بعد وصول بنسودا.. هل إقترب تسليم البشير للجنائية ؟

<

div class=”entry-content entry clearfix”>

————————
بالرغم من أن الرئيس المخلوع عمر البشير كان يحاول السخرية من قرار إدارجه ضمن قائمة المطلوبين لدى المحكمة الجنائية ويحاول تحديه بطريقته المعهودة لكنه في واقع الأمر كما يرى العديد من المتابعين أن القرار كان يمثل له هاجساً مستمراً حاول الإحتماء منه عن طريق التواصل مع بعض الدول الكبرى مثل روسيا والصين وبعض الدول العربية المؤثرة في المنطقة، لكنه لم يفلح حتى الولايات المتحدة التي لا تعترف بالمحكمة الجنائية بيد أنها ربما كانت متحمسة لتسليم البشير وإنهاء حكمه .

والمعروف أن النظام البائد قام بالعديد من التجاوزات في خضم صراعه مع الحركات التي تمردت عليه منذ عام 2003م حيث استعان بعدد من المليشيات للقيام بأعمال وحشية ضد سكان بعض المناطق في دارفور حيث قاموا بعمليات قتل وإغتصاب وحرق للقرى مما تسبب في موجات كبيرة من نزوح مواطني تلك المناطق المنكوبة وحصرت المحكمة الجنائية التجاوزات التي حدثت في حق عرقيات بدارفور شملت إرتكاب جرائم إبادة جماعية ضد عرقيات إثنية محددة في المنطقة.
تحدٍ ساذج
وحاول الرئيس المخلوع أن يتحدى قرارات المحكمة الجنائية التي أمرت بإعتقاله ومحاكمته، فقام بزيارات غير معلنة لبعض الدول الإفريقية والعربية بعد تفاهمات وضمانات بعدم تسليمه للمحكمة الجنائية ، وصور إعلام النظام تلك المغامرات الساذجة بأنها إنتصار للإرادة الوطنية وهزيمة للمحكمة الجنائية .
مطالبات محلية  ودولية للتسليم البشير

وعلى الصعيد المحلي دعت العديد من القطاعات الشعبية المتمثلة في لجان المقاومة بضرورة تسليم البشير للمحكمة الجنائية ، وكان عدد من شباب الثورة في أوقات سابقة نظموا وقفات إحتجاجية بالعاصمة الخرطوم، تطالب بتسيلم الرئيس المعزول عمر البشير، إلى المحكمة الجنائية الدولية. ورفع المشاركون لافتات مكتوب عليها: «علشان ضحايا الحروب  (لاهاي بس»، و»عشان ضحايا الهجوم الكيماوي ،) لاهاي بس»، إلى جانب الأعلام الوطنية  كما أشارت الحرية والتغيير على لسان القيادي إبراهيم الشيخ في حديث سابق إلى أنهم في الحرية والتغيير لا يمانعون في تسليم البشير للمحكمة الجنائية وأن هناك توافقاً على ذلك إذا نجا البشير من المحاكمات بالداخل جراء الجرائم التي إرتكبها، سينال عقابه في المحكمة الجنائية بالخارج. كما طالبت العديد من المنظمات الدولية بتسليم البشير وبقية المتهمين الذين وجهت إليهم المحكمة تهم الإنتهاكات في دارفور وكانت العفو الدولية قد جددت مطالبها عقب سقوط نظام البشير، وقالت مديرة برنامج القرن الإفريقي والبحيرات العظمى بالمنظمة جوان نيانيوكي، تعقيباً على الأنباء التي تفيد بأن الرئيس المخلوع عمر البشير محتجز في سجن كوبر بالخرطوم « متهماً بإرتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وإبادة جماعية، مطالبة بتسليمه فوراً إلى المحكمة الجنائية الدولية لإتباع الإجراءات القانونية الواجبة، ويجب ألا تتم المحاكمة في قضيته على عجل عبر نظام السودان القانوني المتسم بالقصور، ويجب تحقيق العدالة على حد قولها‘.
ما وراء الزيارة ؟
تزور البلاد هذه الأيام المدعية للمحكمة الجنائية فاتو بنسودا حيث قامت بزيارة إلى ولاية دارفور وإلتقت بحاكم دارفور أركو مناوي وأكدت حرص المحكمة على تسليم جميع من صدرت في حقهم أوامر قبض وأشارت إلى أن مثول المتهم علي كوشيب أمام المحكمة الجنائية الدولية لن يكون الأخير، بينما أكد مناوي على ضرورة تسليم كل المطلوبين للمحكمة بمن فيهم الرئيس المخلوع عمر البشير ، وكان وفد من المحكمة الجنائية قد وصل الى الخرطوم في الثلاثين من مايو الماضي حيث أشار المراقبون إلى أن الزيارة تحمل في طياتها خلافاً لمحتوى الدبلوماسي الذي صدر من الجهات الرسمية  وأنه كان بغرض حث الحكومة لبحث تسليم المتهمين في جرائم الحرب للمحكمة الجنائية في ظل الاستقطابات وتزايد نفوذ النظام البائد على المشهد السياسي ، وبروز الخطاب المتعاطف من جهات محسوبة على النظام الحاكم إزاء رموز النظام السابق بغرض التمهيد لإطلاق سراحهم بحجة تحقيق العدالة بعد التخلص من لجنة إزالة التمكين، وهو أمر في حالة حدوثه يعني ضمنياً استحالة تسليمهم للمحاكمة الدولية .
فهل تنجح المحكمة الجنائية في إقناع الحكومة من تسليم بعض المتهمين وعلى رأسهم الرئيس المخلوع  لها سيما في ظل التحولات التي حدثت بصعود الرئيس الأمريكي بايدن المنحاز للتحول الديمقراطي والتصدي لتجاوزات حقوق الإنسان بالرغم من أن الولايات المتحدة لا تدعم المحكمة الدولية ولا تعترف بها لكن ليس من المنتظر أن تعارض تسليم أي من المتهمين في تلك الفظائع ضد الإنسانية  ، كما أن بدء بعثة (اليونتاميس) في السودان نشاطها بغرض المساعدة في تحقيق التحول الديمقراطي حتى الوصول لصناديق الانتخابات سيكون له تأثير في دفع مساعي المحكمة الجنائية بتسليم المتهمين .
هل إقترب التسليم ؟
بناء كل المعطيات السابقة والنشاط المحموم الذي بدأ يمارسه رموز النظام البائد مؤخراً، يبدو تسليم البشير وبقية المطلوبين ضرورة ملحة قد تعجل قرار الحكومة بتسليمهم جميعاً بمن فيهم الرئيس المخلوع حتى وإن لم تنته محاكمته الحالية. .

المصدر: الانتباهة أون لاين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.