امل هباني تكتب:عائشة الجبل فنانة ثورية على طريقتها .. ومزيدا من الابداع بعد الزواج
سودافاكس – منذ امس انا مستمتعة بفيديوهات حنة الفنانة عائشة الجبل ..انسانة جميلةالروح وتعرف تبهج وتبتهج وعائشة فنانة ثورية (على طريقتها ) بعد عملت نقلة كبيرة في غنى البنات وغنى المغنيات اصبح اسمهم (قونات) الزمن ده ..لأن هؤلاء المغنيات في الماضي كانت الطبقة المقتدرة تدفع لهن بسخاء ليشكروهم ويشكروا نسبهم واسرهم ورجالتهم .وهي أول فنانة تشكر نفسها وفنها بكل ثقة (فهم لأي وهم ).
وتنقل هذه النوعية من الغناء من حيز الاسرة والقبيلة الى حيز الذاتية وتجربتها العاطفية والوجدانية الشخصية . وتضرب الرجال المواهيم على رأسهم(يلا غور اذنك معاك) ..وفي اعتقادي الشخصي ان هذا اللون أفضل للفنانات من( اريد وليد من الشكرية )و(بي عينيهو حدر لي ) لأنه فيه مساحة لإظهار العواطف و تقدير للذات (self steam) وقد تكون الفكرة والمفردات المستخدمة بسيطة بساطة غنا (المغنيات) .
لكنه عمل نقلة كبيرة لأنه مؤثر عاطفيا ولأن العائد المادي مجدي رغم ضراوة الاختلاف مع عائشة الجبل من منتقيديها .و طبعا نحن لا نعرف نختلف باحترام ولا نقدر ختلاف الاذواق .حتى بعض الفنانين الكبار اصبحوا يهاجموا فيها ويرفضوا فنها الهابط مع انها لم تزاحم شخص في مجاله بالعكس هي مبدعة وابتكرت في مجالها اكتر من كثيرين شتهروا بالمحاكاة والتقليد وليس لديهم بصمة خاصة.
و ظهر تقدير الذات عند عشة الجبل في ردة فعلها القوية في حادثة التحرش الجنسي التي تعرضت لها قبل فترة . بالمناسبة رفضها للتحرش بها أقوى من ردة فعل أحزاب ومنظمات ونساء مدافعين عن حقوق المرأة _كان قلنا بغم يفكوا فينا جموع عمال العالم و شعوبه المضطهدة تحمي متحرشها وتؤدب كل من تسول لها نفسها الاحتجاج أو الشكوى -.وحتى في فضاء حقوق المرأة عاديا تماما أن تحمي شلة حماية المرأة من العنف معنفها الموقر ويمكن أن نجده ميسر لورشة مناهضة العنف ضد المرأة .عشة الجبل لم تتواجد في كل تلك الأماكن ولم تطرح نفسها سياسية ولا ناشطة ولا مدافعة عن حقوق لكن سلوكها يتسق مع فكرة المرأة الحرة القوية التي تفعل ماتريد وترفض ما يهينها .
وبالعكس في حنة زواجها أظهرت قوة شخصيتها وتحررها من خلال ابتهاجها هي وزملاءها( اهل المغنى) بزواجها الثاني أو الثالث وهي في كامل تألقها وفرحتها وصديقاتها واصدقاءها يغنوا لها تسلم أم فلان وأم فلانة .وهذا مشهد نادر الحدوث في السودان أن تغني المغنية لأم فلان يوم زواجها الثاني طبعا لا نحن ناشطات (المجتمع مبسوط مني ) اللائي نعيش بعقلية الخوف من المجتمع ولاغيرنا من النساء استطعن الاحتفاء بحريتهن وحقهن في تعدد الزيجات (الا من رحم ربي )..
وطبعا قامت القيامة ولم تهدأ حتى الآن ،حملناها نتيجة الكارثة الاقتصادية وكأنها حمدوك وانتقدنا البذخ والصرف والنقطة المليارية مع أننا كلنا نمارس ذلك السلوك ونجلب الغنايات ليغنوا لنا في أفراحنا ويمدحونا ويطربونا ونضع النقطةالتي اصبحت نهرا من المليارات والدولارات بسبب فشل الدولة وليس عشة الجبل فان كان هؤلاء هم تجار فاسدين ومهربين فهل هذه مشكلة المغنية الناجحة أم النخب السياسية الحاكمةمنذ الانقاذ وما قبلها وما بعدها ؟
ليس ذنب عشة الجبل ولا قسمة (التي تجيد تعليم الرقص للعروسات) ولا غيرهن أنهن (نجضن ) شغلهن أفضل من كثير من المسئولين والوزراء ورجالات ونساء الحكومة بعساكرها ومدنييها وجنجويدهاوحركاتها وكل ردوم الفشل. ومبروك عشة الجبل ومزيد من الابداع في مجالك الفني بعد الزواج.