هاجر سليمان تكتب:  وللجمارك يوم !!

اليوم هو السادس والعشرون من شهر يناير، ويتزامن مع اليوم العالمي للجمارك، فهو يوم للجمارك على مستوى العالم، كما ان هنالك يوماً للمرور وآخر للحماية المدنية ويوم للطفل ويوم للمرأة، وايضاً هنالك يوم للجمارك، وكان مفترضاً ان يكون يومين بدلاً من يوم واحد .

الجمارك الآن باتت هى الرافد الرسمي لخزانة السودان، وهى الجهة الوحيدة بالدولة التى تفوق الربط السنوى وتحقق دخلاً قومياً اعلى مما هو مخطط له حسب موازنة الدولة، وان دل ذلك فانما يدل على ان القوات النظامية هى دائماً الاكثر التزاماً وانضباطاً مقارنة ببقية مؤسسات الدولة، وحينما كانت الجمارك مدنية لم تكن تحقق الربط، وكان اداؤها ضعيفاً، اذ دوما ما ينخر الفساد في هيكل المؤسسات المدنية، اما المؤسسات النظامية فهى ام الانضباط، والآن اصبحت خزانة وزارة المالية تعتمد بشكل اساسي على ما ترفدها به شرطة الجمارك، وهذا امر يستحق الثناء والشكر والتكريم لمدير عام الشرطة باعتباره القائد الاعلى، ولمدير عام الجمارك باعتباره المشرف الاساسي المباشر على عمل قوات الجمارك .

الجمارك قوة تستحق التكريم من الدولة ومن رئاسة الشرطة، لما لها من دور كبير في حماية الثغور ومكافحة التهريب، فلا ننسى شهداء الجمارك وجرحاهم الذين تأذوا اثناء مطاردات مع عصابات تهريب الاسلحة او عصابات تهريب السلع والمواد الغذائية، وفي مطاردة واحدة في خواتيم العام الماضى احتسبت الجمارك خمسة من خيرة منسوبيها تعرضوا لاطلاق نار اثناء مطاردة عصابة تهريب الاسلحة، وهكذا هى الشرطة وهكذا هم منسوبو الجمارك، فلا تتوانى الشرطة دوماً في تقديم الشهيد تلو الشهيد من اجل حماية المواطن .

وفي هذا العام اقر رئيس هيئة الجمارك الفريق د. بشير الطاهر موجهات منظمة الجمارك العالمية، بضرورة تذليل العقبات امام الصادر والوارد والمرونة في الاداء، بجانب تطوير وتحديث اجهزة واساليب العمل الجمركى، ولمسنا تطور الجمارك من خلال اجهزة الكشف الحديثة التى باتت تستغل في الكشف عن محتويات الحاويات والحقائب الكبيرة والبضائع، وايضاً لمسنا تطور الجمارك في اداء عملها من خلال حوسبة وتطوير الأنظمة الجمركية وتقليص المعاملات الورقية وتقصير الظل الادارى، مما كان له أثر ايجابي في العمل .

والجمارك تعتبر صمام الامان في ما يتعلق باحكام ومحاصرة ظواهر التهريب خاصة تهريب النقد الاجنبي والذهب والمعادن والآثار، وتابعنا ضبطيات كبيرة لسلطة جمارك المطار اخيراً، ولديها مخازن معروضات تضم كافة المضبوطات، وتابعنا العديد من المحاكمات، كما تابعنا التطور الملحوظ في ضبطيات الموانئ الجافة كميناء سوبا الحاويات، وقد سجلت مضابطها العديد من عمليات التهريب الخطيرة ممثلة في آخر ضبطيات المخدرات والخمور والكريمات المحظورة والعقاقير الممنوعة دولياً وغيرها من الضبطيات .

وكان يفترض على حمدوك ان يوجه بأن يتم الاحتفال بهذا اليوم رسمياً على مستوى الدولة وليس الجمارك، باعتبار ان الدولة الآن باتت تعتمد على الشرطة اعتماداً كلياً في ملء خزانتها، وخاصة شرطة الجمارك التى تحقق دخلاً مالياً كبيراً يفوق الربط المتفق عليه سنوياً، ويجب على الدولة ممثلة في رئيس المجلس السيادى ورئيس مجلس الوزراء ان تقوم باصدار جملة من الضوابط والموجهات التى تدعم عمل الجمارك وتساعدها في اداء مهامها، باعتبارها اهم روافد الخزانة القومية .

المصدر: الانتباهة أون لاين


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.