في جريمة قتل وتقطيع الفتاة نسرين.. النيابة تصف الجريمة بالوحشية

طالب ممثل الاتهام عن الحق العام وكيل نيابة الخرطوم شمال محمد إبراهيم محمد احمد البشير، في خطبة الادعاء الافتتاحية بتوقيع أشد العقوبات على اجنبي بجنسية أفريقية وطالب بكلية طب شهيرة بالخرطوم، متهمين بالاشتراك الجنائي في قضية قتل الفتاة نسرين وتقطيع جثتها والقائها بمكب نفايات بمنطقة بري شرقي العاصمة.

فيما طالب ممثل الاتهام من محكمة جنايات الخرطوم شرق برئاسة القاضي أحمد يسن، بتوقيع أيضاً أشد العقوبات في مواجهة المتهمة الثالثة “سيدة أربعينية“ لاتهامها في ذات الدعوي الجنائية بإدارة مقر للدعارة.

وشدد ممثل الاتهام على أن القضية مازالت تحظي باهتمام غير مسبوق للراي العام الذي استنكر فعل الجريمة التي لم يألفها الشارع السوداني من قبل، مؤكداً أن مثولهم أمام المحكمة لكي يطمئن المجتمع بأن المال والسلطة لايعصمان من العقاب وان القوي يستوي مع الضعيف في تطبيق القانون ، لافتاً إلى أن مجيئهم لسوح العدالة لننشد الحق الذي يعيش في ضمائركم والعدل الذي تشرب نفوسكم حبه وقد أقسمت يمين الولاء لاجله كلما نطقت شفاهكم أو خطت أقلامكم.

وحشية الجريمة

ووصف ممثل الاتهام في خطبة الادعاء الإفتتاحية، بأن الجريمة وحشية لاسيما وأنها “ارتكبت في حق من وصانا عليهم رسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع“، ونوه إلى أن المتهمين خططا ودبرا واستدرجا المجني عليها إلى شقة المتهم الرابع (المفصول الاتهام في مواجهته) متوهمين أن مكانة وسلطة المتهم الرابع وتمتعه بالحصانة الدبلوماسية مكانا لايطرقه القانون ويفعل ما يشاء لهما، موضحا بأن المتهمين الماثلين أمام المحكمة استدرجا المجني عليها مستغلين مكان عمل المتهم الأول وهو سائقا خاصا لنائبة سفير دولة جنوب أفريقيا بالانابة وما تملكه أسرة المتهم الأول من مال، ونبه ممثل الاتهام خلال الخطبة بأن المجني عليها وعند وصولها إلى منزل المتهم الرابع الذي تم فصل الاتهام ضده وهو المنزل الذي تحصن به المتهمين الأول والثاني واتفقا ودبرا على اذهاق روح المجني عليها وعندها دلف المتهم الثاني غادرا المجني عليها من الخلف ضاربا اياها بمعروض اتهام (يد الفندق) على راسها مستغلا قواه الجسمانية، فيما استغل المتهم الأول أجنبي الجنسية معروض الاتهام الثاني (السكين) التي كانت بحوزته وهجم عليها هو الآخر مسددا لها عدد من الطعنات ثم قاما بعد ذلك بوضع يديهما لكتمان صوت المجني عليها التي ترتعد خوفا وتمتلي عيونها رعبا محاولة الخلاص لكن دون جدوى ومحاولتها كذلك للصراخ ولكن دون مجيب تستغيث ولم يغثها أحد، كما أن المتهمين لم يهز لهما جفن لحظة الجريمة ولم تجد توسلات المجني عليها وصراخها اليهما سبيلا ً، موضحا بأن المتهمين ودون رحمة منهما أو شفقة وبقوة وبغلظة الحيوانات المفترسة الضارية تبادلا الطعنات فيها واحدا تلو الآخر وهي تحاول الخلاص دون مقاومة لاسيما وان ميزان المقاومة معدوم بين الطرفين حيث كان جزاء صراخها واستنجادها باحد هو كتم ما تبقى من أنفاسها وبعدها خارت قواها وتحشرج صوتها وسكنت حركتها وخرجت روحها لبارئها فزعة ولامرضية تتسائل بأي ذنب قتلت؟.

انعدام الشهامة

وأضاف ممثل الاتهام في خطبة الادعاء الإفتتاحية، بأن المتهمين الأول والثاني انعدمت فيهما وزاع المرؤة والشهامة وذلك باستغلال قوتهما الجسمانية بافتراس المجني عليها، ونبه قائلاً: بأن المتهمين لم تنتهي فصول وحشيتهما فبعد قتل المجني عليها قام المتهمين بتقطيع اعضائها كل على حدا حتى يسهل عليه الحمل ماتبقي من جثة المجني عليها والتخلص منها بسهولة ولا يراهم أحد وانساهم الشيطان قول الله تعالي (ولاتحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمين ) الاية () سورة البقرة، كما أضاف ممثل الاتهام في الخطبة، بأن المتهمين وسعيا منهما لإخفاء معالم جريمتهما بقذف اعضاء جثمان المجني عليها في جوف النيل.

فك طلاسم الجريمة

وكشف ممثل النيابة، عن أن إدارة المباحث الجنائية فرع التحقيق والمتابعة ومنذ توليها الإجراءات اسندت التحريات إلى المتحري نقيب شرطة سيد أحمد احمد سيد احمد، والذي كان لخبرته ونشاطه الدور الأكبر في فك طلاسم البلاغ عبر تجميع البينات وربطها حتى تم القبض علي المتهمين الماثلين امام المحكمة.

مطالبة بالقصاص

فيما أفاد ممثل الاتهام في ختام خطبة الادعاء الإفتتاحية، بأن القصاص فيه حياة للامة كما جاء في قول الله تعالي (ولكم في القصاص حياة يا أولي الالباب(178 ) سورة البقرة، منبها أن رواسب الجريمة التي ترتكب في مواجهة المجتمع لا يمكن أن تزول إلا بتنفيذ مبدأ القصاص الذي شرعه الله سبحانه وتعالي بين البشر لكي يخلص من النفوس ما علق بها من احقاد بسبب الجريمة.

جثة بمكب نفايات

وفي ذات السياق، مثل أمام المحكمة المتحري نقيب شرطة سيد أحمد أحمد سيد أحمد، الذي يتبع لإدارة المباحث الجنائية الخرطوم فرع التحقيق والمتابعة، بانه وبتاريخ 10/1/2020م أبلغ المبلغ عمر حسن مصطفى الأمين يفيد في مضمون بلاغه لدى قسم شرطة امتداد ناصر الخرطوم بأنه وجد جثة مقطعة داخل كيس بلاستيكي بلون أسود داخل قمامة بحي بري مربع (4)، موضحا بأنه وبموجب ذلك تم تدوين بلاغ تحت المادة (130) من القانون الجنائي واستجواب المبلغ بيومية التحري بواسطة ملازم شرطة طارق محمد الحسن التابع لقسم شرطة امتداد ناصر ببري، كما تم أخذ أقوال شاهد الاتهام الاول متوكل عبدالفتاح عوض موظف.

وأضاف المتحري بأنه وبتاريخ البلاغ تمت زيارة مسرح الحادثة بواسطة قسم الشرطة المختص وبرفقتهم وحدة مسرح الحادث الخرطوم التي تتبع للادلة الجنائية واجري العمل الفني بواسطة الاتيام المختصة.

مستندات ومعروضات اتهام

وقدم المتحري عدة مستندات اتهام بلغت جملتها (16) مستنداً من أبرزها تقارير من شرطة مسرح الحادث الميداني من موقع العثور عن جثة المجني عليها، إضافة إلى تقرير يتعلق بالعثور على رأس المجني عليها شمال جامعة الرباط، إضافة إلى تقرير مسرح الحادثة بشقة نائبة سفير جنوب افريقيا التي ارتكبت داخلها الجريمة، كما قدم المتحري تقرير عن تفتيش سكن المتهم الأول ومقر دراسته بجامعة شهيرة، كما قدم المتحري (5) عينات لاثواب من جثمان المجني عليه تم رفعها بواسطة وحدة مسرح الحادث بالخرطوم من أماكن متفرقة بجثمانها كمعروض اتهام، اعترض عليها ممثلو دفاع المتهمين وطالبوا بتقديمها في لحظة حضور الشاهد الذي قام بأخذها لمناقشته حولها إلا أنه وفي المقابل أشرت عليها المحكمة كمعروض اتهام مع الاحتفاظ للدفاع بمناقشة الشاهد حولها لاحقاً، وأضاف المتحري بأنه تم إحالة جثمان المجني عليها لمشرحة بشاير بالخرطوم بموجب اورنيك (8) جنائي قدمه كمستند اتهام ايضاً مرفق معه تقرير الطبيب الشرعي حول تشريح جثمان المجني عليها، وأضاف المتحري بأنه وبتاريخ (11/1/2020م ) حضرت المدعوة والدة المجني عليها وذكرت بأن لديها ابنتها مفقودة منذ الخميس 9/1/2020م بموجب ذلك تمت احالتها للأدلة الجنائية وأخذت منها عينة فحص الحمض النووي (دي أن أي) ومقارنتها بجثمان المجني عليها واتضح بأنها متطابقة معها وأنها الأم البيولوجية لها وقدم المتحري نتائج فحص الحمض النووي كمستند اتهام كذلك، ولفت المتحري إلى أنه وبتاريخ 11/1/2020م وردت إليهم يومية الاجراءات الأولية التي دونتها والدة المجني عليها بقسم شرطة سوق ليبيا المتعلقة بفقدان المجني عليها وقدمه كمستند اتهام ايضاً. فيما قدم ذات المتحري مستند اتهام آخر صادر من النيابة العامة إدارة التعاون الدولي بحقوق الانسان إلى وزارة الخارجية دائرة الحصانات والامتيازات بغرض منحهم الإذن للتمكن من دخول فريق الأدلة الجنائية والمباحث لشقة نائبة سفير جنوب افريقيا لمعاينتها وتفتيشها، منوهاً إلى أن الخارجية وافقت بموجب أمر تفتيش صادر من النيابة بتفتيش الشقة ومعاينتها في حضور المستشار القانوني بالخارجية محمد حسن علي امين، فيما قدم المتحري كذلك مستندات ومعروضات اتهام تم تحريزها داخل الشقة عبارة عن (فندق ويده) من نوعية خشبية.

في ذات الوقت قدم المتحري معروض اتهام عبارة عن نصل حاد ومقبض بلون أسود عثر عليه بارشاد المتهم الثاني مخباة داخل ماسورة تصريف مياه بالجامعة الشهيرة التي يدرس بها المتهم، كما قدم المتحري العربة التي كان يقودها المتهم الأول المملوكة لوالدته كمعروضات اتهام للمحكمة.

فيما قدم المتحري (4) تقارير صادرة من شركة زين للاتصالات توضح المكالمات الصادرة والواردة بأرقام المتهمين والمجني عليها في الفترة من (1/1 الي 11/1/2020م، وبالمقابل اعترض ممثل دفاع المتهم الأول عن التقرير الخاص بالمجني عليها والتمس استبعاده، وأفاد بأن الرقم الذي وردت الإفادة بموجبه ليس مدوناً باسمها وإنما باسم شخص آخر.

ونبه المتحري إلى أنه وبتاريخ (15/1/2020م) تسلم اجراءات التحري في البلاغ حسب توجيهات إدارة مباحث ولاية الخرطوم بعلم واشراف نيابة الخرطوم شمال.

انكار وإقرار
وفي ذات السياق تلى المتحري للمحكمة أقوال المتهمين الثلاث التي وردت بيومية التحري إلا أن المتهمين الأول الأجنبي والثاني طالب الطب قد أنكراها جملة وتفصيلاً أمام قاضي المحكمة، بينما اقرت المتهمة الثالثة سيدة أربعينية على جميع ماورد على لسانها بيومية التحري عند تلاواتها عليها بواسطة المتحري أمام المحكمة، في ذات الوقت كشف المتحري أيضاً عن تدوين جميع المتهمين لاعترافات قضائية أمام المحكمة على ذمة إجراءات البلاغ.

المصدر: صحيفة حكايات


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.