هاجر سليمان تكتب: الحكومة المترهلة

تأكدت تماماً عقب اعلان التشكيل الوزارى للحكومة الانتقالية، ان السيد رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك يعانى من قصور فى الاختيار، وليست لديه خبرات فى ادارة العملية السياسية للدولة، وهذا طبعاً باستثناء بعض الوزراء الذين فرضتهم اتفاقية السلام وآخرين استحقوا المناصب التى تولوها بجدارة .

اولا: الحكومة مترهلة جداً ولم تراع فيها الظروف الاقتصادية السيئة التى تمر بها البلاد، والسيد رئيس الوزراء بدا اشبه بالرئيس البشير من حيث توسيع رقعة الوزارات وتوسيع قاعدة الوزراء وخلق المناصب السياسية، دون مراعاة للرواتب والحوافز والمخصصات التى ستكون خصماً على خزانة الدولة التى تجاهلها حمدوك بتشكيله حكومة من (٢٥) وزارة، وهى حكومة مفرطة فى البدانة والترهل .

واستحق كل من د. جبريل ابراهيم والفريق اول عز الدين والفريق يس المناصب التى تولوها، اما بقية التشكيلة فحدث ولا حرج، اسماء ما انزل الله بها من سلطان، وترضيات ومحاصصات حزبية دون مراعاة للكفاءات والخبرات التى ذهبت ادراج الرياح، ليس هنالك وزير فى التشكيلة الجديدة يستحق لقب وزير، نسبة لعدم توفر عنصر الكفاءة وذلك باستثناء الذين ذكرتهم سابقاً .

اما مجاملات حمدوك وعدم جديته فى المضى قدماً فى الاصلاح، فقد تجلى ذلك من خلال الوزراء الذين ابقى عليهم فى مناصبهم دون ان تكون لديهم ادنى خبرات او انجازات او حتى مميزات تمكنهم من البقاء بمناصبهم، اللهم الا ان كان حمدوك ينوى اثارة غضب الشارع من خلالهم.

وكان من المفترض ان يعمل حمدوك بمهنية تجعله يعين وزيراً للتربية والتعليم لا ان يستثناها من الترشيح، اللهم الا لشيء فى نفس حمدوك، وهذا يجعلنى اعتقد اعتقاداً جازماً ان حمدوك سيتمسك بوزيرها السابق وينوى اعادته لاستكمال المشروع الفاشل المتعلق بتغيير المناهج، والذي وجد رفضاً واسعاً من قبل غالبية اهل السودان، فبالامس خرجت كسلا بعد ندوة عقدتها فى اروما رفضت خلالها المنهج، وربما قررت الخروج فى تظاهرات ضد المنهج عقب صلاة الجمعه القادمة، ومن قبلها الطرق الصوفية بالمناقل. وتم رفض المنهج من قبل اهالى القطينة والرهد والشمالية ونهر النيل واهل الخرطوم، وتجاوزت نسبة رفض التعديلات المنهجية ٩٠% من السكان، فماذا ينتظر حمدوك بعد كل هذا؟

وأبشرك يا رئيس الوزراء ان لم تعين وزيراً للتربية والتعليم وتلغي التعديلات المنهجية التى اجريت أخيراً، فسترى موجة من التطرف الديني وظهور عناصر داعشية، وربما تفجيرات وقتل ممنهج يستهدف بعض الشخصيات والرموز المتمسكة بتغيير المناهج والذين يصرحون بطريقة مسيئة للاديان ودعاة مؤتمر التسامح الديني الذى عقد بكورنثيا فى الخرطوم بمشاركة حاخامات يهود ورجال دين من مختلف الطوائف. واحسب ان كل ما حدث سيجر السودان الى قاع التطرف الديني والارهاب والجماعات المتشددة، فمن أجل ذلك سيدى رئيس الوزراء ينبغى عليك ان تترك (التحانيس) للوزير وتصدر قراراً باحالته وتعيين آخر قادر على خلق التوازن فى تلك الوزارة ويسهم فى تهدئة الشارع، وليكن قرارك بالغاء تعديل المناهج رغم انحيازنا للتعديل، ولكن ليس بالطريقة المسيئة للاديان والذات الإلهية او المسيئة لتاريخ السودان او التى تزور التاريخ، بل ايضاً هنالك تعديلات زورت الحقائق برسم خريطة السودان دون حلايب. وسؤالنا موجه لمن شارك فى وضع تلك التعديلات السافرة، ونقول: المصريون دفعوا ليكم كم؟.

المصدر: الانتباهة أون لاين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.