البشير يتعهد بـ”رعاية وحماية” الاستثمارات السعودية
خلال افتتاحه ملتقى الاستثمار الذي ينظم بالشراكة مع الصندوق السعودي
الخرطوم / محمد الخاتم / الأناضول
تعهد الرئيس السوداني عمر البشير بـ”رعاية وحماية” الاستثمارات السعودية في بلاده، وتهيئة مناخ الاستثمار لرؤوس الأموال العربية.
جاء ذلك خلال افتتاحه اليوم الأربعاء في الخرطوم “ملتقى السودان للاستثمار” الذي تنظمه وزارتا المالية والاستثمار بالشراكة مع الصندوق السعودي للتنمية والمؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات.
ودعا البشير المستثمرين العرب إلى الاستفادة من ما وصفها ” موارد السودان الهائلة من أراضي خصبة ومياه وفيرة وثروة حيوانية ومعدنية وموقع استراتيجي يربط بين تجمعات سياسية واقتصادية في أفريقيا”.
وأشار إلى سن حكومته “قوانين ولوائح وإجراءات لتهيئة مناخ الاستثمار وزيادة حجم التبادل التجاري” مع الدول العربية والإسلامية والأفريقية.
وامتدح البشير تعاون بلاده مع المملكة العربية السعودية قائلا “نثمن جهود الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله الذي كان خير شريك لنا في الاستثمار ونؤكد رعايتنا وحمايتنا للاستثمارات السعودية وإعطائها الخصوصية التي تستحقها”.
وأبدى الرئيس السوداني التزام حكومته بمبادرة الأمن الغذائي العربي التي تبنتها الجامعة العربية العام الماضي، وتشمل خططها تمويل الصناديق العربية لمشروعات زراعية في السودان، علاوة على تنفيذ توصيات الملتقى.
وقال وزير المالية السعودي إبراهيم العساف خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى الذي تشارك فيه نحو 60 من الشركات والصناديق العربية أن بلاده عازمة على “زيادة تدفق رؤوس الأموال وتطوير الاستثمارات المشتركة مع السودان”.
ودعا الوزير السعودي رجال الأعمال في بلاده إلى “النظر في فرص الاستثمار في السودان وبناء شراكات استثمارية فعالة”.
وزادت وتيرة التعاون بين الخرطوم والرياض في الأشهر الماضية بعد توتر امتد لأعوام .
وخلال الأشهر الماضية اتخذت الحكومة السودانية عدة خطوات لتعزيز علاقتها مع السعودية مقابل تحجيم علاقتها مع طهران بلغت ذروتها عندما قررت الخرطوم الشهر الماضي قطع العلاقات مع طهران “تضامنا مع السعودية لمواجهة المخططات الإيرانية”.
وأعلن القرار السوداني بعد ساعات من اتخاذ الرياض قرارا مماثلا بسبب اقتحام محتجين إيرانيين مقار دبلوماسية سعودية في الأراضي الإيرانية.
والرياض ثاني أكبر شريك تجاري للخرطوم بعد الصين وأكبر مستثمر عربي، وتتوقع الحكومة السودانية ارتفاع الاستثمارات السعودية لنحو 15 مليار دولار العام الحالي.
وتبلغ الاستثمارات السعودية حاليا نحو 11 مليار دولار ما يساوي تقريبا ربع الاستثمارات الأجنية التي تبلغ 42 مليار دولار وفقا لبيانات وزارة الاستثمار.
ووقعت الخرطوم والرياض في نوفمبر /تشرين الثاني الماضي حزمة اتفاقيات تمول بموجبها السعودية مشاريع سودانية تزيد كلفتها عن مليار دولار وذلك بحضور الرئيس البشير والملك سلمان بن عبد العزيز.
وتعول الحكومة السودانية على زيادة الاستثمارات خاصة الخليجية لإنقاذ اقتصادها الآخذ في التدهور منذ انفصال جنوب السودان في 2011 مستحوذا على ثلاثة أرباع حقول النفط التي كانت تمثل أكثر من 50 % من الايرادات العامة.
وقبل أسبوعين أعلن البشير تشكيل مجلس لرعاية الاستثمارات السعودية لكن لم تكشف بعد تفاصيل هيكلته.