سهير عبدالرحيم تكتب: مطار ولا زريبة

حين إغتيلت الفنانة سوزان تميم بمدينة دبي تمكنت الشرطة الإماراتية من فك طلاسم السرقة عن طريق مراجعة كاميرات المراقبة والتي لم تظهر وجه المتهم فقط ولكنها أظهرت ماركة التي شيرت الذي كان يرتديه .

عقب ذلك تمت مراجعة كل الفروع التي باعت تلك الماركة و تم تتبع المشترين و تحليل بياناتهم حتى وصلوا للقاتل المستأجر …!!
كاميرات المراقبة في كل العالم يمكنها إظهار كافة التفاصيل الدقيقة والحساسة بل يمكنها حتى إظهار توقيت الوقت في ساعة معصم أحدهم .

لدينا في السودان موضة اسمها كاميرات مراقبة ماشغالة في مطار الخرطوم ، أو زوايا ضعيفة ، أو رؤية غير واضحة ، أو ثغرات ، أو خلافه .

مطار الخرطوم والعياذ بالله أصبح البوابة الرئيسية هو و معبر أرقين سيء السمعه لتخريب الإقتصاد الوطني …!!
تهريب ذهب و دولار و آثار ، و إدخال المخدرات و مستحضرات التجميل منتهية الصلاحية …!!

الحادثة الأخيرة التي أقامت لها جمارك المطار حفلاً صاخباً ، تؤكد فشلهم لا نجاحهم ، و تؤكد تواطؤ وليس تميز و تثبت تقصير وليس نجاح ، والبركة في جهاز المخابرات كما قال مسؤول الجمارك الذي رفدهم بالمعلومة.

بالله عليكم هل تابعتم الفيلم الهندي للكشف عن (١٨) كيلو ذهب بمطار الخرطوم …؟؟ هل استمعتم للرواية الرسمية لمسؤول الجمارك …!!
حسناً هنالك طبعاً ثلاث روايات مختلفة لنفس الضبطية رواية تقول أن إحدى الركاب المشتبه بهم حاول التأكد من وجود الذهب قبل إقلاع الطائرة و سقطت منه سبيكة ذهب فقامت المضيفة بإبلاغ كابتن الطائرة الذي رفض الإقلاع وطلب من السلطات الأمنية تفتيش الطائرة …!!

وهنالك رواية تقول أن جهاز المخابرات العامة مّلك مسؤول الجمارك معلومة وجود ذهب بالطائرة و أنه تم تفتيش الطائرة ولم يعثروا على الذهب وجاء مدير شركة الطيران و أرغى وأزبد في مسؤول الجمارك و أنذره بتحمل مسؤولية تأخر إقلاع الطائرة .

وتقول الرواية أن مسؤول الجمارك الذي جاء مرتدياً جلابية وطاقية وفي رواية أخرى عراقي و سروال أنه إنزوى على جانب حين أشتط غضب صاحب شركة الطيران وقام بالإتصال بمصدره حيث جاءه الرد الحاسم والقوي من جهاز المخابرات العامة: قائلين ( يازول فتش الطيارة دي الذهب موجود ) ….!!

والرواية الثالثة تقول أن ضباط الجمارك الأشاوس أصطفوا أمام الطائرة لمنع إقلاعها معرضين حياتهم للخطر ….!!
حسناً تتعدد الروايات والمصيبة واحدة ذهب في طائرة في طريقها للإقلاع ….!!!

أن مايحدث في مطار الخرطوم أشبه بما يحدث في زريبة للأغنام صاحبها تركها لراعي نائم فأصبحت الأغنام تدخل كيفما تشاء و تخرج كيفما تشاء ، واللصوص يسرقون منها ويذبحون بعضاً و يحلبون لبن البعض ، و الراعي يغط في نوم عميق وصاحب الذريبة مشغول بمطاردة ذئب متوهم والخراب في عقر داره .
خارج السور :
أغلقوا هذه الزريبة ريثما يصبح لدينا مطاراً.

المصدر: الانتباهة أون لاين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.