مع تقدم الموجة الزرقاء الديمقراطية على خريطة الانتخابات الرئاسية، وإعلان جو بادين رئيساً، وفق نتائج غير رسمية، حملت كلمات أفراد من عائلة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مرارة عميقة، بسبب ما يصفونه تخلي الحزب الجمهوري عن ترامب في أخطر اللحظات، التي يحتاج فيها الرئيس المنتهية ولايته للدعم ضد نتائج الفرز، التي يشكك في نزاهتها، ويعتزم التقدم بطعون قضائية تحتاج إلى غطاء من الدعم الحزبي أمام تقدم مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن.
ورغم أن المعطيات في العلن لا تكشف تخلياً واضحاً من أركان الحزب الجمهوري عن الرئيس الأكثر إثارة للجدل في تاريخ الولايات المتحدة، إلا أن الخطاب الحاد لأحد أبناء ترامب يشير إلى أشياء لم تظهر للعلن قد حدثت في هذا الإطار.
واعتبر النجل الأكبر لترامب، دونالد الابن، أن الحزب الجمهوري أظهر موقفاً ضعيفاً تجاه دعم الرئيس الأمريكي في سعيه للفوز بولاية جديدة، بينما قال أخوه إريك: «أين الجمهوريون؟ ألا يخوضون المعركة ضد هذا التزوير؟ ناخبونا لن ينسوا هذا لكم أيتها النعاج»، ويعكس هذا النزاع حجم الفجوة بين ترامب والحزب الجمهوري الذي يمثله في سباق الرئاسة.
علاقة متوترة
على المستوى الرسمي، لم يظهر تخلٍ واضح عن ترامب من قبل الحزب الجمهوري، بل على العكس، يشارك الحزب في جمع التبرعات من أجل تغطية مصاريف الدعاوى القضائية، التي تريد حملة ترامب الانتخابية رفعها ضد نتائج الفرز، لكن المزاج العام في الحزب الجمهوري أفرز منذ فترة تياراً غير مؤيد لترامب، فقبل الانتخابات بأيام، هاجم الرئيس الأمريكي منتقديه من أعضاء حزبه، واصفاً إياهم بـ«الأغبياء»، تعليقاً على حديث للسيناتور الجمهوري، بن ساسي، من نبراسكا، الذي رجح خسارة ترامب في الانتخابات.
كما فقد ترامب تأييد قاعدة كبيرة في ولاية أريزونا، بسبب علاقته السيئة بالسيناتور الراحل، جون ماكين، الذي يعتبره العديد من أبناء الولاية بطلهم الشعبي في واشنطن. وقادت زوجة ماكين، سيندي، حملة لدفع أنصار زوجها التصويت لجو بايدن، الذي يتقدم في أريزونا، الولاية الجمهورية التي لم تكن محسوبة حتى ضمن الولايات المتأرجحة.
منذ 3 نوفمبر، بدا الإحراج واضحاً في صفوف الحزب الجمهوري، إثر اتهامات أطلقها ترامب حول عمليات تزوير شابت الانتخابات الرئاسية، فبينما تبقي شخصيات وازنة على دعمها له، تعلو أصوات أخرى تنديداً بما اعتبرته استراتيجية تضليل إعلامي «خطيرة» للرئيس المنتهية ولايته.
تحوّل إعلامي
عذرا، لم يتمكّن مشغّل الفيديو من تحميل الملف.(رمز الخطأ: 101102)
لم يقتصر الأمر على الجمهوريين فقط، بل حدث تحول في ولاء الإعلام أيضاً، وبدأت كل من «فوكس نيوز» و«نيويورك بوست» وهما اثنتان من وسائل الإعلام المحافظة الكبرى التابعة لقطب الإعلام روبرت موردوك، في الساعات الأخيرة، تنأى بنفسها عن دونالد ترامب، للمرة الأولى منذ 2016 في ما قد يشكل نقطة تحول.
وبحسب تقرير لوكالة «فرانس برس»، للمرة الأولى هتف أنصار ترامب في فينيكس في ولاية أريزونا «فوكس نيوز سيئة!»، بعدما كانت هذه القناة ولخمس سنوات تعتبر حليفاً ثابتاً لترامب، والسبب هو إعلان القناة فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في أريزونا مساء الثلاثاء. واتصل جاريد كوشنر، مستشار ترامب وصهره، بموردوك لدفع القناة إلى التراجع، من دون جدوى، في الوقت الذي امتنعت فيه وسائل إعلام أخرى عن إعلان فائز بانتظار انتهاء فرز الأصوات في هذه الولاية الرئيسية.
وقال ريس بيك الأستاذ بجامعة مدينة نيويورك إن موردوك «يتنبأ في بعض الأحيان باتجاه الرياح السياسية». وأوضح أن جو بايدن هو واحد من الديمقراطيين المعتدلين، الذين يمكن أن يتقبل وجودهم. وتابع أن «بايدن لا يخيف مجتمع الأعمال الأمريكي كثيراً».
«ترامب ليس الأهم»
وامتدّت موجة التخلي عن ترامب دولياً أيضاً، وآخرها جاء من الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو، الذي يعتبر صديقاً وفياً لترامب.
وقال بولسونارو الملقب أيضاً باسم «ترامب البرازيل»: «ترامب ليس أهم شخص في العالم كما يقول»، حسب تصريحات نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية. وأضاف: «أهم أحد في العالم هو الله»، داعياً الرئيس الأمريكي إلى «التواضع» وقبول نتائج الانتخابات.