تطابقت الملابس التي كانت على الجثة مع التي كان يرتديها المفقود في آخر ظهور له، وأسفر الفحص أيضًا العثور على جزء من شعر المفقود ودعكر محلوقاً وموجوداً في جيب بنطاله”، وأكد البيان الاشتباه في أن الناشط المفقود “تعرض لاختطاف من قوات نظامية ونظنها مليشيات تعودت على إخفاء الأشخاص وتعذيبهم حتى الموت”.
في الثالث عشر من أبريل الماضي أعلنت مقاومة الجريف اختفاء عضوها محمد إسماعيل أبكر الحاج الشهير بـ(ود عكر) في ظروف غامضة، وكشفت صفحة إعلام الثورة السودانية بـ(الفيس بوك ) وشُوهد “ود عكر” لآخر مرة، خلال مشاركته في وقفة صامتة بالقرب من مقر قيادة الجيش، في 3 أبريل 2021.
وفي 25 مايو الحالي عثر على جثة ودعكر بمشرحة مستشفى التميز وقال مسؤول رفيع المستوى إن النيابة العامة بدأت التحقيق في اختفاء ناشط تعرف رفاقه على جثته ضمن الجثمانين مجهولة الهوية في أحد مشافي العاصمة الخرطوم ورجح تعرض الشاب القتيل للتعذيب. وقال بيان مشترك صادر عن لجان مقاومة الجريف شرق ولجنة اعتصام مشرحة التميز، إنها اشتبهت في وجود جثة محمد إسماعيل الشهير بـ”ودعكر”، في 25 أبريل الفائت، لكن تماطل الأدلة الجنائية أدى لتأخر نتيجة فحص الـ DNA للتأكد من هوية الجثة.
وقال رئيس لجنة اختفاء الأشخاص قسريًا التابعة للنيابة العامة، الطيب العباس، لـ “سودان تربيون”، أول أمس: ” تسلمت اللجنة تقرير الأدلة الجنائية لنتيجة البصمة الوراثية، حيث توافق النمط الجيني لوالدة المفقود محمد إسماعيل “.وأعلن العباس عن تقييد دعوى جنائية تحت المادة 130 من القانون الجنائي الخاصة بالقتل العمد، مرجحًا تعرض “ود عكر” لتعذيب أدى إلى وفاته، لكنه أشار إلى أن اللجنة تنتظر تقرير التشريح النهائي.
وكشف العباس تفاصيل العثور على جثة الناشط الشهير، وقال إنه أثناء إجراءات لجنة اختفاء الأشخاص قسريًا في مشرحة التميز “تم الاشتباه في الجثمان رقم 356”.وأضاف: “تم تكليف أطباء شرعيين بتشريح الجثمان، كما كُلف استشاري طب أسنان شرعي باتخاذ ما يلزم إجراءات.وتابع: “في 28 أبريل 2021 خاطبت لجنة التحقيق دائرة المختبرات الجنائية لأخذ عينات من الجثة ومطابقتها بعينة والدة المفقود”، وأشار إلى أن الأدلة الجنائية أخذت الأدلة من والدة المفقود في منزلها بتاريخ 17 مايو الجاري، واليوم ثبت بالحقيقة العلمية أن الجثمان يعود لمحمد إسماعيل “ود عكر”.
وقال البيان المشترك الصادر عن لجان مقاومة الجريف شرق ولجنة اعتصام مستشفى التميز إن جثمان الناشط دخل المشرحة في 4 أبريل الفائت. وتابعت: ” تطابقت الملابس التي كانت على الجثة مع التي كان يرتديها المفقود في آخر ظهور له، وأسفر الفحص أيضًا العثور على جزء من شعر المفقود ود عكر محلوقاً وموجوداً في جيب بنطاله”، وأكد البيان الاشتباه في أن الناشط المفقود “تعرض لاختطاف من قوات نظامية ونظنها مليشيات تعودت على إخفاء الأشخاص وتعذيبهم حتى الموت”.ومحمد إسماعيل الذي رجح المسؤول العدلي تعرضه للتعذيب المفضي إلى الموت، ينشط في عمل لجان مقاومة الجريف شرق، وهي لجان تطالب بتحقيق العدالة في قتلى الاحتجاجات.
من جهتها أوضحت مديرة مشرحة مستشفى التميز أشواق الطاهر ابراهيم ملابسات التعرف على جثمان عضو لجان مقاومة الجريف شرق الشهيد/ محمد إسماعيل ” ود عكر وقالت إن جثمانه وصل إلى المشرحة بواسطة المساعد شرطة / حماد الزين التابع لقسم شرطة بري، حيث سجل البلاغ هناك بتاريخ الرابع من أبريل الماضي وتم إدراجه ضمن الجثامين مجهولة الهوية الموجودة بالمشرحة التي كانت الوحيدة المستمرة في إستقبال جثامين جديدة بعد إمتلاء بقية المشارح في ولاية الخرطوم حتى الثاني عشر من أبريل.
وكشفت مديرة مشرحة التميز عن تسليم متعلقات الشهيد ومن بينها شريحة موبايل لضابط الأدلة الجنائية الذي حضر التشريح وأخذ العينة من الحمض النووي، وأكدت الدكتورة أشواق ان النيابة والشرطة هي المخولة باستخراج النشرة الجنائية، واخطار ذوي المفقودين بالعثور على جثامين وترتيب معاينتها منذ البداية، أو اطلاعهم على صور مسرح الحادث، وقطعت بأن ذلك لا يدخل ضمن مهام الطب العدلي، بالاضافة الى أن أمر الجثامين مجهولة الهوية كله معقود على لجنة التقصي حول موضوع المفقودين قريباً، وأقرت بتأخر نتيجة مقارنة الحمض النووي في حالة الجثمان الذي يخص الشهيد” ود عكر ” لأسباب غير معروفة، بالرغم من وجود حالة أخرى وصلتهم نتيجة مقارنة الحمض النووي فيها بعد72 ساعة فقط.
وفي تعليقها على ما نشر حول ملابسات التعرف على جثمان الشهيد ” ود عكر ” تقول مديرة مشرحة مستشفى التميز / الأكاديمي ان التعرف على هوية صاحب الجثمان عن طريق فحص الأسنان غير ممكن في الحالة المتبعة في السودان، والنتيجة القاطعة هي مقارنة الحمض النووي، وكل ما يقال بهذا الخصوص غير صحيح.
الجريدة
