عمر الدقير يكتب: بمناسبة اليوم العالمي للمعاقين

يُصادف الثالث من ديسمبر من كل عام اليوم العالمي لذوي الإعاقة “الاحتياجات الخاصة”، حسب قرار سابق للأمم المتحدة عام.

إذا كانت الإعاقة – أيّاً كان نوعها – قدرية ولا خيار لإرادة الإنسان فيها، فإن تحديها وكسر قيودها يتعلّق بالإرادة التي هي إفراز روحٍ باسلة.. رغم فقدانهما لحاسّة البصر، فإن إرادة التحرر الفكري وإعمال العقل منحت المعرِّي وطه حسين بصيرةً رَأَيَا بها ما لا يراهُ كثيرٌ من المُبْصِرين وأطلقا بها دعواتٍ وثيقة الصلة بالتنوير، والموسيقار بيتهوفن أمتع بسيمفونياته ملايين البشر وقدّم أعمالاً رائعة وخالدة وهو أصمٌّ لا يسمع التصفيق لإبداعه، وكذلك تجاوز فرانكلين روزفلت عسر الإعاقة ودوّن اسمه واحداً من أكثر الرؤساء الأمريكيين تأثيراً في تاريخ بلاده والعالم وهو القائل في خطاب التنصيب: “الشيء الوحيد الذي يجب أن نخافه هو الخوف نفسه”.. كتاب التاريخ الإنساني شاهدٌ على كثيرٍ غيرهم من الذين كسروا قيود الإعاقة بالإرادة، وتجوهروا في ميادين العطاء الإنساني في مختلف الحقول والشجون.

بمناسبة هذا اليوم، نحيي كل ذوي الإعاقة في السودان.. هم خيوطٌ بهيّة في نسيج مجتمعنا، يجب صيانة حقوقهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، والنظر بعين الاحترام والتقدير لإسهاماتهم في الشأن العام.
من أهم قضايا ذوي الإعاقة في ⁧‫السودان‬⁩، قضية إدماجهم في التعليم، معاناتهم في التوظيف، غلاء الأجهزة المساعِدة، عدم توفر البيئة الصديقة في المرافق العامة وقلة مراكز التأهيل.. وفي ظل تفشي جائحة كورونا يبقى طيفٌ واسعٌ من هذه الشريحة أولى بعنايةٍ خاصة.‏

يسعدنا في حزب المؤتمر السوداني أنْ قمنا بتأسيس قطاع لذوي الإعاقة ضمن تشكيلات الحزب التنظيمية، وأن يكون لهم حضور في الهياكل القيادية، ويعمل القطاع القانوني بالحزب على تقديم مقترحات حول تطوير التشريعات الخاصة بهم على مستوى الدولة، كما نسعى لأن تكون دُور الحزب في كل ولايات السودان صديقة لكل ذوي الإعاقة ومُراعِية لاحتياجاتهم.

ندعو لتضامن سياسي ومجتمعي مع الأشخاص ذوي الإعاقة لنيل كافة حقوقهم والمطالبة بتفعيل القوانين التي تحميهم وتطويرها.

#اليومالعالميللأشخاص_ ذوي _الإعاقة

‏صحيفة السوداني

Exit mobile version