أربعة ولاة خلال أربعة اشهر .. كسلا .. ولاية تدار عبر الريموت كنترول!!
الراهن السياسي بولاية كسلا هذه الايام يشبه الي حد بعيد حكومتي لبنان والعراق فيمل يلي تبديل الحكومات في اطار التكليف المؤقت ورغم الفارق في المقارنة لذ لن حكومة حكومة كسلا استعصت علي نفسها مسبقا قب ان تستعصي علي المركز لاكثر من اربعة اشهر ظل منصب الوالي شاغراً، بخلاف عملية التكليف التي اوكلت الى امين عام الحكومة الامين ارباب قبل اعفائه وتكليف آخر بدلاً منه، ذهب هو الاخر قبل يومين وتنتظر امانة الحكومة القادم الجديد وتكون قد جلس علي كرسي الوالي بكسلا ثلاثة ولاة رابعهم صالح عمار حيث فشل المركز في تعيين والٍ يدير شؤون الولاية كغيرها من بقية الولايات، عطفاً على عملية التغيير التي تمت بازالة الولاة العسكريين، الا ان والي كسلا صالح عمار وبعد اعلانه مباشرة من قبل المركز، جاءت ردة الفعل عنيفة غير ما تشتهي رغبة المركز وفي اعلان الحرية والتغيير، فجرت مياه كثيرة تحت الجسر وضعت الولاية تحت ازمة صراع قبلي مازالت تأثيراته على الاوضاع بالولاية حتى بعد ان تم اعفاؤه، وبالرجوع لتاريخ هذا المنصب على المدى القريب فإن التراكيب الاثنية لمكونات الولاية تعتبر اللاعب الذي يحدث الفارق دائماً، الا انه في مرات عديدة يتدخل المركز بسلطته لحسم الخلاف الاثني حول اختيار شخص باستطاعته التماهي مع كل المكونات لاعتلاء المنصب.
وجاءت استحقاقات مليونية (30) يونيو للمطالبة بمدنية الدولة، وعلى رأس المطالب تعيين ولاة مدنيين ليتمكنوا من تفكيك الدولة العميقة وينفذوا اهداف ومطلوبات الثورة، الا ان عملية اختيار الوالي المطالب بامر الاغلبية جرت معها مياه كثيرة تحت الجسر مازالت تداعياتها مسيطرة على الراهن من خلال الاحداث التي شهدتها الولاية في الاسابيع المنصرمة. ولا تخلو جميع الصراعات التي اندلعت بين المكون المجتمعي من احتقانات مكتومة بفعل القبضة الديكتاتورية للنظام البائد الذي اقحم القبائل في الشأن السياسي لكسب التأييد والاحتشاد متى وكيفما اراد.
وعلى اثر اندثار حكومة المؤتمر الوطني علت كثير من الاصوات التي كانت تحت الارض واخرجتها اهازيج الثوار وهي تهتف بمضامين اسس التغيير، وذهبوا لابعد من ذلك حين زعموا ان ولاء منسوبي تلك الاثنية لاريتريا اكثر، ويتخوفون من النشاط الفظ للتهريب بانواعه من تجارة بشر وتجارة اعضاء وتهريب سلع استراتيجية ذات قيمة، وبالمقابل يدخلون في البلاد عبر الولاية المخدرات والخمور الافرنجية بمختلف انواعهما، فضلاً عن الاجهزة التقنية والادوية الممنوعة، ثم جاء بعدها استبعاد الوالي صالح عمار الذي كان نقطة سوداء وفق الرافضين لتوليه منصب والي كسلا في سجل قوى اعلان الحرية والتغيير بالولاية المنقسمة الى فريقين اصلاً، وتشظت لاكثر من ثلاثة او اربعة فصائل، وان من مساوئ تخبطات قحت ان ظلت ولاية كسلا حتى هذه اللحظة بدون والٍ في وقت تركت فيه المسؤولية لأمين عام حكومة لم يعمل الا بالمحليات وان تم تنقله بين ولايات البلاد.
ومن أجل دخول الولاية في برامج التغيير والنهضة للمساهمة في الناتج المحلي والقومي وتحريك محاور الانتاج في جميع القطاعات، ينبغي على السلطة العليا للدولة ان تراهن على افضلية اشخاص يتمتعون بالقبول الوفاقي بين جميع الوان الطيف الاثني والسياسي، سيما ان المرحلة القادمة ستشهد نشاط استعدادات الاحزاب السياسية لخوض غمار التنافس عبر صناديق الاقتراع، الا ان مراقبين يرون في هذه المرحلة تعيين والٍ من خارج الولاية.
المصدر: الانتباهة أون لاين