مصممة الإكسسوارات عالية الهمة.. (تقوى) أنموذج محفز في التحدي والإيجابية والإنجاز

براحات: تيسير حسين النور

أنموذج للإرادة والتحدي والإنجاز لأصحاب الهمم (متلازمة داون) ومثال لدعم الأسر وبث الثقة ومواجهة الصعاب، وصورة لإنسانية المجتمع وإيجابية التعاطي والتعامل.. حكت لنا شقيقتها عابدة عن قصتها وعشقها للخرز والإنتاج والتسويق ..

تقوى محمود حاج طه عشرينية تعاني من (متلازمة داون)، إلا ان ذلك لم يقعدها أو أسرتها عن التعاطي مع الحياة بإيجابية وإنتاج.. في بدايات الطفولة تلقت تأهيلاً من قبل مختصة لذوي الاحتياجات الخاصة، ثم انتظمت في مدرسة واندمحت مع الطلاب، وبعدها التحقت بمركز لذوي الاحتياجات الخاصة وتخرجت فيه قبل عامين.

تعلمت في المركز الخياطة والتطريز والرسم وإعادة التدوير، ولديها حب للفن لأن أختها خريجة فنون جميلة وكانت بجانبها تراقب عملها دوماً.

وبعد التخرج في المركز ظهر لديها حب عمل الإكسسوارات جداً، فصار والدها يأخذها لتشتري الخرز وموادها اللازمة في العمل بحسب ذوقها وحسها الفني.

مصاعب:

عانت قليلاً في النطق بسبب الإصابة بمتلازمة داون، ولكن ذلك لم يقف أمامها حاجزاً خصوصاً مع شخصيتها الاجتماعية جداً وحبها للتواصل مع الناس.. والتحدي كان أن يعرفها الناس، فهي بدأت بالمعارض ثم أنشأت صفحتها في (الفيس بوك).. وبعد الصفحة ظهر تفاعل الناس معها بشكل كبير، وذلك كان دافعاً لها للتطور أكثر والإنتاج بشكل أكبر.. وواجهتها أحياناً إشكالية عدم توفر أنواع خرز معين مميز، وهذه حلت بالهدايا والدعم الذي وجدته من الأهل والمعارف بالخارج.

الصمود:

  تقول عابدة: (ما يجعل تقوى صامدة ومواصلة للنشاط والإنتاج ردة الفعل التي تجدها من الناس والجمهور في المعارض، وكلما ترجع من معرض يكون لديها حماس أكبر للمعرض الذي بعده .. والمعرض بالنسبة لها حيوية أكثر من (الأون لاين) لأنها تقابل الناس وتتلمس ردة فعلهم، الأمر الذي يزيد ثقتها بنفسها وحماسها.. وتضيف نظرة المجتمع إيجابية كبيرة خاصةً لأن لديها (متلازمة داون) فتجد دعماً خرافياً، وبداية الموهبة كانت في مركز التدريب، حيث كانت من ضمن الأنشطة إعادة التدوير والتصوير والرسم، إضافةً إلى أني خريجة فنون جميلة وكانت دوماً تشاهدني وأنا راجعة باللوحات أو أرسم، وكانت تشاركني في الرسم، وهذا نمى الجانب الفني لديها حسب اعتقادي، وهي من زمان تحب ان تلبس إكسسوارات في إطلالاتها وعند خروجها، وفي مرة كنت مشاركة في معرض وحجزت لها طاولة في المعرض معي، وشاركت في المعرض كأول معرض لها بأطقم وأساور صممتها وأنجزتها في يوم واحد من شدة حماستها، وبعد المعرض تحمست جداً من ردة فعل الناس واستمرت بعد ذلك).

عائد مادي:

وتواصل عابدة قائلة: (في البداية كان يدعمها والدي فقط كهواية لها، والعائد لم يكن مهماً أكثر من كونها شغالة ومنتجة.. وتعبر عن نفسها.. ثم بعد انطلاقها واستمرارها الآن لها أكثر من سنة، والعائد كويس جداً ويغطي تكاليف المواد والربح .. خاصةً أنها الآن تتعامل مع متاجر الكترونية وأصبحت مستقلة.. وقبل الحرفة وبعدها تقوى بطبعها اجتماعية، وبعد التخرج في المركز لم تكن تعرف ماذا تفعل، ثم كان العمل في الإكسسوار الذي غير في شخصيتها كثيراً .. وبعد المعارض والجمهور أصبحت واثقة جداً وصارت تعبر وتحكي عن نفسها وحرفتها والسوق والمواد، وأصبحت مبادرة وتناقش الجمهور في المعارض).

أحلامها وطموحاتها:

وتضيف عابدة قائلة: (حالياً تقوى تعمل من البيت أو تشارك في (البازارات) أو المتاجر الالكترونية، وتطمح الى أن يكون لديها محل مخصص لإكسسواراتها وتصاميمها وأن تعرض في معارض خارجية).

المصدر: الانتباهة أون لاين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.