سهير عبدالرحيم تكتب: أوسكار للغلط

أسوأ ماحدث الأسبوع الماضي غير سرقة الطلاب للمواد التموينية في أعقاب التفلتات الأمنية التي شهدتها مدينة الأبيض ، أقول أن أسوأ من تلك السرقات حملة التبرير الفطيرة للسرقة بحجة الجوع والحوجة .

أن وطن أصبح طلابه يسرقون وبعض المغفلين يبررون لهم تلك السرقات ويزينوها و يطفون عليها قالباً من القدسية والشرعية وطن مثل هذا لهو أحق أن تنصب له سرادق العزاء وتقرأ على جثمانه الفاتحة .

ماذا تبقى لنا ياترى في الإعلام حين نبرر للسرقة و نسوقّها …!! كيف نقود وطناً نحو السلام المجتمعي ونحن نعتذر لأصحاب المحال التجارية وهم أنفسهم مواطنون يعانون من عشرات المعوقات لتجارتهم ماذا نقول لهم السرقة حلال حتى إشعار آخر .

أم نقول لهم هذه سرقات قدر ظروفك وعليكم أن تنتظروا قليلاً ريثما ينصلح حال البلد….!! ، أو نقول لهم أغلقوا متاجركم وأوقفوا سياراتكم وغادروا مخابزكم كما قالها (رامبو) الإنقاذ من قبل و هو يتوعد التجار المزايدون في الخدمات ، وأضطر بعد أقل من ٢٤ ساعه ليتراجع عن تصريحه الأشهر.

هل هذه رسالتنا في الإعلام هل هذا هو النموذج الأمثل لإعلاء مفاهيم العدل والأمانة و الحرية والسلام والخير والحق والجمال ، هل هذا ما يجب أن ننادي به أتركوهم يسرقوا لأنهم فقراء ….!!!
أسوأ مافي تلك الفكاهة السيئة كان الحديث عن إرجاع أولياء أمور بعض الطلاب للمسروقات…..!!! والله و تاالله لو كان يعلم أولئك الطلاب أن أهاليهم سيردعونهم ويرجعون المسروقات لما سرقوا إبتداءً…!!

هنالك معضلة كبيرة في هذا الوطن اسمها أزمة ضمير و منظراتية يبررون للأخطاء ويزينون الباطل وهم يعتقدون أنهم يدافعون عن شريحة ضعيفة ومستضعفة ….!!

حسناً ما رأي هؤلاء وأولئك في مجموعة الطلاب الذين كانوا يشعلون النار في إحدى البصات الأهلية ، صبيان وفتيات في عمر الزهور يصرخون بهستريا و هم يتابعون ألسنة اللهب تلتهم إحدى البصات السفرية …..!!!

ما تفسيركم لهذا السلوك هل هذه ثورة جياع ….!! هل سيطالبهم أهاليهم بدفع قيمة ذلك البص لصاحبه …..!! هل هذا هو السودان الجديد و هذا هو الجيل المرتجى ….!!

هل أصبحت قمة المفخرة وغاية رجانا أن طلابنا يسرقون وأهاليهم يرجعون المسروقات ….!! ، تباً لها من أفكار وتباً له من طموح ….!!
خارج السور:
حسبنا ماقاله رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوات و أتم التسليم ( والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها).

المصدر: الانتباهة أون لاين


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.