إسحاق أحمد فضل الله يكتب: الصوت الصارخ….

بقلم / إسحاق أحمد فضل الله


وأمس نحدث المثقفين…. والمثقفون نشير إليهم بالاسم… هرباً مما وقع فيه الفقيه العراقي.

والفقيه العراقي يشكو ليقول

عندي تلميذ أملي عليه فيسمع غير ما أقول ويكتب غير ما يسمع ويقرأ غير ما يكتب ويفهم غير ما يقرأ.

نلجأ إلى المثقفين حتى لا نصاب بداء الفقيه هذا لنفاجأ بأن السادة المثقفين هم النار التي نلجأ إليها من الرمضاء…

والحديث كان عن ضرورة تناول جديد للدعوة الإسلامية.

والشواهد نركمها….

………..

فالحال هي أن الإسلام لا يقوّم إلا بالفهم

والفهم لا يقوّم إلا بالزمن.

والزمن ليس هو ما ترسمه الشمس. الزمن الآن هو ما ترسمه الأحداث.

……

(٢)

وبيرجنسكي/ أشهر مستشار للأمن القومي الأمريكي/ …. وكان ملعوناً أكثر من رامسفيلد الذي يموت الأسبوع هذا إلى جهنم… بيرجنسكي كان ما يجعله عبقرياً في قراءة الأحداث هو أنه أدرك أن زمان الكاتب الفرد انتهى.

وبيرجنسكي يصبح مؤسسة حيث المقال الواحد يكتبه مائة خبير كل منهم متخصص في جهة…/ بلد محدد/ وفي البلد يكون متخصصاً في شيء…. في الاقتصاد… في الدين… في المجتمع في… في.

وأيام حرب البوسنة كان بيرجنسكي ولمعرفة ما سوف تفعله روسيا كان يستشير أهل الاختصاص في الكاثولكية في روسيا.

وقالوا… وقالوا… وما قالوه يقع

(المؤسسة) الآن هي من يكتب المقال

والكاتب المؤسسة يصبح هو حواس المجتمع الخمس…. لأن المواطن يستحيل عليه أن يتولى الفهم بنفسه.

……..

والعجن

وإعادة التشكيل


حتى ما قبل الربيع العربي كان من يقود الشعوب هم زين العابدين… و.. و

ومن يقود كانوا هم قادة المخابرات

والحرب التي تستخدم الجميع تجد أن هؤلاء (زمانهم فات) وتستبدلهم

والاستبدال كان…. عنيفاً .. ودون غطاء

وفي يوم واحد عجيب كان ما يحدث هو

١٩ / ٧/ ٢٠١٢ مدير مخابرات سوريا يقتل

١٩/ ٧/ ٢٠١٢ مدير مخابرات مصر عمر سليمان يقتل

١٩/ ٧/ مدير مخابرات تركيا يقتل

١٩/ ٧/ ٢٠١٢ مدير مخابرات السعودية يبعد

٢٠/ ٧/ السنوسي مدير مخابرات القذافي تسلمه موريتانيا إلى ليبيا

وعمر سليمان وصاحب سوريا وعدد من قادة مخابرات الشرق الأوسط كانوا يقتلون في انفجار واحد

ثم لا أحد يفتح فمه ليسأل عن ( خالي وينو؟)

…….

لكن ما يهمنا الآن من حرب المخابرات هو أن خالنا ووالدنا السودان يقف الآن على شفير جهنم

فما يحدث الآن هو

حرب… طحن السودان…. عن طريق سد النهضة… حرب تصنعها… الإمارات

وقراءة بطيئة للأحداث تجد أن الإمارات تكمل الآن شراء ( وهدم) مصر

وتقطع شوطاً بعيداً في إثيوبيا

وبعض ما يحدث هو

الإمارات تسكب ستة مليار دولار في مصر.

لكن ما تفعله المليارات هذه هو

المليارات تشتري المؤسسات الناجحة في مصر.

الناجحة فقط…

تم تجعلها خراب في شهور… أو عام

والإمارات تعمل ( لإكمال) شراء قناة السويس.

وإكمال شراء قطاع الطاقة.

وشراء كل القطاع الصحي.

وشراء كل القطاع التعليمي (وكان غريباً أن المناهج تدق طبول التطبيع… التطبيع…

والإمارات آلياتها تفرش الأسفلت الآن لرصف طريق عبر الصومال لجعل لإثيوبيا ميناءً بحرياً.

والإمارات تكمل نصيبها في ميزانية سد النهضة.

و..و..

والسودان يصبح تحت أنياب الفك الأعلى…. مصر… وأضراس الفك الأسفل إثيوبيا.

……..

(٣)

وفك ثالث ورابع وخامس

فالمواقف ومنذ شهور قليلة تتحول فجأة إلى نهر يتدفق بالإسلام الشيعي.

والسخرية من الصحابة.

وشتم عائشة.

وتعليم كل أحد أن الإسلام هو أن تستغيث بعلي والحسين عند كل كرب..

والتدفق المفاجئ… لا يأتي صدفةً.

وليس مفاجأة أن محطات تتدفق الآن بمحاضرين بحناجر واسعة وسلاسل لا تنتهي عن الفكر الشيعي….

وما ينتهي إليه الأمر هو أن الجهات الألف تكتشف ما اكتشفته بعثة الرهبان قبل الحروب الصليبية.

البعثة التي كانت هي من صنع الحروب الصليبية…. فالغرب كان يحمل خوفاً رهيباً من المسلمين وكانوا يحملون للمسلمين صورة الإسلام أيام المجد

أيام قرطبة والعلم والنقاء والفروسية

وبعثة الرهبان تجوب العالم الإسلامي وتكتشف الحقيقة المدوية.

حقيقة أن لم يبق في العالم الإسلامي إسلام ولا علم و لا حضارة…و..

عندها عادوا بالبشرى هذه وفرنسا تبدأ الغزو.

ونعجز دائماً عن قراءة تاريخ الحروب الصليبية لأننا نختنق ونحن ننظر إلى الإسلام الحقيقي وما أصبح عليه…

الآن كل هذا يتكرر.

الجهل والفشل والعجز عندنا.

العجز حتى عن معرفة لما نحن فاشلون

والإمام محمد عبده أول القرن العشرين يخصص عمره ليقول للناس إن ( مطالبة الإسلام الآن بالقتال قبل العلم هو شيء مثل مطالبة أفغانستان بغزو أمريكا بناءً على أن الله ينصر من ينصره.

قال: ومن يطلب هذا يجهل أن الله سبحانه يقول( والدواء…)

قالوا الآن.

الحرب الآن غير ممكنة.

والبقاء حتى الإعداد…. موت.

قالوا:

الإعداد ليس هو التفوق التكنولوجي ولا هو الغزو….

(٤)

والحوار نعود إليه..

وما نريده الآن هو.

أن الإسلام الذي يهزم هو إسلام يقوم الجهل برسمه وتوصيله داخل العقول الجاهلة.

وما ينهزم في الجدال… في الحرب… في العجز أمام المشكلات هو الإسلام الممنوع في التصور العاجز داخل العقول الجاهلة

التي حين تهزم تتهم الإسلام ولا تتهم عقليتها هي.

ونعود….

………

السيد (ن)… صديقك (ا..ا) يرجو الاتصال به على رقم الهاتف ..

المصدر : الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.