مختصون : فتح صادر الذرة يُحدث ندرة في القطاعات التي تتغذى عليه

تباينت الآراء حول قرار بنك السودان بفتح صادر الذرة، ويرى البعض أنه قرار صائب ويساهم في التوسع في زراعة الذرة، ويرى آخرون أن عددا كبيرا من السكان يعتمدون على الذرة كغذاء رئيسي، اضافة الي أن الصادر يحتاج لترتيبات واستمرارية.

 

وقال مدير الأمن الغذائي بوزارة الزراعة الاتحادية المهندس عمار حسن بشير، إن إنتاج الذرة كمحصول غذائي رئيسي أو مدخل إنتاجي ثانوي من مهام وزارة الزراعة، أما توافر هذه السلعة الغذائية فهو مسئولية مشتركة، مع جهات أخرى، مؤكدا أن المخزون الإستراتيجي هو إحدى آليات عرض وتوافر الغذاء في الدولة، واضاف “فهو كمحفظة ضبط وتوازن لاختلالات عرض وطلب السلع الغذائية كالذرة وغيرها الناجمة عن ارتفاع وانخفاض أسعار هذه السلع وأثره على المستهلك والمنتج على الترتيب”.

وقال في حديثه لـ ( السوداني ) إن انخفاض المخزونات الإستراتيجية للذرة لا يعطي مؤشراً ايجابياً لتصديره”، مضيفا أن تصدير جزء من المخزون الاستراتيجي لمواجهة تمويل سلع استراتيجية أخرى للمستهلك يُحدث ندرة غذائية في القطاعات المعتمدة على الذرة في غذائها بصورة كبيرة، مشيرا الى أن السودان له سلع صادر معروفة وعليه العمل في تشجيع صادرها، والاستفادة من عوائد هذه الصادرات في دعم إنتاج الغذاء لإحداث الوفرة في الأسواق المحلية بأسعار تناسب المنتجين والمستهلكين.

ويرى عمار أن وفرة الذرة واعتماد غالبية سكان السودان عليه رغم وجود القمح يجعل من العسير أن يكون سلعة للصادر ولو بصورة جزئية، وقال “لماذا لا تفكر في الاكتفاء من القمح وتصديره بدلا عن الالتفات لتصدير الذرة؟ ولو فعلت ذلك لاكتسبت قوة ومنعة وابتعدت من سلاح الغذاء الذي تذل به الأمم اليوم”.
واكد مقرر اللجنة القومية العليا للموسم الزراعي بمجلس الوزراء محمد عوض، عزم الدولة على شراء كميات من الذرة للمخزون الاستراتيجي.

وأكد في حديثه لـ ( السوداني ) وجود كميات كافية من الذرة، كاشفا عن مطالبات من قبل المنتجين بتدخل المخزون الاستراتيجي لسحب كميات من الذرة وفتح الصادر.
وقال القيادي الزراعي بولاية القضارف حمزة عبدالقادر إن فتح صادر الذرة جاء متأخر جدا بعد أن خرج المحصول من يد المنتج وأصبح في يد التجار، مؤكدا أن هذا القرار يعمل على زيادة سعر الذرة في السوق ما يشجع المنتج علي زراعة مساحات واسعة بعد الإحجام السابق عن زراعته لتدني الأسعار التي تساوي الآن نصف التكلفة.
وقال حمزة “هنالك توجس من أن يكون فتح الصادر لفترة مؤقتة وعند وصول الإنتاج الجديد يتم قفل الصادر وتتدنى الأسعار ويُحدث إعسارا للمنتج لارتفاع التكلفة”، ودعا الى ضرورة أن تكون هنالك سياسات ثابتة كما يجب زيادة سعر التركيز لتوفير الأمن الغذائي.

ويرى الخبير الاقتصادي والاستاذ المشارك بجامعة السودان والمغتربين د. محمد الناير أن قرار بنك السودان المركزي بالسماح بفتح تصدير الذرة جيد إذا كان المخزون الاستراتيجي من الذرة كبيرا ويزيد عن الطاقة التخزينية، ودعا الى اهمية أن تكون هنالك رؤية متكاملة لهذا القرار حتى لا يُحدث آثاراً سالبة، لجهة أن الصادر يحتاج لاستقرار، وأن يكون هناك إنتاج لأجل الصادر وبصورة منتظمة سنويا ولا يؤثر على السوق المحلي.

 

السوداني


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.