الصراع في إثيوبيا و تأثيره على السودان على طاولة الخبراء
قبل ان يبدأ الصراع في إثيوبيا، نبه الخبراء الامنيون والسياسيون والاقتصاديون الى مخاطر هذا الصراع على السودان، لاعتبارات كثيرة ابرزها بالطبع صفة الجوار والتداخل القبلي والامتدادات الاثنية المعلومة للجميع، وبناءً على هذه المعاني اجتمع عدد من المختصين في ورشة تحت عنوان (تأثير الصراع الإثيوبي في منطقة القرن الافريقي)، بمركز دراسات البحوث الإفريقية ، وكانت هناك جملة من المناقشات والآراء الخبيرة بالشأن، واوردت معلومات علمية وحقيقية عن تأثير هذا الصراع في السودان، واعلنوا عن تحذيرات، وكان ابرز ذلك ما قاله حسن شيخ إدريس عضو مجلس السيادة الذي خاطب الورشة وأبدى قلقه من استمرار الصراع المسلح في دولة إثيوبيا بين الحكومة المركزية وجبهة التقراي، وقال شيخ إدريس إن الصراع الإثيوبي سيشكل خطراً حقيقياً على قارة إفريقيا حال عدم تداركه، وأضاف أن مسألة الصراع الإثيوبي إذا لم يتم النظر لها بصورة عامة وشاملة ستكون لها تداعيات سلبية عديدة، وشدد على ضرورة تقييم الصراع تقييما دقيقاً.
وفي ورقة بعنوان (تأثير الصراع الإثيوبي في الأمن القومي السوداني) اكدت د. سارة عثمان استاذ العلوم السياسية بجامعة الزعيم الازهري، أن تأثير الصراع في السودان سيكون وفقاً للمشتركات بين الدولتين والمناطق المتاخمة لإقليم التقراي الشمالي لولايات الشرق، وحذرت من أن امد الصراع سيطول وفقاً لمعطيات من بينها رفض الوساطة وحديث الحكومة الإثيبوبية عن الحسم العسكري، واضافت قائلة انه نزاع يصعب قراءته، ونوهت بأن السودان من أكثر الدول تأثراً بهذا النزاع، لأسباب اولها حركة اللاجئين التي وصلت الى اعداد كبيرة مما يترتب عليه عدم استقرار، في ظل هشاشة بالسودان في ظل حكم انتقالي ورث واقعاً معقداً وتردياً في الاقتصاد وانعدام وشح المعونات الرئيسة.
وقالت سارة: (هذا الأمر سيعقد ويرسم للسودان دوراً محدداً وحلولاً محددة)، واشارت الى انه في ظل التوقعات بطول امد الحرب فإن الأثر الامني سيكون كبيراً لتوقعات بأن تتحول الحرب إلى حرب عصابات، والسودان قد يصير مسرحاً لحرب (الغوريلا)، ووفقاً لسارة فإن الولايات المتاخمة قد تشهد توتراً قبلياً مما يثير مخاوف من انتشار السلاح، وقد تتحول المناطق المفتوحة إلى أسواق سلاح، وستكون سبباً رئيساً في تغذية أسباب الصراع في الولايات المأزومة، وأضافت قائلة: (إن الوضع يسشكل عبئاً على السودان ويزيد تعقيد الواقع، كما ان السودان سيجد نفسه أمام تحدٍ كبير وفي فوهة المدفع وعليه التعاطي بحنكة).
وتوقعت سارة جملة من السيناريوهات التي يكون مطلوباً من السودان ان يتعامل معها، وطرحت السؤال: (هل سيبقى السودان في الحياد من الطرفين)، واضافت قائلة: (واذا وقف في الحياد فهذا يجعله في دائرة الاتهامات، لأنه سيفقد الثقة في أي دور مستقبلاً للوساطة، وهو الاقرب لذلك)، وأضافت سارة في اطار الاجابة عن السؤال قائلة: (في تقديري على حكومتنا ان تصمت).
وواحدة من التحذيرات اطلقها الصحافي عمار عوض الذي قدم ورقة تحت عنوان (ديناميكية الصراع في اثيوبيا)، اذ حذر عمار من ان السودان سيصبح ممراً للسلاح إلى إثيوبيا، واضاف قائلاً: (وارد جداً ان يكون هناك تحالف بين المعارضة الاريترية والاثيوبية، وان يتخذوا من الأراضي السودانية من ناحية كسلا جبهة للانتقام من اسياس افورقي)، وأضاف قائلاً: (مسألة اللاجئين تعتبر مؤثرة في الديمغرافيا، ومع استمرار الحرب التي نتوقع أن تكون طويلة، فهذا يقودنا إلى استمرار اللاجئين الإثيوبيين، وهذا سيؤثر في الديمغرافيا)، فيما قال الرشيد محمد إبراهيم استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية: (إن إثيوبيا لا تمثل فقط محور المياه ولكنها تمثل الحالة التي فيها إفريقيا) ونوه بأن أمن القرن الإفريقي مرتبط بصورة مباشرة بأمن الخليج العربي، واشار الى ان البعد الديني في إثيوبيا موجود من واقع ان اهل الإسلام ينظرون إلى إثيوبيا باعتبارها دار هجرة.
وتوقع الرشيد ان يكون الصراع طويل الأمد لانه صراع اثني، والصراعات الاثنية دائماً تكون طويلة، على سبيل المثال في دارفور وجنوب السودان.
المصدر :السودان الجديد