محمد عبد الماجد يكتب: عندما يدعو إسحاق للمصالحة!
(1)
في يوليو 2020 كتب الاستاذ اسحاق فضل الله تحت عنوان (هل هي النهاية؟) عندما كان يتحدث عن (حكومة حمدوك) وكانت كلماته تشيعها الى مثواها الاخير.
اسحاق كتب حينها (لكن كل شيء . يجعلك تتساءل عن هل هذه هي النهاية..؟؟)..واسحاق يشطح وينطح في عموده – مراهناً على سقوط الحكومة الانتقالية وعودة (الاسلاميين) – كما يسميهم.
وقبل ذلك كان اسحاق قد كتب في يونيو في نفس العام : (ابتداءً من مساء اليوم. تسود.. تغطي كل الاحياء والشوارع والازقة وسطوح البيوت. حتى سطوح البيوت.. تغطي بالمتظاهرين ضد قحت..عندها.. الصدام مستحيل..مظاهرة مساء اليوم.. ثم مظاهرات يومياً . نهاراً ومساءً. المظاهرات تضرب الطبول والصحون والصفيح وكل ما يدوي.. ثم مظاهرة مليونية.. تضرب. من يضربها).
مساء ذلك اليوم الذي تحدث عنه اسحاق مضى عليه اكثر من 365 مساءً – ولم يحدث شيء. وإسحاق يقطع في مقاله هذا بالقول : (المسيرات اليومية في كل شارع. هي البديل الذي لا يتوقف..)
ولا شيء يحدث غير ان اسحاق اصبح يشرب قهوته (سادة) – وبدون دواء!!
(2)
الآن وعبر مقالين متتالين وهذا امر لا يفعله اسحاق فضل الله إلّا في الامور الجلل يكتب اسحاق عن (المصالحة) ويدعو لها ويبشر بها ، ويعتبرها الحل الامثل – والخلاص المكتوب.
خلاص لمن؟
وإسحاق يكتب في 27 يوليو الجاري: (وعرمان أمس يُعيَّن (فجأة)…و عرمان يُعيَّن فجأة لأن المصالحة سيلها يندفع ( فجأة) …. الشارع كله يقبلها.. و هكذا لا بد من إيقافها لأن المصالحة الآن نجاحها ينقذ السودان من الهاوية…و نجاحها يأتي بالشعب كله بقيادة الإسلام).
يحاربون باسم (الاسلام) ويصالحون باسم (الاسلام) – والإسلام بريء من هذا.
وقبل ذلك بيوم يكتب اسحاق عن المصالحة : ( الإسلاميون يستقبلون كلمة مصالحة و يترجمونها و يلحنونها و يجعلونها أجمل أغنية ..).
هل هذا الذي يكتب هذه الايام (اخر الليل) هو اسحاق فضل الله ام انه شخص اخر؟
على سكرتارية التحرير ان تراجع البريد الالكتروني للأستاذ اسحاق احمد فضل الله جيداً.
هل يريد الاسلاميون (المصالحة) مع حمدوك ام مع قوش؟ ..وإسحاق كان يكتب قبل عام : (ومنذ ٢٠١٧ الرئيس هو قوش. سراً… والشهر القادم أو نحوه.. الرئيس هو قوش علناً.. والجنائية لها تفسير جديد.. وجهاز الأمن له شكل جديد… ومن يدير قحت الآن.. هو لجان المقاومة.. ومن يدير لجان المقاومة هذه. هو قوش).
ومضى شهر.
ومضى عام.
وما زال قوش يلاحق بالانتربول.
(3)
كان اسحاق يعتبر الحكومة الانتقالية حكومة (كافرة) وكان يجادل سناء حمد على ذلك : (قالوا إن الدكتورة سناء حمد قالت ان الشباب ديل (تقصد قحت ومن يهتفون لها) ليسو أقل منا حرصاً على الإسلام ..ونقول دكتورة.. حديثك هذا / إن صح / يكشف أننا لا نعرف مثقال ذرة من الكفر.. دكتورة إن لم يكن هؤلاء كفاراً. الكفر الذي يمنع دفنهم في مقابر المسلمين..نرجو إذاً أن تتكرمي بتعريف الكفر .. ما هو).
لقد وصل اسحاق في اتهام (قحت) بالكفر الدرجة التي تجعله يرفض دفنهم في مقابر المسلمين.
رفض اسحاق مشاركة (قحت) لهم في (المقابر) ، ويريد ان يشاركهم ويصالحهم الآن في (السلطة والحكم) – وهم الذين يرفعون شعار (ما لدنيا قد عملنا).
اسحاق نسخة 26 يوليو 2021 يكتب : (و السرد ممل لكن ما ينتهي إليه كل شيء هو أن الجميع يرى أن الخيار الآن هو ..مصالحة …. و إصلاح يسبق المصالحة أو …سقوط في الهاوية … و حديث مثير يطفو في صدور الناس..و الحديث المثير ما يصنعه هو السؤال الذي تصنعه الدهشة و الذي هو..قحت … مثل الآخرين ترى الخطر .. و تجد أن الخطر هذا لا يوقفه إلا مصالحة حقيقية ….).
يشهد الله اننا لم نكن نظن انها ضاقت لهذا الحد على (الاسلاميين) حتى يخرج اسحاق ويدعو للمصالحة بهذا التوسل او التسول.
(3)
بغم /
دعوني اناقش اسحاق بمنطقه – الذي يجيز له ان يكذب من اجل الاسلام – وان لا يجد حرجاً في ان يقول انه يكذب ويتحرى الكذب من اجل (الاسلام) الذي يحرس شيخ اسحاق بوابته في الوقت الذي تفتح فيه كل حدود السودان لتحتل دول الجوار اراضيه.. دعوني اقول لإسحاق هل انت تكذب الآن وأنت تدعو للمصالحة و تبشر بها ام انك صادق في دعواك؟
ما الذي يجعلنا نصدق الاسلاميين وإسحاق يكتب في يوم الاثنين 26 يوليو 2021 تحت عنوان (مصالحة؟… نعم ..مخادعة؟…. لا).
وانتم تكذبون!! وإسحاق يعتبر السياسة (خدعة).
المصدر: الانتباهة أون لاين