غضب وسط الأنصار لانهيار (غار المهدي)

تضاعفت وتيرة الغضب والاستنكار في اوساط الأنصار بالجزيرة أبا إثر تلقيهم نبأ انهيار غار المهدي الكائن بمنطقة (الغار) على الضفة الشرقية للنيل الأبيض، وذلك لما تحويه منطقة (الغار) من قيمة تاريخية تؤرخ لبدايات الثورة المهدية التي احتمى بها المهدي ردحا من الزمان، بالإضافة لمدافن ضمت اجساد عدد من الأنصار الذين استشهدوا في معركة الجزيرة أبا بعد انتصارهم على القوات الغازية بقيادة أبو السعود العقاد في عام (1881).

(السوداني) تجولت وسط عدد من اعيان الأنصار وكبار مشائخهم بالجزيرة أبا وخرجت بالحصيلة التالية:

يقول مولانا عبد الرحمن آدم برة احد اعضاء هيئة شؤون الأنصار ومسؤول خلاوى القرآن وإمام مسجد الكون بالجزيرة أبا؛ وقد كانت تعلوه علامات الحزن والأسى معبرا عن قوله، بأن الإهمال كان رأس الرمح لضرب اعظم الآثار السودانية للدولة المهدية، وقال” لا اعفي نفسي من ذلك الإهمال، وكشف بأنه سبق وأن جاء وفد بقيادة السيد أحمد المهدي لصيانة (الغار) ولكن لم يحدث أي جديد، واضاف: “يفترض أن  يهرع آل المهدي كافة في المقام الأول وهيئة شؤون الأنصار ولأن المسؤولية عامة ينبغي أن  تتدخل ايضا ادارة السياحة والآثار، وذلك لأن الغار تراث لكل السودان ليس للأنصار فقط”.

ومن جهته قال العمدة محمد حسن أحيمر عمدة منطقة الجزيرة أبا، “إن  انهيار غار المهدي يعتبر من احزن وافجع الأخبار التي سمعناها مؤخرا، وذلك لأن اي دولة في العالم ليس لها ارث او تاريخ هذا يعني عدم وجودها، وبانهيار غار المهدي وعدم الاهتمام به تنهار اهم اعمدة ركائزنا الاثرية والتاريخية والحضارية بالبلاد”.

وقال المواطن ابراهيم آدم عثمان الذي يمتلك محلا للخياطة ويطلق عيه ترزي الأنصار الأول افاد بأن انهيار غار المهدي يعتبر من اكبر الكوارث التي حلت بالأنصار، وقال “على الأنصار التماسك والتوحد من اجل الحفاظ على إرثهم وتاريخهم حتى لا يضيع”. وقال “كان النظام البائد يريد أن  يقسم الاراضي الواقعة امام سرايا الأنصار ويبيعها، ولكنه عندما اصطدم بقوة الأنصار ووحدة كلمتهم اضطر المسؤولون لإرجاع اراضي الأنصار في اقرب وقت ممكن”، وقال “إننا سنعيد بناء الغار حتى لو نقتطع من قوت عيالنا، والتهاون في ارجاع الغار الى سيرته الاولى يعنى حدوث فضيحة وفاجعة كبرى وسط انصار الله”.

وقال المواطن مهدي محمد علي الذى تحدث بلهجة جادة وغاضبة، “إن يوم انهيار (غار المهدى) يعتبر من ايام الخيبة والخذلان لحزب الأمة وهيئة شؤون الأنصار بصفة اكثر خصوصية، وتعتبر ضربة موجعة لهيئة السياحة والآثار السودانية”. وقال إن  (الغار) نسبة لقيمته التاريخية، التراثية وقداسته لكثير من المريدين فقد تم ضربه واستهدافه بالطيران الحربي والصواريخ والقنابل بعيدة المدى ابان العهد المايوي البغيض، فهم يعرفون جيدا قيمته التاريخية، ولكن نسبة الى أن الأنصار في ذلك الوقت كانوا متوحدين وكانوا على قلب رجل واحد، فقد قاموا بترميمه واعادة تأهيله واعادته سيرته الاولى قبل أن  يسكن غباره وقبل أن  تبرد المقذوفات التي عليه، رغم انهم لم يكونوا اثرياء واصحاب مليارات كأنصار اليوم الذين نسمع عن شركاتهم واستثماراتهم وارصدتهم المليارية، الآن الغار قد كشف لنا بأن اصحاب الجلاليب (على الله) ومركوب الجزيرة الاحمر والجلابية المرقوعة هم اكثر بركة ووفاء من اصحاب المليارات الذين يتربعون الآن على سدة ادارة حزب الأمة وكيان الأنصار، فنحن بحاجة الى انصاري قلبه تجاه تاريخه وموروثاته العتيقة اكثر من حاجتنا الى حزب أمة او انصاري جاء من اجل التلميع السياسي والظهور المفتعل والمصطنع أمام كافة الوسائل الاعلامية على حساب قواعد الأنصار البسطاء الأنقياء.

المصدر: صحيفة السوداني


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.