركيعنا !

المرة الأولى في مؤتمر القمة العربي في عام 1967 بعد الهزيمة الشنيعة في حرب الأيام الستة، والثانية بعد لقاء البرهان ونتنياهو في أوغندا قبل يومين! * ليس هنالك (عربي) واحد لم ينتهز فرصة اللقاء ليستعيد فحولته التي سلبتها اسرائيل ويسترجل بها علينا، ويستعرض كل ما في قاموس بذاءاته من شتائم واساءات ضد (العدو السوداني) الذى اغتصب فلسطين والجولان والضفة الغربية والشرقية وجعل القدس عاصمة ابدية لإسرائيل، واذاقهم الهزائم والذل والهوان واغتصب رجولتهم التي لا يجرؤون على استعراضها إلا بين ارجل الغواني والصحف الصفراء ومحافل الكلام .. حتى المخنثين لبسوا عباءات الرجولة وتسارعوا لشن الحرب على السودان .. هل هنالك ما نفتخر به أكثر من ذلك ؟!

ليس هنالك ابلغ في وصف هذه المهزلة من قصة الشخص الذى سأل صديقه مستنكرا” لماذا تذهب أُمك الى السوق كل يوم، فقال له من الذى رآها، فأجابه رأتها أُمي ! * يكفينا فخرا أن يكون لقاء البرهان ونتنياهو السبب في عودة الرجولة الى العرب، وارتداء ملابسهم التي خلعوها على سرير الفحولة الإسرائيلية، والعودة الى ميادين القتال ضد العدو الصهيوني مرة اخرى على الأرض السودانية الطاهرة التي طالما كنت السبب في رجولتهم وفحولتهم وتوحد صفوفهم!

 

الجريدة

 

Exit mobile version