“ناشيونال جيوغرافيك” تُعلن عن وجود محيط خامس على الأرض

نشأ ملايين الأطفال حول العالم وفي جعبتهم حقائق أساسية عن الجغرافيا: هناك سبع قارات وأربع محيطات.

وتُعد “ناشيونال جيوغرافيك” واحدة من أبرز مجموعات رسم الخرائط وأكثرها وضوحًا في العالم، حيث أصدرت مرسوماً رسميًا بوجود محيط خامس، يُعرف باسم المحيط الجنوبي، وهو الجسم المائي الذي يحيط بالقارة القطبية الجنوبية.

ولطالما كان موقع التقاء الأجزاء الواقعة في أقصى الجنوب للمحيط الهادئ والأطلسي والهندي مثيرًا للاهتمام، بالنسبة إلى علماء المحيطات.

وعادةً ما تكون التغييرات في خرائط العالم نتيجة للتغييرات السياسية، مثل انقسام تشيكوسلوفاكيا إلى جمهورية التشيك وسلوفاكيا، أو تصويت سوازيلاند لتغيير اسمها إلى إسواتيني.

وأوضح أليكس تايت، وهو عالم الجغرافيا في “ناشيونال جيوغرافيك”، لـCNN أن “جزء من رسم خرائط العالم هو استخدام أسماء الأماكن والميزات شائعة الاستخدام بين الأشخاص الذين يقومون بوصف العالم”.

ويضيف تايت أنه رغم شهرة “ناشيونال جيوغرافيك” في عالم رسم الخرائط، إلا أن هناك أشخاص يستخدمون مصطلح المحيط الجنوبي بالفعل.

وتقول محررة المناخ في CNN، أنجيلا فريتز: “من المحتمل أن يبتهج علماء المحيطات بأن (المحيط الجنوبي) سيكون على خرائط ناشيونال جيوغرافيك”، مضيفة: “لا أستطيع التفكير في أي من علماء الأرض الذين سيختلفون مع التسمية”.

بدوره يُوضح تايت أنه “عندما يتعلق الأمر بفهم المحيطات، يجب أن تبدأ بالأساسيات”، موضحاً: “هناك محيط عالمي واحد وجميعه مترابط”.

وأضاف تايت: “نحن نتحدث حقًا عن مناطق المحيط، وهناك تقليديًا المناطق الأربعة: المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ والهندي والقطب الشمالي. ولكن لسنوات عديدة، استخدم العلماء وغيرهم مصطلح المحيط الجنوبي لوصف منطقة المحيط حول القارة القطبية الجنوبية”.

إذًا، ما الذي يجعل المحيط الجنوبي مختلفًا؟

ويشير تايت: “تنتقل من المياه الأكثر دفئًا في المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ والهندي إلى المياه شديدة البرودة حول القارة القطبية الجنوبية، ثم تنخفض الملوحة.. هناك حيوانات مميزة، مثل حيتان المنك، وأنواع معينة من الفقمة، وطيور البطريق، والأسماك، كما تعد حياة الطيور وفيرة في المحيط الجنوبي بناءً على تلك العوامل البيئية”.

وكان جزء من الدافع وراء قرار “ناشيونال جيوغرافيك” تسمية محيط خامس، والذي تم الإعلان عنه في اليوم العالمي للمحيطات في 8 يونيو/ حزيران، هو أن منح مكان ما اسم معين يعطيه مكانة أيضًا.

ورغم أن العديد من الدول والمنظمات في جميع أنحاء العالم تعترف بالمحيط الجنوبي، إلا أنه لا يتفق الجميع حول مكان وجوده بالضبط.

وتستخدم “ناشيونال جيوغرافيك” رسمياً خط العرض 60 درجة جنوباً لرسم الحدود المائية. ورغم ذلك، تعتبر أستراليا أن كل شيء جنوب بلادها هو المحيط الجنوبي.

ويلعب تغير المناخ دورًا في محاولة تحديد مكان حدودها.

وأعلن المستكشف وعالم البيئة الفرنسي، جان لويس إتيان، مؤخرًا أنه اخترع مختبرًا عائمًا مصممًا خصيصًا لدراسة المحيط الجنوبي.

وسيطفو المختبر، الذي يُعرف باسم “Polar Pod”، على الماء بسرعة بطيئة من أجل “الدوران” حول القارة القطبية الجنوبية وجمع البيانات.

ويهدف إتيان إلى استكمال هذا المشروع وإطلاقه بحلول عام 2024، لكن مياه المحيط ليست فارغة في الوقت الحالي.

وأرسل مشروع مراقبة ونمذجة الكربون والمناخ في المحيط الجنوبي (SOCCOM)، الذي تديره جامعة برينستون، حوالي 200 عوامة آلية إلى المحيط، جميعها مزودة بأجهزة استشعار تقيس الملوحة، ومستويات الأكسجين، والكلوروفيل، والبيانات البيئية الأخرى.

ورغم ذلك، إلا أنه سيصعب على المسافرين إضافة المحيط الجنوبي إلى قوائم سفرهم.

وقد يكون السفر صعبًا، لكنه ليس مستحيلًا. وفي الأساس، ستحتاج للانضمام إلى سفينة متوجهة إلى القارة القطبية الجنوبية.

CNN Arabic

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.