حمدوك : لن نستسلم

حذر رئيس الحكومة د. عبدالله حمدوك من دخول البلاد في حرب أهلية تقضي على الأخضر واليابس .
ودعا شركاء الحكم لوضع هذا الأمر نصب أعينهم والعمل ككتلة واحدة خلف الشعار الأهم وهو: سلام السودان وأمنه أولاً، وذلك من أجل انتقال سلمي وديمقراطي للسلطة لا تتضرر من جرائه البلاد.

وكشف عن إعفاء مبلغ 15.5 مليار دولار من ديون البلاد الخارجية البالغ قدرها 60 مليار دولار ، خلال مؤتمر باريس، وتشجع دول أعضاء نادي باريس لاعفاء 23 مليار دولار من ديونها .
وأعلن حمدوك عن اتفاقيات عديدة خلال الأيام المقبلة، ودخول استثمارات جديدة في مجالات النقل والمواصلات والبنى التحتية والاتصالات والمطارات الجديدة .

الأوضاع الداخلية
وإتهم أياديَّ خبيثة بتعطيل عجلة الإنتاج ودولاب العمل الحكومي وسير عمل القطاع الخاص، والتحرِّيض على الانفلات الأمني .
وشدد على أن حكومة الثورة لن تتهاون في حسم تلك الجهات بما يقتضيه القانون والسلطة الممنوحة من قبل الوثيقة الدستورية.
وقال حمدوك في خطاب للسودانيين مساء أمس، إن الحكومة تدرك أهمية وجوهرية مهمة إصلاح القطاع الأمني وتضع هذه المهمة نصب أعينها وتعمل عليها ليلاً ونهاراً، لأنه دون هذه الإصلاحات الضرورية ستظل بلادنا نهباً للمخاطر الداخلية والخارجية.
وعزا التدهور الأمني للتشظي الذي حدث بين مكونات الثورة، والذي ترك فراغاً تسلَّل منه أعداؤها وأنصار النظام السابق.

وأشار إلى أنه لا مجال لقوى الثورة سوى أن تتوحد وتعيد تماسكها وتُنظِّم صفوفها، فهي بوحدتها فقط قادرة على حماية الثورة وقيمها وأهدافها، فتشتُّت قوى الثورة هو الذي يدفع أعداءها للتحرك والتآمر.
وأضاف :” لقد حاولت بقدر الإمكان أن أحفظ التوازن الصعب بين المكونات كافة، وقد تحملت اتهامات بالضعف وعدم القدرة على المواجهة، بينما كان مصير البلاد والشعب هو همِّي وبوصلتي في كل المواقف التي اتخذتها”.

وقال حمدوك إن البلاد تواجه ظروفاً قاسية تهدد وحدتها وتماسكها، وينتشر فيها خطاب الكراهية بما يقود للفوضى وسيطرة العصابات والمجموعات الإجرامية وتفشي النزاعات التي قد تقود البلاد إلى حرب أهلية تقضي على الأخضر واليابس .
وتابع :” نحن لن نستسلم أو نركن للمصاعب والتحديات، وسنبذُل كل ما نملك من قوةٍ وقدرةٍ لمواجهة هذه المخاطر، ولا تزال أمامنا الفرصة، فقد كانت الثورة تبدو مستحيلة قبل سنوات قليلة، لكنكم قهرتم المستحيل وصنعتم التغيير الذي أبهر العالم”.

اتفاقيات جديدة وإعفاءات
كما أننا التقينا بالمستثمرين الأجانب، ووقعنا اتفاقات في مجال المعادن والتنقيب عنها، ستشهد الأيام القادمة توقيع اتفاقات عديدة في مجالات مختلفة. من تلك الاتفاقات استثمارات جديدة في النقل والبنى التحتية، الطاقة وتوليد الكهرباء، الزراعة، بناء وإنشاء طرق في مناطق عديدة، ومطارات جديدة، ومجال الاتصالات، والمواصلات بالمدن، خاصة العاصمة القومية. كذلك من المخرجات في ملف الديون تمَّ الالتزام بإعفاء 15.5 مليار دولار من أصل 60 مليار من الدين، وشجعت هذه الخطوة الدول أعضاء نادي باريس للالتزام بالعمل على إعفاء ديونهم البالغة 23 مليار دولار ضمن هذا البرنامج (HIPC ).

الأوضاع الاقتصادية
وبشأن الأوضاع الاقتصادية قال حمدوك :” نحن نعلم أن الحل الحقيقي يكمن في الإنتاج، وتحريك قدرات الريف السوداني وتطوير موارده”.
وأوضح أن الحكومة لم يكن أمامها خيار غير تبني برنامج للإصلاح الاقتصادي.
وزاد :” فهو خيارنا الوحيد، الذي لم يفرضه علينا أحد أو تُصرُّ عليه جهة، ولسنا مرغمين على ذلك”، مؤكداً اتخاذ الحكومة لتدابير لتخفيف الآثار الناجمة عن تطبيق خطة الإصلاح الاقتصادي من بينها برنامج “ثمرات” الذي لديه رصيد يقدر بحوالي 820 مليون دولار تمَّ استخدام 15% منها حتى الآن. وهنا نعترف أن هناك خللاً إدارياً في قاعدة المعلومات أعاق هذا العمل الكبير، ونحن نعمل على معالجته مع جميع الجهات المعنية.وهو يستهدف ستة ملايين وخمسمائة ألف أسرة – أي حوالي 80% من الأسر السودانية، حتى الآن اكتملت بيانات 700 ألف أسرة، وسيشمل كل العاملين بالدولة، ومن المتوقع أن يرتفع الدعم المقدم لهذا البرنامج إلى 2 مليار دولار.

ودعا السودانيين للإسراع للتسجيل في هذا البرنامج وتلقي الدعم المالي المباشر الذي يساهم في تخفيف أعباء الحياة عليهم إلى حين عبور بلادنا من هذه المرحلة.
وتعهد حمدوك باستمرار دعم الحكومة للعديد من السلع والخدمات الضرورية، منها الكهرباء والدقيق وغاز الطبخ والأدوية.

 

السوداني

Exit mobile version