البشير والترابي.. العلاقة الشائكة
كتبت: أميرة موسى
كونت العلاقة بين الرئيس السودانى عمر البشير والدكتور حسن الترابي زعيم المؤتمر الشعبي المعارض قصة مثيرة، لسنوات طويلة، شكلت فيها نقاط التحول بينهما فصولًا عدة.
ترجع البداية لما قبل الانقلاب العسكرى فى عام 1989، والذى أعقبه صعود البشير لسدة الحكم، وذهاب الترابي للسجن، بتنسيق مشترك بين كليهما، للتغطية على العلاقة بين الإنقلاب كما يطلق عليه المعارضون أو ثورة الإنقاذ كما يطلق عليها الإسلاميون وبين العسكريين، الأمر الذى انكشف بعد نحو عشر سنوات، مما جعل بعض الشخصيات والتيارات فى السودان تصف العلاقة بينهما بـ”الشيخ والتلميذ”.
ترك الترابى الجبهة القومية، نتيجة الصراع على السلطة مع البشير، وأسس حزب المؤتمر الشعبي فى بداية الألفينات، ليصبح منذ ذلك الحين أبرز رموز المعارضة بالسودان حتى تاريخ وفاته أمس.
تبلورت طبيعة العلاقة، وبدأ الصراع واضحًا بعد تولي الترابي منصب رئيس المجلس الوطني، وبعدما كان قد انضم لحزب المؤتمر وقتها، رشح الحزب ثلاثة أسماء للبشير لاختيار واحد منهم، كنائب له، لكن البشير لم يختاره، وفى الوقت الذى فسر البشير هذا الرفض، بأنه لا يجب أن يكون الشيخ نائبًا لتلميذه، لكن الترابى فسره بأنه بداية لنبذه سياسيًا من قبل البشير.
أجرى المجلس الوطني السوداني برئاسة الترابي العديد من الاستجوابات لوزراء البشير في قضايا مختلفة، وهو ما اُعتبر ضربات يوجهها الترابي لنظام البشير، رغبة منه فى تقويضه، الأمر الذى جعل البشير يصدر قرارته بحل البرلمان، واصلا كلًا منهما اتخاذ المواقف المعادية ضد الآخر، للحد الذى تحالف فيه الترابي مع عدو البشير اللدود زعيم الحركة الشعبية، جون قرنق.
سجن البشير الترابي تارة، وحدد إقامته تارة أخرى، وبالمقابل انقلب الترابي من داعم للبشير، لخصم سياسى له، يحرض على الثورة ضده أثناء اشتعال ثورات العالم العربي.
وربط بينهما في كثير من المواقف الموت السياسي، بسبب الأزمات التي كانا أحد أطرافها مرارًا وتكرارًا، كما ربطت بينهما الصداقة في السابق، لكن دائمًا ما عاد مجددًا، إلا أن الصراع لم ينتهي إلا عندما ذهب الترابى إلا حيث اللاعودة.
صحيفة يناير