وقائع جلسة.. مني أركو مناوي .. مصالحة ( الوطني ) والتعايش مـــــع ( المــــرفعــــين ) ..!
عقب عودته من رحلة إلى دولة المانيا، إختار رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي مخاطبة الشعب عبر مؤتمر صحفي عقده بقاعة الصداقة أمس ، ورغم التأخير في بدء المؤتمر الصحفي أمس لأكثر من ساعة إلا أن مناوي بدا حاضراً وواضحاً في طرحه وتناوله للقضايا الساخنة في الساحة السياسية في البلاد،
ووضع مناوي خارطة طريق ورؤيته الخاصة لتحقيق الإنتقال السلس والعبور بالبلاد إلى شواطيء الأمان ، مناوي يقول إن البلاد في حاجة ماسة إلى إقامة حوار وطني مجتمعي شامل لا يستثني أحداً لإدارة حوار ونقاش من كافة قطاعات الشعب السوداني لتحديد الهوية والمسؤولية وكيفية حكم البلاد وغيرها من المسائل التي تعد السبب الرئيس وراء تطاول أمد أزمة وعدم استقرار السودان وبسببها إنفصل الجنوب ليمضي إلى تكوين دولة مستقلة عن بقية السودان .
مصالحة الإسلاميين
وأكد مناوي أن المصالحة الإجتماعية مهمة جداً ، وطلب أن تتم مصالحة وطنية شاملة بما في ذلك المؤتمر الوطني لأنه جزء من السودان ، وقال ( أنا كان عندي أمر البلد سوف أتعايش مع الإسلاميين عشان البلد تمشي» ، وأضاف قائلاً: يوجود مثل إنجليزي يقول (إذا قدر لك أن تكون واحداً من سكان الغابة فتعايش مع المرفعين)، لذلك يجب أن نتعايش معهم ونقبض علي السارق منهم ، ولا نمانع أن يتحاسب أي إنسان أجرم في حق الشعب ، وشدد مناوي على ضرورة أن يتم إقامة حوار وطني للمصاحة الوطنية وأن تكون مصالحة سودانية – سودانية كبيرة بما فيهم المؤتمر الوطني ، ورهن إتمام الفترة الإنتقالية وذهابها إلى الأمام بحل المشاكل المتواجدة الآن ، وقال بسبب المشاكسات الدائرة الآن البلد ماشة لتحت ومكونات الحكومة الحالية الآن التي تدعي أن الثورة أتت بها، تتشاكس فيما بينها ، لذلك يجب أن تتم المصالحة حتى لا تجر البلاد إلى الهاوية، وقال ما يجري الآن بين القوى السياسية يفقد الحكومة القدرة على الأداء.
محاصصات الحكومة
وأقر مناوي بأنهم جزء من عرقلة تشكيل الحكومة الجديدة ، وقال لأننا نريد أن نعمل محاصصات وأي تنظيم سياسي وحركات الكفاح المسلح يريدون أن يأخذوا نصيبهم في الحكومة ، وأضاف: التأخير بسبب أن (قحت) تريد أن تأخذ نصيبا أكبر من الوزارات، ونحن كذلك نريد أيضاً وزارات، وهذا سبب تأخير إعلان الحكومة ، في وقت أكد فيه مناوي أن تولي المناصب في الحكومة ليست محل (مأكلة) ولا أطماع شخصية، وإنما محل لخدمة الأهل ، وقال نحن الآن لدينا وزارة واحدة فقط في كل هذا ، وأكد أن ترشيحهم للمرأة للمشاركة في السلطة سوف يتم في المجلس التشريعي وفي المفوضيات، وأضاف: نحن الآن لم نرشح أية إمرأة ولدينا وزارة واحدة فقط ، وأعلن مناوي عن طرحه نفسه وطلبه لتعيينه حاكما لإقليم دارفور ، وقال طلبي هذا من ضمن المحاصصات الموجودة الآن في تشكيل الحكومة .
تهم إنصرافية
وشدد مناوي على ضرورة أن يتم تسليم المجرمين المطلوبين لدى المحكمة الجنائية والذي صدرت في حقهم أوامر قبض، وهم الرئيس المعزول عمر البشير وأحمد هارون وعبد الرحيم محمد حسين ، وجزم مناوي بعدم وجود تهم حقيقية يحاكمون بها الآن ، وقال الآن يحاكمون بتهم نقد أجنبي وإنقلاب الإنقاذ حاجات فيها نوع من الإنصرافية ، وأضاف هؤلاء قتلوا الآلاف في دارفور ويجب أن يحاكموا بهذه الجريمة ، وألمح إلى أن إجراءات المحاكمة لهم في جرائم الإبادة الجماعية في دارفور يمكن أن تكون في محاكمة هجين أو محاكم خاصة داخل البلاد .
زنقة الحرب
وبشأن وجود قوات مناوي داخل الأراضي الليبية، جزم مناوي بعدم تورط قواته في الحرب الدائرة في ليبيا ، وقال قواتنا في ليبيا ولكن من يقول إنها متورطة في الحرب (كذاب) ، وأضاف لم نكن جزءاً من الحرب الدائرة في ليبيا، ولم نساهم فيها ضمن أي طرف من أطراف الصراع ، ونبه مناوي إلى أن وجود قواته في ليبيا فرضتها ظروف الحرب التي كان يخوضها ضد النظام البائد، وقال في الحرب (إذا زنقونا بنخش أية دولة ، ومرة زنقنا الحكومة وخشت دولة مجاورة) ، وأضاف: دخولنا ليبيا تم إبان الحرب ووقفنا الحرب، والآن كل قواتي متواجدة في السودان .
عين قوش
وقطع مناوي بعدم وجود أي تواصل بينه وبين مدير جهاز الأمن الأسبق صلاح قوش ، وقال قوش لما كان في قوته أنا لم أتواصل معه ، وأضاف: (قوش لما كان ماسك البلد دي كان أصبعي في عيونو) ، وجزم بعدم وجود أي مستقبل لقوش في الحكومة عقب خروجه من البلاد ، وقال حتى لو الشعب قال له تعال إلى البلاد فلن يكون له مستقبل ، وأكد أن تواصله مع قوش سوف يتم في حالة وجود حل بيد قوش لمشكلة البلاد، وقال أنا ما قاضي عشان أحاكم قوش.
صراع الأطراف
ودعا مناوي جميع الأطراف أن تحد من التوترات التي حدثت في مدينة الجنينة ، وأكد أن الصراعات التي دارت إمتداد للسياسات القديمة، وأعلن عن دعمهم للجان حل النزاعات في شرق السودان، وشدد على ضرورة الإسراع في تكوين القوة المشتركة في دارفور كي يحل الأمن والأمان وسط المواطنين، وقال لدينا قناعة أن كثافة القوات الأمنية لن تحل مشاكل المواطنين ويجب أن نزرع الطمأنينة في نفوسهم ويحل الأمن والاستقرار كي تحل جميع المشاكل.
أولويات الحكومة
وأكد مناوي أن دارفور تحتاج إلى تقديم عدد كبير من الخدمات ، منها توفير مياه الشرب وعودة النازحين واللاجئين إلى قراهم وتوفير الكهرباء ، فضلاً عن مجانية التعليم والإهتمام بالصحة والكادر الطبي وإدخال الأجهزة الحديثة للمستشفيات وتوفير الطرق وشبكات الإتصالات ، وطالب الحكومة أن تضع هذه الخدمات في أولوياتها ، وشدد على ضرورة فتح باب التجارة مع دول الجوار وتقليل الضرائب على التجار ، وأوضح مناوي أن أولويات الحكومة في الفترة الإنتقالية يجب أن تتركز على تحسين معاش الناس وتحديد موارد البلاد وكيفية إدارتها وكبح جماح الفساد والتعاون على استعادة الأموال المنهوبة في الخارج ، وأكد أن ذلك يتم بإنشاء علاقات مرنة مع المجتمع الدولي .
المصدر :السودان الجديد