الأسباب الحقيقية لدخول قوات دفاع تيغراي إلى إقليم العفر
جرى حديثٌ كثيرٌ ومتعددٌ، وتبارى الكُتّاب والمحللون حول غزو تيغراي لإقليم العفر، هو محاولة ضمّه ليكون جزءاً من تيغراي الكبرى، كما ذهب البعض بالذات كُتّاب العفر والأمهرة… وأكثر من يشيع ذلك المحللون الإثيوبيون التابعون لحزب الازدهار، وهؤلاء يُعبِّرون ويعكسون وجهة النظر والآراء والتصريحات التي تصدرها وزارة الإعلام الإثيوبية، ولا يستطيعون أبداً تجاوزها أو إبداء آرائهم الشخصية.
دخول تيغراي للعفر، أسبابه هي تلك التناقضات التي تدور في الإقليم والخلافات بين المعارضة الداخلية في الإقليم ومع الدولة المركزية في أديس أبابا، وهو ما يحدث في كل الأقاليم الإثيوبية، الصراع مع سلطة حكومة الإقليم ثم الحكومة الاتحادية وحزبها الازدهار، كما أن تدخلات جيبوتي وإريتريا وإقليم الصومال في العفر وتغذية الصراع لأجندة ومصالح كل دولة، مما يفرز استقطابات وولاءات وتحالفات تطول حكومة الإقليم والأحزاب المعارضة وهي لديها تأثير قوي وفاعل، وأبرز تلك الصراعات وأكثرها حدةً، الصراع بين العفريين وقبائل العيسى والذين يجدون الدعم من جيبوتي والصومال وإريتريا.
من هذه المُعطيات، جاء تدخل تيغراي فى العفر، لتأمين ظهرهم لسماح العفر بدخول قوات الجيش الإثيوبي والقوات الحليفة مثل مليشيات الأمهرة “فانو” والقوات الخاصة للأقاليم، بل يؤكد تيغراي أن الجيش العفرى شارك في الهجوم عليهم.
هناك سببٌ آخرٌ وهو في غاية الأهمية، طلبت أحزاب المعارضة العفرية مساندة تيغراي لهم والتحالف معهم، مما يعني دخول وتوغل قوات تيغراي لأبعد من الشريط الحدودي وذلك لإسقاط حكومة الإقليم والإطاحة بها، وهذا التحالف دفع برئيس حكومة الإقليم للجوء والهرب إلى أديس أبابا.
في الواقع أن المعارضة العفرية، وجّهت رسالة قوية إلى جيبوتي وإريتريا خاصة الرئيس عمر قيلي، أن بإمكانهم التحالف مع تيغراي للتصدى لهم، ومن هذه المعطيات تنطلق المعارك العسكرية لترسم مشهداً سياسياً أفرزته تحالفات جديدة طرأت بين أطراف النزاع، وهو مشهد طرت أيضاً على كل أطياف المعارضة في الأقاليم الإثيوبية المناهضة للحزب الحاكم.
هذه الصراعات تنطلق في الأصل عميقاً من الهوية وحدود الإقليم، وهي صراعات ونزاعات لازمت تأسيس الإمبراطورية الإثيوبية ومستمرة حتى الآن.
السوداني