بكاء طلاب وغضب نواب وسعادة وزير.. بداية ساخنة لامتحانات الثانوية بمصر

في بداية ساخنة لموسم الثانوية العامة بمصر، سيطرت على الأجواء مشاهد البكاء والصراخ والغضب، وذلك أثناء خروج الطلاب والطالبات -أمس السبت- من لجان امتحان اللغة العربية للقسم العلمي.

عدد كبير من الطلاب اشتكى من طول الامتحان وعدم كفاية الوقت، فضلا عن مستوى الأسئلة الذي جاء في مستوى الطالب “العبقري لا المتميز فقط” بحسب وصف بعضهم، بينما صبَّ عدد من أولياء أمور الطلاب جام غضبهم على وزارة التربية والتعليم.

الطلاب اعتبروا امتحان اللغة العربية بداية غير موفقة لامتحانات هذا العام، معربين عن تخوفهم من باقي الامتحانات، وتساءل بعضهم “إذا كان امتحان مادة اللغة العربية صعبا بهذا الشكل، فما بالنا بالمواد العلمية الأخرى؟”.

وتعد امتحانات الثانوية العامة للعام الجاري 2021 الأولى بنظام “بابل شيت” (bubble sheet)، الذي يعتمد على الأسئلة الاختيارية لا المقالية، فهو عبارة عن اختيار إجابة من بين عدة خيارات، كما تم السماح للطلاب باستخدام الكتب المدرسية داخل اللجان أثناء الامتحان.

امتحان صعب

رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر تداولوا مقاطع فيديو لطلاب وطالبات الثانوية العامة المنهارين بسبب صعوبة الامتحان، وألقى أغلبهم اللوم على وزير التربية والتعليم طارق شوقي.

كما تداول بعضهم أجزاء من الامتحان تبين مدى صعوبته، خاصة في الجزء الخاص بقواعد النحو، فضلا عن شكاوى من الغموض والتطويل وتشابه الإجابات، مثل سؤال عن كتاب الأيام لطه حسين، وقطعة القراءة المبالغ في طولها بشكل واضح، بحسب شكوى بعض الطلاب وأولياء الأمور.

في المقابل، أكد بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي ثقتهم في نجاح تجربة الثانوية العامة الجديدة، واعتبروا أن الاعتراضات على الامتحانات مبالغ فيها، وتقف وراءها لجان إلكترونية لأعداء الدولة ومنهم جماعة الإخوان المسلمين، بحسب وصفهم.

بدوره، اتهم وزير التعليم -على حسابه بفيسبوك- جهات لم يسمها بمحاولة “تصدير رأي عام ضد التطوير، للرجوع إلى الوراء وهدم كل شيء، من أجل المكاسب من النظام القديم البائس”. وجاء اتهام الوزير تعليقا على شائعة تتعلق بسؤال ورد في الامتحان حول جمع كلمة “حليب”.

ويؤدي قرابة 649 ألف طالب وطالبة الامتحانات في الشعبتين العلمية والأدبية، كما يشارك قرابة 133 ألف مدرس في الامتحانات ما بين ملاحظ ومراقب ومقدر درجات. وبدأت الامتحانات أمس السبت 10 يوليو/تموز، وتستمر حتى 2 أغسطس/آب المقبل، وتعلن النتيجة بعد آخر امتحان بنحو 10 أيام.

التسريب مستمر

من جهة أخرى، ورغم كل التشديدات وتدخل الأجهزة الأمنية في تأمين أوراق الامتحانات، وتحدي وزير التعليم للجميع، فإن مواقع التواصل الاجتماعي شهدت تسريب أسئلة امتحان اللغة العربية، أمس واليوم، عبر تطبيق “تلغرام”.

وضبطت وزارة التربية والتعليم -أمس السبت- طالبا استخدم هاتفه المحمول في تصوير وتداول امتحان اللغة العربية، بعد 10 دقائق من بدء الامتحان في إحدى لجان محافظة الغربية شمال القاهرة.

وبحسب صحيفة “اليوم السابع”، فقد قالت مصادر مسؤولة بوزارة التعليم إن عقوبة الطالب المسؤول عن تصوير امتحان اللغة العربية -بحسب قانون الغش- هي حرمانه من الامتحانات لمدة عامين، مع مجازاة الملاحظين.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صباح اليوم الأحد، أسئلة زُعم أنها لامتحان اللغة العربية لطلاب الثانوية العامة “القسم الأدبي”، إلا أن وزارة التربية والتعليم نفت حدوث أي تسريب، وأكدت أن الورقة التي تم تسريبها لامتحان قديم.

غضب برلماني

وانتقد عدد من أعضاء مجلس النواب تكرار ظاهرة تسريب امتحانات الثانوية العامة، واعتبروا ذلك إهدارا للمال العام، وعلى رأسهم عضو لجنة التعليم بمجلس النواب سكينة سلامة، التي وصفت تداول امتحان اللغة العربية عبر مواقع التواصل بالفشل الذريع لوزارة التربية والتعليم.

وقالت سكينة سلامة -في تصريحات صحفية أمس السبت- أنها فوجئت بإرسال الامتحان ونموذج الإجابة الخاص به على تطبيق “واتساب” الخاص بها، مؤكدة على أن لجنة التعليم ستستدعي القائمين على منظومة الامتحانات لتعرف منهم أسباب التسريب.

النائبة في البرلمان المصري سناء السعيد أصدرت بيانا عاجلا طالبت فيه وزير التربية والتعليم طارق شوقي بإيضاح ما حدث من تسريب، ولا سيما أن الوزارة تعهدت بتأمين الامتحانات وأنفقت في سبيل ذلك مليارات الجنيهات (الدولار أقل من 16 جنيها).

وقالت السعيد في البيان إن “ما حدث هو فشل منظومة تأمين امتحانات الثانوية العامة في اليوم الأول لها، وإهدار لأموال الدولة، مما يؤدي إلى فقدان الثقة في العملية التعليمية برمتها، سواء من جانب التلاميذ أو أولياء الأمور”.

لكن وزير التعليم قال عبر حسابه في فيسبوك، إن تسريب الامتحان هو مجرد شائعات، وإن هناك من وصفهم بالمحتالين الذين يتربحون من تداول نسخ مزورة من الامتحان.

كما استنكر الوزير -في منشور منفصل- تداول البعض دون تثبت أخبارا ومنشورات مجهولة عن انتحار بعض الطلاب، مشيرا إلى أن الطلاب أنفسهم كتبوا تعليقات ساخرة على تلك الأخبار والمنشورات.

وزير التعليم سعيد

وقال طارق شوقي إن امتحان الثانوية العامة دليل على نجاح الوزارة من عدة نواح، مشيرا إلى وجود صور متباينة في رأي الطلاب عن الامتحان، وإن الطالب المجتهد سيعلق على هذا الامتحان بأنه امتحان مناسب، بينما سيراه الطلاب الأقل مستوى صعبا جدا.

وأضاف -خلال تصريحات متلفزة- أن هناك تغييرا في نظام التقييم، ملقيا باللوم على مراكز الدروس الخصوصية التي تعمل بحسب النظام القديم وتتسبب في إثارة البلبلة، بالإضافة لثقافة “تقفيل الامتحان” (حل جميع الأسئلة) الذي لم يعد صالحا في النظام الجديد.

وطمأن شوقي أولياء الأمور على نجاح أولادهم، وأن النظام الجديد سيحافظ على فرصهم في اللحاق بكليات القمة، موجها لهم الدعوة للابتعاد عن أساطين الدروس الخصوصية الذين يرغبون في إفساد التجربة.

وتعيش ملايين الأسر المصرية حالة تأهب قصوى بسبب خوض أبنائها امتحانات الثانوية العامة، وفي ظل محاولات تطوير دأبت وزارة التعليم المصرية على تعديلها وتغييرها أكثر من مرة، ورغم خروج وزير التعليم في مؤتمره الأخير قائلا “استبشروا خيرا.. والامتحانات ستكون سهلة”، فإن بشارته أججت القلق أكثر في نفوس الطلاب وذويهم بالنظر إلى خبرتهم السابقة بهذا الوزير.

المصدر : الجزيرة


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.