هاجر سليمان تكتب: (هيئة العمليات) تم حلها لهذا السبب
فى الليلة الظلماء يفتقد البدر، وفي هذه الايام فقط يفتقد الجيش رفاقه من عناصر قوات هيئة العمليات التابعة لجهاز الامن والتى تم حلها اخيراً.
ولمن لا يعرف فإن قوة هيئة العمليات من اخطر القوات العسكرية من حيث التدريب العسكرى والامنى، وهى القوة الوحيدة بالسودان التى تلقت تدريباً على ما تسمى حرب المدن، وهي من العلوم المستحدثة، وتدربت على كيفية تطوير وتأهيل القرى التى دمرتها الحرب وكيفية مساعدة أهلها، اضف الى ذلك انها القوة الوحيدة التى تقاتل بعقيدة موحدة وتقاتل بضراوة، وكانت سنداً للجيش في كل معاركه، وها هو الجيش يفتقد رفاقه من عناصر هيئة العمليات في حربه التى سيخوضها على الحدود الاثيوبية والجيش هنالك يقاتل لوحده الآن .
قوات العمليات كانت صمام الامان تقاتل جنباً الى جنب مع قوات الجيش، خاصة بعد ان ارهق الجيش من جراء الحروب التى خاضها اخيراً، والآن عناصر العمليات يرتشفون القهوة والنسكافيه ويتآنسون بين افراد عوائلهم، وهم يحمدون الله بين كل فينة واخرى ان قد خلصهم من العمل تحت إمرة الدولة هذه الايام.
وخابت الحكومة الانتقالية حينما قررت تفكيك قوات العمليات لتترك ظهرها على (الصقيعة) وكاشفاً بلا غطاء، وكان الاجدى ان يأتى التفكيك عقب تشكيل حكومة شرعية وليس انتقالية تدرس المهددات والمخاطر المحدقة بالبلاد، وتقيس مدى الحاجة الى القوات او تذويبها فى قوات اخرى او تفكيكها، بمعنى انه كان يجب ان تتأنى الدولة قبل ان تتخذ قراراً غير مدروس ناجم عن جهل بكافة الجوانب الامنية والسيادية والسياسية المتعلقة بالدولة،
وكانت تلك القوات تسهم فى اعمال الامن والسلم المجتمعى، فبعد ان تنتهى الحرب فى منطقة ما كان افراد تلك القوات يقدمون الدعم اللازم لسكان المنطقة من اعمال بناء وتعليم واعادة تأهيل ومساعدات بالجسد وبالمال، وقاتلت تلك القوات جنبا الى جنب مع قوات الجيش فى الخنادق والادغال والمناطق الوعرة، وحررت القوتان معاً هجليج وعدداً من المناطق والقرى، وكانوا يعملون معاً فى بسط الامن والاستقرار وتأمين طرق القوافل ومسارات الرعاة والزراعات الحدودية وغيرها من المهام الجسام، والآن الجيش لوحده يقاتل بضراوة فى الحدود الاثيوبية بلا سند، فليوفقك الله جيشنا، ونسأل الله ان يكتب لك النصر.
المصدر: الانتباهة أون لاين