إسحاق أحمد فضل الله يكتب: في انتظار الكبريتة

وجبريل إبراهيم يحدث الجبوري.. ومسؤول في مكتبه يرسل الحديث إلينا.
والحديث يفك الأقواس من حول المعادلة السودانية اليوم.
والحديث الذي يتناول الإمارات والسعودية ومصر والحركات والجيش ( ورائحة بارود).. الحديث يقول:
جبورى.. السعوديون يستخدمون طه بالتنسيق مع مصر والإمارات وهم من صنع التغيير.. ولا أعرف إن كان تمويل الاعتصام منهم لأن الاعتصام ضد مشروعهم.. ضده لأن البرهان وحميدتي ناسهم مائة في المائة… وليس تسعة وتسعين فى المائة..
الشعب جاع نعم وطلع بعدها. المشروع تحول لمشروع سياسي.
بعد البشير شعروا بأنه يمكن
أن يحدثوا تغييراً كاملاً بالاعتصام نفسه.

لهذا دعموه.. (والاستخدام كان يستفيد من مجموعات وجدت أن الحكاية فيها أكل وشرب وشاشات وهجيج لأسابيع).
وقروش كثيرة جمعت من أنحاء عالمية. ولا أعلم هل وصلت الأموال هذه إلى العناوين أم جرى أكلها فى نصف الطريق؟
لكن مشروع السعودية والإمارات هو أن الجيش السوداني في اليمن يبقى هناك.

وليبقى لا بد من بقاء المجلس العسكري.
ثم هم من بعد هذا لا يريدون أي شكل من أشكال الديمقراطية في المنطقة كلها وليس السودان فقط، لأنهم يشعرون بأن الأمر سوف يتسرب إليهم.
الثالث هو أن مصر والسعودية والإمارات كلهم جيش واحد يحارب الإسلاميين.. وهذا مشروع مهم جداً للإمارات ابتداءً… والآخرون مشتركون.
وخلافات مصر والإمارات البسيطة بعضها هو أن مصر تجد ضرورة الاستقرار في السودان الآن، لأن مصر عندها الآن جبهة سيناء وجبهة ليبيا، وهى لا تحتمل انفتاح جبهة جديدة ضدها في السودان في أيام حربها ضد الإسلام، ومصر تعرف أنه كذلك لا استقرار في السودان دون الإسلاميين، لهذا تذهب مصر في تدرج محسوب لضرب قيادات الإسلاميين دون الدخول في حرب مفتوحة.
.. لكن الإمارات تريد حرباً مفتوحة مع الإسلاميين سواء فى السودان أو في القطب الشمالي.

وهذا لسببين… أولاً لأن الإمارات جزء منفذ للمشروع الذي يجري الآن في تمكين إسرائيل (صفقة القرن).
والثاني هو أن الخليج يظن أن المعارضة الوحيدة عنده هى الاسلاميون، مما يجعل الأمر هو… إما هم أو الإسلاميون.
والسعودية تدعم هذا… ومصر لنفس السبب.
لذلك… الثلاثي هذا يفضل أن يبقى المجلس العسكري في السودان… مجلس عسكري لا يقربه مدني واحد.. ودون تنازل عن شيء لأحد.
ومصر لهذا تجعل الاتحاد الإفريقي يمدد الفترة الانتقالية
) …. وجبريل لو أنه كان يتوسع في الحديث لجاء بالمجلس الجديد الذي هو شيء يزحزح قحت ويجلس مكانها(.
قال جبريل مستمراً في السرد
جبوري… وأمريكا تدعم هذا..
تدعم لأن أمريكا في حقيقتها لا تستخدم كلمة ديمقراطية وغيرها إلا حيث مصلحة أمريكا.
والسفارة الأمريكية/ لما كانت مصلحة أمريكا في الإدانة/ قالت إن العسكريين هم الذين ضربوا الاعتصام.. ولما كانت مصلحة أمريكا عند العسكري قالت إن العسكري لم يضرب الاعتصام.
وبعدها ومن داخل البيت جبريل يقول شيئاً مخيفاً له شواهد.. قال
الخوف هو تضخيم الدعم السريع.. والتسليح الضخم من الآن للدعم السريع.

قال:
شىء مثل التحسب أو الغيرة لعله يجعل الجيش والدعم السريع يصطدمان !!!!
والعلمانيون جاهزون للإمارات ولاستخدامهم لضرب الاسلاميين
والاسلاميون (ما هينين)، فالإسلاميون هم جهة تمرست بالحكم لثلاثين سنة وعندهم المال، (وجبريل لم يشر إلى أن الاسلاميين جعلتهم حرب الجنوب أهل خبرة بالسلاح).
قال جبريل: (لهذا فإن الإسلاميين لن يكونوا غنماً يساقون وسوف يقاتلون..
نحن شطبنا الحرب لكني متخوف، فالحرب قد يشعلها الذين يمدون أيديهم من الخارج باعتبار أنها لا تصل إليهم، وأنها تحرق من بالداخل فقط، وتجربة الإمارات واليمن معروفة
والبلد نشعر بأنها( ماشة) إلى شيء مثل هذا).
الله يستر.


هذا ما قاله جبريل.
وما قاله جبريل أمس الأول قلناه قبل شهور وقبل أسابيع وقبل أيام.
وجبريل ننقل حديثه لأنه رجل يتكلم من داخل معدة الأحداث الآن ويصبح شاهداً لما قلنا.
يبقى أن جبريل شخص حديثه لا يعني أن نرقص له رقصة الفرح.
يكفى أن نرقص رقصة الحرب.

المصدر :السودان الجديد

Exit mobile version