زهير السراج : ويلٌ لكم أيها المراؤون
لا انسى ذلك اليوم الحزين الذى ألغى فيه النظام الساقط ﻋﻄﻠﺔ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ( (ﺍﻟﻜﺮﻳﺴﻤﺎﺱ )، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ أنها تتعارض ﻣﻊ ﺍﻟﺪﻳﻦ السلامى ﺍﻟﺤﻨﻴﻒ، ﻛﻤﺎ ﺻﻮَّﺭ ﻟﻪ ﺧﻴﺎﻟﻪ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ، وخرج المخلوع الساقط اخلاقيا وسياسيا يتحدث عن انتهاء زمن الجغمسة والدغمسة ثم يرقص ويهتز ويحرك اردافه ذات اليمين وذات الشمال كأى مومس في ملهى رخيص، كما اعتاد، فرحا وابتهاجا بإلغاء ميلاد السيد المسيح من التقويم السودانى .. ولكن هيهات فلقد كانت ارادة الله هى الغالبة، حيث هب الشعب واسقط المخلوع ونظامه الساقط ﻓﻲ ﻣﺰﺑﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ليشرق ﻧﻮﺭ عيد ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ مرة اخرى ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ، وتعود العطلة ﻟﻴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻓﻲ ﺳﻮﺩﺍﻥ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﻘﺎﺋﺪﻫﻢ ﻭﺍﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﻭﺍﺟﻨﺴﺎﻫﻢ ﻭﺃﻟﻮﺍﻧﻬﻢ، ﻭﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﻣﺤﺒﺔ ﻭﻭﺋﺎﻡ !
ونقول ﻟﻠﻤﻬﻮﻭﺳﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻨﻄﻌﻴﻦ المرائين الذين اعتادوا على صعود المنابر كلما اقترب عيد ميلاد المسيح عليه السلام وتحريض المسلمين على عدم الاحتفال والامتناع عن مشاركة الاشقاء المسيحيين الفرحة والابتهاج .. سنحتفل به كلما حل مهما تنطعتم وتهرطقتم، ويسرنا انه ﻳﺘﺰﺍﻣﻦ ﻣﻊ ﺍﺣﺘﻔﺎﻻﺗﻨﺎ ﻭﺍﺑﺘﻬﺎﺟﻨﺎ ﺑﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﻣﻦ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﻤﻔﺴﺪﻳﻦ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﻳﻦ، ﻭﻣﻨﺎﺻﺮﻳﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﻴﺾ ﻭﺍﻟﻨﻔﺎﺱ !
*ﻭﺳﺘﻤﺘﺪ ﺍﺣﺘﻔﺎﻻﺗﻨﺎ، رغما عن أفكاركم المتقيحة، ﺣﺘﻰ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻯ ﻧﺘﻤﻨﻰ ﺍﻥ ﺗﺸﻬﺪ ﻓﻴﻪ ﺑﻼﺩﻧﺎ على الدوام ﻣﻮﻟﺪ ﻋﻬﺪ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﻭﺍﻟﻮﺋﺎﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻭﻧﺮﻯ كل ﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﻔﺴﺪﻳﻦ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻗﻀﺎﺀ ﻧﺰﻳﻪ ﻣﺴﺘﻘﻞ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺪﻏﻤﺴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻐﻤﺴﺔ ﻭﺗﻠﻘﻰ ﺍﻻﻭﺍﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺒﺎﺋﺪ ﺍﻟﺬﻯ ﺍﺧﺘﻠﻂ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺤﺎﺑﻞ ﺑﺎﻟﻨﺎﺑﻞ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﺣﺪ ﻳﻔﺮﻕ فيه ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻭﺍﻟﺠﻼﺩ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﻄﺎﺭﺩ ﺍﻻﺣﺮﺍﺭ ﻭﻳﺬﻳﻘﻬﻢ ﺻﻨﻮﻑ ﺍﻟﻬﻮﺍﻥ، ﻭﻧﺘﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﺮﻳﺤﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻮﻭﺳﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻨﺎﻣﻮﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﺒﺎﺋﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺵ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﻳﺨﺮﺟﻮﻥ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻟﻨﺼﺢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺑﺪﻭﻥ ﺧﻮﻑ ﺍﻭ ﻭﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ !
ﺃﺫﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﺣﺪﻫﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ، ﺧﺮﺝ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﺣﺪﻯ ﺻﺤﻒ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻣﺤﺬﺭﺍ ﻣﻦ ﻣﺨﻄﻂ ﺗﻘﻮﺩﻩ ﺟﻬﺎﺕ ﺍﺟﻨﺒﻴﺔ ﻟﺘﺪﻣﻴﺮ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﺧﻼﻗﻴﺎ، ﻣﺤﺬﺭﺍ ﻣﻦ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺳﻤﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺃﻋﻴﺎﺩ ﺍﻟﻜﺮﻳﺴﻤﺎﺱ ﻭﺭﺃﺱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﺩ ﻟﺘﻔﺸﻰ ﺍﻟﺪﻋﺎﺭﺓ ﻭﺗﺰﺍﻳﺪ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻠﻘﻄﺎﺀ ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﻣﺮﺽ ﺍﻻﻳﺪﺯ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ !
ﺗﺨﻴﻠﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻬﻮﻭﺱ ﺍﻟﺬﻯ ﻻ ﻳﺠﺪ ﺳﻮﻯ ﺍﺣﺘﻔﺎﻻﺕ ﺍﻟﻜﺮﻳﺴﻤﺎﺱ ﻭﺭﺃﺱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻫﻤﺎ ﻟﻴﻠﺘﺎﻥ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻟﻴﺠﻌﻠﻬﻤﺎ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺍﻧﺤﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺗﺒﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺑﺎﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﻭﻓﺴﺎﺩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺘﻜﺮ ﺍﻟﺜﺮﻭﺓ ﻟﻔﺌﺔ ﺿﺌﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ ﺍﻟﻤﻘﻬﻮﺭﺓ، ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺳﺎﺩﺗﻪ ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﺰﻟﻒ ﺍﻟﻴﻬﻢ ﻃﻤﻌﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺷﺎﻭﻯ ﻭﺍﻟﻬﺒﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﺸﻌﺐ .. ﺛﻢ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﺷﻴﺦ ﻳﻨﺘﻤﻰ ﻟﻤﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﻳﺪﻋﻮ ﺍﻟﻰ ﺻﻼﺡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .. ﺃﻱ ﺻﻼﺡ ﻭﺃﻱ ﻓﻼﺡ ﻳﺮﺟﻮﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﻛﺘﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖ؟!
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺣﺪ ﻫﺆﻻﺀ المتنطعين المرائين ﺍﻥ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻝ ﺑﺎﻟﻜﺮﻳﺴﻤﺎﺱ ﻭﺭﺍﺱ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻭﺍﻻﺧﻼﻕ .. ﻛﻴﻒ ﺫﻟﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﻤﺘﻨﻄﻊ ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺣﻞ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻛﻞ ﻃﻌﺎﻣﻬﻢ، ﺑﻞ ﺭﺑﻂ ﺇﻳﻤﺎﻧﻨﺎ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻋﺘﻨﺎﻗﻨﺎ ﻟﺪﻳﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺮﺳﻠﻪ ﻭﻛﺘﺒﻪ ﻭﺩﻳﺎﻧﺎﺗﻪ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ، ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻨﻰ ﺟﻮﺍﺯﺍ ﺑﻞ ﻓﺮﺿﺎ ﺃﻥ ﻧﺤﺘﺮﻡ ﻋﺎﺩﺍﺗﻬﻢ ﻭﺛﻘﺎﻓﺘﻬﻢ ﻭﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﻢ ﻭﺇﻻ ﻛﻨﺎ ﻧﺎﻗﺼﻲ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺄﺗﻰ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻭﺗﻠﻐﻰ ﺫﻟﻚ، ﻫﻞ ﺍﻧﺘﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﺣﺮﺻﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﺍﻡ ﻣﺎﺫﺍ ﺍﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻨﻄﻌﻮﻥ ؟ !
ﻭﺃﻗﻮﻝ ﻟﻬﻢ، ﺇﻥ الشعب ﺍﻟﺬﻯ ﺛﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭﺍﻟﻤﺘﺎﺟﺮﺓ ﺑﺎﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺤﻨﻴﻒ، لن ﻳﺄﺑﻪ ﻷﺣﺎﺩﻳﺜﻜﻢ ﺍﻟﻔﺠﺔ ﻭﺗﻨﻄﻌﻜﻢ، ﻭﻟﻦ ﺗﺨﺪﻋﻪ ﺷﻌﺎﺭﺍﺗﻜﻢ ﺍﻟﺰﺍﺋﻔﺔ، ﻭسيظل ﻴﺤﺘﻔﻞ ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻊ ﺇﺧﻮﺗﻪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ من كل الطوائف ﺑﻌﻴﺪ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ومولد الرسول الكريم.
وهى فرصة اطالب فيها مجلس الوزراء بأن يكون السابع من يناير من كل عام عطلة عامة للجميع لنشارك إخوتنا الشرقيين احتفالاتهم بالعيد، مثلما نشارك الغربيين في ديسمبر ﻭنخرج ﺍﻟﻰ ﺍﻻﻧﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺘﺰﻫﺎﺕ للتعبير عن فرحتنا ﺑﻤﻮﻟﺪ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ، ونهنئ بعضنا البعض ونردد بالصوت العالى: ﺍﻟﻤﺠﺪ ﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﻋﺎﻟﻰ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﻤﺴﺮﺓ !
الجريدة