الفاتح جبرا : منفس الثورات

في تعميم صحفي نشر على صفحة حزب الأمة، نشرت قوى الحرية والتغيير مبادرة للقوى السياسية، والناظر إليها بعين المتابعة يجد أنها لم تأتِ بجديد يذكر، فكل ما ذكرته من إنفاذ مستحقات الفترة الانتقالية ومعالجة الأزمات الإقتصادية، من أجل تلبية تطلعات الشعب وغيرها من أمور (السواقة بالخلا) الأخرى هي للأسف ذات برامجها التي خدعتنا بها منذ بداية الثورة وجددتها في مصفوفة ٢٠٢٠م التي لم نر منها إلا الحبر الذي صُرف في طباعتها.

وبمجرد أن نعلم أن هذه المبادرة قد جاءت بقيادة حزب الأمة (حزب الشريحتين)، تعود بنا الذاكرة (على طوول) لمواقفه القديمة التي (تخصص فيها) تماماً، وهي قطع الطريق أمام كل الثورات التصحيحية في المسار الديمقراطي، إبتدا من تسليم الحكم لعبود في فترة عبدالله خليل كأول خيانة للديمقراطيه الأولى، ثم ما فعله (الأمة) في فترة السيد الصادق المهدي مع كيزان الجبهة الاسلامية إبان إنقلاب ٣٠يونيو١٩٨٩ المشؤوم، وخيانته المتكررة التي ظهرت في الديمقراطية الثالثة، نعم لقد أثبتت التجارب أن هذا الحزب هو يا سادة الوجه الآخر للكيزان وحليفهم الوفي على مرّ العصور، لذلك فعندما يبادروننا بهذه المبادرة، لابد أن نقرأها من هذا المنظور وهذه الزاوية.

فهذه المبادرة معالمها تشبه نفس ذلك الوجه القبيح، فهذا البرنامج لا يخلو من تكرار نفس الخبث القديم إذ تأتي هذه المبادرة بعد إعلان الحراك الثوري المزمع قيامه في ٣ يونيو المقبل، في ذكرى مجزرة القيادة العامة وما أعد لها من تنظيم وتوحيد صفوف كل قوى الثورة الحية ولجان المقاومة ومؤسسات المجتمع المدني، تحت شعار الإسقاط الكامل للمكونين المدني والعسكري، فسارعوا لاحداث هذه الضجة الاعلامية و(الفرقعات الوهمية) التي لا تنطلي أهدافها ونواياها على أحد، بعد أن تيقنوا تماما بأن الشعب قد فارقهم دون رجعه وأصبح يضع حزبهم العتيق في موقع العدو كما العسكر. يبدو أن القوم قد أحسوا بل تيقنوا من الشكوك التي إعترت الشعب، باعتبارهم شركاء في المجازر الأخيرة للعسكر الكيزاني، فحاولوا أن يلتفوا عليه مرة أخرى في ترتيب لا تخلو ملفاته من إقحام عناصر جديدة كما يقولون.

وما هذه العناصر الجديدة إلا تطبيقاً لمبدأ المصالحة مع الفئة الباغية التي روج لها قادة الحركات المسلحة باعتبارها رغبة كفيلهم الأماراتي من أجل تمكين هذه الفئة مرة أخرى عبر مسميات يخالونها تخفي على الشعب السوداني الفطن. لا شك أن الأمر برمته يمثل روشتة أماراتية محكمة، إذ هي الراعي الأساس لهذه الحكومة العميلة، روشتة يتم تنفيذها عبر مهندسي هذه المبادرة التي ولدت ميتة وهي طفل خديج . ما يريده الشعب أيها الشركاء الأعداء هو ثورته دون شراكة من العسكر، وتمزيق تلك الوثيقة الكارثية وازالتكم من سدة الحكم، وإحلالكم بثوارها قادة لجان المقاومة الذين ضحوا بحياتهم من أجلها، فهل أنتم على قدر هذه المطالب حتى تستميلوه إليكم؟ هل تملكون هذه الشجاعه لتنفيذها؟

فاذا وافقتم فموعدنا نحن وأنتم يوم ٣ يونيو المقبل، فهذا الشعب المثابر المناضل لن يتيح لهم هذه المرة فرصة لركوب ظهره مرة أخرى، فها هو عامين من الثورة لم يهدأ لحظة واحدة ولم تفارق جحافله الشوارع في صمود قوي ودفاع مستميت عن ثورته التي ما زال يقدم ارواحه الغالية مهرا لها الشوارع معبأة تماما وحزمت أمرها على النضال ولن يزيدها هذا (الطلس) والمراوغة من تلك الحاضنة خاطفة ثورته إلا عزما واصرارا على تكملة مشوارها المحفوف بمخاطر هذه الحكومة المتهالكة والمعبد بدماء الشهداء الشرفاء.

كسرة: أيها الحزب (منفس الثورات)…ألعب غيرها…

كسرات ثابتة :

• ح يحصل شنووو في قضية الشهيد الأستاذ أحمد الخير؟

• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنوووووو؟

• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنووووووووووووو؟ااا

• أخبار ملف هيثرو شنوووووووووووووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان).

الجريدة


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.