القيادي بالحزب الشيوعي صديق يوسف : قادرون علي إسقاط الحكومة، مثلما أسقطنا النظام السابق
عرف القيادي بالحزب الشيوعي، صديق يوسف ، بآرائه الجريئة ومواقفه الواضحة، التي لا تحمل السمات الرمادية، فيما يؤمن به من أفكار ويعتقد من صحيح المواقف ..دفع ثمنها جزء عمره بالمعتقلات، جهر برأيه في وجه الإنقاذ ولم ترهبه الاعتقالات أوالتعذيب .. في هذا الحوار الذي أجرته معه (السوداني) تمسك بإسقاط الحكومة وضرورة وجود اصطفاف جديد يعبر عن الثورة .. تحدث عن العسكر والحكومة التنفيذية واضعاً الكثير من النقاط على الحروف .. معاً لإفاداته .
هل تمضي ثورة ديسمبر في الطريق صحيح ؟
حدث اختطاف للثورة منذ البداية ، في 11 إبريل 2018م بظهور المجلس العسكري وإقالة الرئيس المعزول واستلامهم السلطة، وهذا أصبح وضعاً مختلفاً فرأس السلطة التي تمثل المؤتمر الوطني انتهت ..الذين استلموا السلطة هم اللجنة الأمنية لنظام عمر البشير، استمر التفاوض مع المكون العسكري والوصول إلى اتفاق .
هل ازعجتكم هذه الخطوة ؟
غض النظر عن أن الحال أعجبنا أم لا، توصلوا إلى توقيع الوثيقة الدستورية في أغسطس 2018م .
لديكم تحفظات عليها ؟
نحن طرحنا نظاما برلمانيا، المجلس السيادي يجب أن يكون دوره تشريفياً، لكن الوثيقة الدستورية جاءت بشيء أقرب إلى النظام الفرنسي، وأعطت السلطات للمجلس السيادي، تتمثل في حقهم بتعيين وزيرين (الدفاع والداخلية) ، وأعطت سلطة قيادة الجيش لمجلس السيادة، وقضايا الأمن بالتشاوربين مجلس السيادة والوزراء، وأعطت مجلس السيادة سلطة تكوين وتعيين أعضاء أربع مفوضيات أساسية .
هل هذا تدخل عسكري في سياسة البلاد؟
نعم، البرهان يتحدث أنه القائد العام، ويتم تقديمه بهذه الصفة .
ترى أنه ليس القائد العام؟
القائد العام هو مجلس السيادة، لكن السلطة حسب الوثيقة الدستورية فإن القائد العام هو مجلس السيادة .
ولماذا لم تعلنوا عن موقفكم في ذلك الوقت ؟
لم نصمت، عارضنا هذا الأمر منذ البداية ، في يوم 12 إبريل 2019م أصدرنا بياناً ووصفنا الخطوة بأنها انقلاب عسكري . . موقف الحزب واضح ويقوله في كل الظروف فهو ضد إعطاء المكون العسكري أي سلطات .
لكن الآخرين قبلوا وأصبح الأمر واقعاً ؟
نعم ، مجلس السيادة تمدد ذهب في أكثر من السلطات التي أعطتها له الوثيقة الدستورية وكون مجلس السلام الأعلى وتولى مفاوضات السلام مع حركات الكفاح المسلح، والوثيقة الدستورية تتحدث عن قيام مفوضية السلام، وأن مسؤولية السلام هي مسؤولية مجلس الوزراء.. التفاوض قام به محمد حمدان دقلو، شمس الدين كباشي، محمد التعايشي، هؤلاء قادوا التفاوض وتمخض عنه اتفاق جوبا .
إذن التفاوض كان يجب أن يقوم به مجلس الوزراء ؟
نعم .
في تقديرك لماذا لم يتول المجلس الملف ؟
أسألي مجلس الوزراء، لماذا فرطوا في حقكم في السلام ؟ هو الذي يملك إجابة .
هل مجلس السيادة ارتكب تجاوزات ؟
نعم تجاوزات أضرت بالثورة، لذلك نحن نقول إنه تم اختطاف الثورة ..ذهبوا أبعد من ذلك بدأ التفاوض حول مجلس السلام في أكتوبر 2019 م ، لكن في إبريل شعر مجلس السيادة بأنه ارتكب خطأ، وأن مجلس السلام يجب أن يتولاه الجهاز التنفيذي ، لذلك أرادوا أن يغلفوا الموضوع ، وأضافوا في إبريل تم تعديل لقانون مجلس السلام وتمت إضافة 9 أشخاص ليقولوا إن قوى الحرية والتغيير مشاركة فيه.
هل جاءوا بهم كـ(تمامة جرتق) ؟
نعم . ولا يمكن إضافة قوى الحرية والتغيير بعد أن تكون المجلس .
لكن أنت عضو بمجلس السلام ؟
كتبت خطاب استقالتي ، وذكرت أن هذا الأمر غير دستوري ومخالف للوثيقة الدستورية، ولم يصلني رد حتى الآن حول هل تم قبول استقالتي أم لا ، لكنهم لا يدعونني إلى الاجتماعات .
هل السيادي استلم ملف العلاقات الخارجية ؟
استلم الملف وغيره، فهو لا علاقة له بالسلطة التنفيذية، أو عقد الاتفاقيات .
هل اخطأت الحكومة بأنها تركت هذا الملف للسيادي ؟
أصبحت الحكومة لا تمثل الشعب الذي قام بالثورة العظيمة .
إذن ماهو المخرج ؟
لا بد من وجود سلطة جديدة تمثل الجماهير وتحقيق مهام الثورة، لأن السلطة الحالية لا تمثل الثورة .
ستغيرونها أنتم فقط أم بالتعاون مع آخرين ؟
سنطرح برنامجنا للآخرين، ويوجد كثيرون توصلوا إلى هذه الحقيقة، وتوجد أطروحات كثيرة متقاربة مع رؤيتنا، مثلاً مجموعة الرجوع إلى المنصة، مجموعة 6 ديسمبر، وغيرها .. كلها اقتنعت بضرورة تغيير السلطة .
أنت تتحدث عن اصطفاف جديد ؟
مع القوى المؤمنة بقرارات الثورة للمضي بها إلى الأمام .
لكن كيف يتم التغيير؟
طرحنا أن الحراك الجماهيري يضغط على الحكومة إما أن تذهب، أو نسقطها بإضراب سياسي أوعصيان مدني، المهم الاتفاق أن هذه الحكومة لم تعد تمثل الجماهير .
هل الحزب الشيوعي ضامن أن الشارع سيسمع لرؤيته ويقف معه في طرحه ؟
الشارع (يتململ) كل يوم، لسنا الوحيدين الذين طرحنا هذا الشعار .
وستتم تعبئة الجماهير ؟
نعم .الذي يقوم بها يعتمد على النشاط الجماهيري الذي يحقق مصالح الناس، لكن الهدف الأساسي وجود حكومة جديدة تنفذ المطالب التي ضحى من أجلها المواطنون.
تجي كيف؟
قادرون على ذلك، مثلما أسقطنا النظام السابق .
البعض يقول إن النظام البائد أسقطه (العساكر) ؟
أسقطته الجماهير .
آخرون وصفوه بالانقلاب ؟
من الذي حرك وضغط ؟ هو الشارع ، الشعب السوداني هو الذي أنجز الثورة، ولم ينجزها (شوية عساكر) وقالوا نعمل انقلاب عسكري لا لا .
كان الشارع معبأ وجاؤوا إلى السلطة ؟
أُجبروا، هم يريدون أن يصبحوا البديل للسلطة بالسودان، وليس سلطة الجماهير التي أسقطت النظام البائد، السلطة الموجودة الآن لا تمثل الجماهير .
في تقديرك أن مطالب الجماهير لم تحقق حتى الآن ؟
القضايا التي ضحى من أجلها الشهداء لم تتحقق، لا توجد حرية ولا يوجد سلام، حتى محاكمات من أجرموا وتفكيك النظام المباد لم تتم .
متى ستشرعون في تغيير الحكومة ؟
نحن لم نقف من النضال إطلاقاً، وتوجد اعتصامات بالولايات وهذا دليل أن مطالب الناس لم تتحقق .
هل لديكم اتصالات مع من يتفقون معكم في رؤيتكم ؟
لدينا لقاءات ومشاورات، لكن لم تتبلور في ميثاق موحد، ونتمنى الوصول الى منبر او اصطفاف جديد يعبر عن مصالح الشعب .
البعض يعتبر الحزب الشيوعي وراء هذه الاعتصامات ؟
هذا ليس نشاط الحزب الشيوعي، هو نشاط الجماهير الساخطة على هذه الحكومة، وسياساتها، حتي الوضع المعيشي أصبح صعبا جدا .
هل الشيوعي وراء الدعوة للمواكب ؟
نحن ندعو لها ، لكننا لسنا الوحيدين، مثلا الدعوة لإحياء ذكري فض اعتصام القيادة العامة في 29 رمضان كانت من أسر الشهداء، والحزب الشيوعي أيد الدعوة ودعونا الجماهير للمشاركة .
هل الحزب ضد اتفاق جوبا ؟
ضده لأنه خطأ، نحن لسنا ضد السلام، لكن نريده سلاما حقيقيا، وليس للمناصب .. لتحقيق المطالب التي قامت من أجلها الحرب .
لماذا ؟
لأنه لن يؤدي إلى سلام حقيقي .. حمل الناس السلاح لأن لديهم مطالب ومظالم، فلا يوجد تقسيم عادل للثروة والسلطة .
رأينا كان بمجرد أن سقط النظام السابق كان يجب أن تأتي حركات الكفاح المسلح إلى السودان لتخطيط الحكومة .
لكنها لم تحضر للخرطوم إلا باتفاق ؟
هي لم تحمل السلاح ضد حكومة الثورة، حملته ضد النظام السابق وسقط .
عفواً، تعتقد أنه لا داعي لمنبر جوبا؟
قيام المنبر كان خطأ، لكن اختاروا التفاوض مع الحكومة الانتقالية، ولا يمكن التفاوض مع حكومة الثورة، لأنهم جزء من الثورة، كان يفترض أن يجلسوا مع قوى الثورة بالخرطوم .
لكن الطرفين يؤكدان أن الاتفاق سيؤدي إلى سلام حقيقي ، تعليقك؟
تمخضت الاتفاقية لمكاسب لحاملي السلاح، من بينها مقاعد بمجلسي السيادة والوزراء وغير ذلك .
لكن ماتزال الحركات تحتفظ بأسلحتها ؟
اتفاق جوبا قنن للاحتفاظ بقواتها لـ40 شهراً، والفترة الانتقالية 39 شهراً، هذا يعني أن الحركات لها الحق بالاحتفاظ بجيوشها بعد الفترة الانتقالية .
هل هذه مشكلة؟
هذا يعني أنه سيكون في السودان عشرات الجيوش .
لكن طرفي الاتفاق يؤكدان أهمية جيش موحد ؟
(دا كلام ساكت) اتفاق جوبا ادى الى تقنين حمل السلاح لفصائل كثيرة، تطبيق الاتفاقية بالنص يقول إن الحركات تحتفظ بقواتها لـ40 شهرا، والشهر الاخير يفترض ان تُقام فيه انتخابات ، فهل ادخل الانتخابات مع فضائل تحمل سلاح ؟ اتفاق جوبا ضم فضائل مختلفة أغلبها بدارفور بعضها كان جزءاً من الصراع بالاقليم ، القبائل التي كانت في صراع معها لن تسلم سلاحها، وتريد الاحتفاظ به لتدافع عن نفسها .
نزع السلاح لن يتحقق إذن ؟
نعم طالما تم تقنين السلاح لبعض الفصائل .. اتفاق السلام يتطلب أولا نزع السلاح ومن ثم يتم التسريح .
تعليقك علي مبلغ الـ750 مليون دولار سنوياً لمدة 10 سنوات الواردة في الاتفاق ؟
لا يوجد سطر واحد في الاتفاق يشرح بنود صرفها أو من يستلمها .
لكن حاكم اقليم دارفور مني اركو مناوي طالب الحكومة بالمبلغ ؟
نعم ، لكن كان يجب ان يكون تخصيص المبالغ المالية لتحقيق التنمية المتوازنة في السودان ويتم توزيعها حسب الأسبقيات .. ونحن طرحنا المؤتمر الدستوري، لمناقشة تجربتنا منذ الاستقلال وحتى الآن للوصول إلى توافق حول كيف يُحكم السودان، وخطة اقتصادية طويلة الأمد لمعالجة النمو غير المتوازن .
تعليقك علي المسارات الواردة في الاتفاق ؟
وثائق المسارات شيء مضحك، مسار الشرق مثلا يريد 14 % من الوظائف لقبيلة معينة، هذا غير مقبول .
هل يمكن أن يتكرر نفس الأمر في اتفاق الحكومة والحركة الشعبية شمال برئاسة عبدالعزيز الحلو الذي انطلق بجوبا أمس ؟
نرجو ألا يحدث .
السوداني