تزوجت بوجبة سندوتشات ثريا إبراهيم: لهذه الأسباب قررت أن يكون زواجي بالسندوتشات

سودافاكس _ كسراً لقيود العادات والتقاليد العرفية المتبعة في بلادنا، تسيدت ساحة زواجهما الدهشة والحيرة، وهم يتمردون على الموروث الثقافي والاجتماعي السائد في كل الأعراس ومناسبات الأفراح السودانية، وتزوجوا وفق قناعاتهم وأفكارهم ورؤاهم الجديدة التي آمنوا بها وأنزلوها بكل جرأةٍ وشجاعة على أرض واقع أسرتيهما وأصدقائهما والمعازيم، بالرغم من أنهما ميسورا الحال يسكنون حي الخرطوم (3).

الزوج خالد المبارك، رئيس قسم المبيعات بإحدى الشركات الكبرى بالبلاد، وزوجته الاختصاصية والباحثة في علم الاجتماع، وأستاذة علم النفس، ثريا إبراهيم، اللذان كانت دعوة زواجهما عبارة عن وجبة سندوتشات متنوعة، وذلك برغبتهما وإرادتهما الحرة، وفق مفاهيما وقناعتهما الخاصة. (كوكتيل) التقت في هذه العجالة الزوجة ثريا إبراهيم، وتحدثت معها حول فكرة زواجها بتلك الكيفية فإلى مضابط الحوار. .

الزوجة ثريا: البوبار الزائد وصمة نفسية تلازم الشخص في بقية تفاصيل حياته
• وأنت تفكرين في أن تكون مناسبة زواجك وجبة سندوتشات ألم تتخوفي من ردة فعل المجتمع؟
كنت مصرة على خوض التجربة، ومشكلتي لم تكن ردة فعل المجتمع، بقدر ما كانت في شخص الشريك الذي يفهمني وأفهمه، فالشريك هو رأس الرمح الذي تخترق به كل المشاكل والمعوقات التي تعتري طريقك، وأحمد الله أنني وجدت الشخص الذي يحمل نفس مفاهيمي ورؤايا، فتطابقت أشكال الملامح الداخلية لكلينا، فكملنا بعضنا البعض بعون الله .

• لماذا اخترتِ (السندوتشات) تحديداً وما القصد من شكل الزواج بهذه الكيفية؟
اخترت السندوتشات لأنها أقرب طريق لاختصار تكاليف عزومة الزواج، كما أنني لا أعتقد أن كل معازيم العرس جاءوا من أجل الأكل، بجانب أنني أريد توفير المبالغ الطائلة التي تهدر في أشياء وهمية وجوفاء حتى أوظّف ما تبقى من المبالغ في تجهيز البيت ومتطلباته الضرورية .

• إذن ما هي الأشياء الوهمية والجوفاء التي تقصدينها؟
مثل الصالة وعشاؤها الذي يصل إلى مئات الملايين من الجنيهات، واختيار ثوب عرس باهظ الثمن، وفنانة الحنة، وفنان العرس، والجرتق، وفطور العريس …الخ .
• هل أنت ضد العادات والتقاليد السودانية ؟
أولاً العادات والتقاليد ليست قرآناً منزلاً حتى نتمسك بها بتلك الطريقة
ثانياً ليس كل العادات السودانية هي عادات حميدة، حتى لو مارسها المجتمع، فكثرة الأشياء التي ذكرتها تسهم بقدر مباشر في تفشي العنوسة والعزوبية، بشكل كبير وواسع نسبة لتكاليفها الباهظة التي تقف في أغلب الأحيان عائقاً وحجر عثرة في دخول الكثيرين إلى عش الزوجية .

• المقربون من الدرجة الأولى هل كان لهم اعتراض على زواجك (بالسندوتشات) وأنت مقتدرة؟
أولاً الوالدة لم تكن مقتنعة في بادئ الأمر، ولكن الوالد ساندني بقوة أما عن بقية الأهل والأقارب، فأنا لم أفعل شيئاً يؤذي أحداً؛ فلذلك لم أكترث لبقية الأقاويل والتعليقات، بل أعتقد بأن ما فعلته هو شيء إيجابي للحد البعيد.
• هل كانت هناك مفاهيم معينة أردتِ أن توصليها من خلال زواجك بتلك الكيفية؟
نعم أردنا أن نوصل من خلال طريقة زواجنا أن الزواج هو أسهل ما يكون إذا أراد الزوجان، وفي بعض الدول نجد أنّ مناسبة الزواج عبارة عن تقديم بعض العصائر والحلوى فقط، والقصد من (اللمة) في الزواج هو الإشهار والفرح، لا (البوبار والبذخ).

• كم كان عدد المعازيم في زواجك؟
أنا لم أدعُ عدداً كبيراً، فقط ركزت على الأقرباء من الدرجة الأولى، وبعض الأصدقاء والزملاء، وهذا جزء من إستراتيجية الاقتصاد التي بنينا عليها زواجنا .
• ما هو تقييمك لشكل المناسبات والأفراح التي تتم في مجتمعنا؟
أنا كباحثة اجتماعية ضد كل العادات والتقاليد التي تثقل كاهل الأسرة، وتلقي بظلال سالبة على حياة الفرد والمجتمع، وأرى أن مجتمعنا مجتمعٌ مقلدٌ ومحاكٍ ومنجرفٌ تجاه الموضة والتقليعات، وقد يفعل أحدهم شيئاً غير مقتنع به، ولكن ليرضي المجتمع ومن حوله، يجري خلف موجة الموضة والتقليعات ليتميز قليلاً، ولو إلى حين، وطالما أن التقليعات متجددة، والموضة مستمرة فإن التميز الذي ينشده الشخص سيكون في الغد تميزاً عادياً، يفتقر لعوامل الدهشة والإعجاب، وذلك لتجدد التقليعات والموضة التي لا تقف، ولكن القناعات والمبادئ تبقى راسخة وواقفة أبد الدهر.

• ما هي الأضرار التي تواجه الشخص اللاهث وراء التقليعات و(البوبار)؟
أضرار كثيرة أهمها فقدانه للجلوس مع نفسه، والنظر لتصرفاته بعين الموضوعية، ومحاسبة الذات، فضلاً عن أنّ (البوبار) وصمة تلازم الشخص في تفاصيل بقية حياته الأخرى، ونحن في مجتمع به ثقافة فقر وثقافة (بوبار) معاً، فلذلك في كثير من الأحيان لا نستطيع أن نميز بين زواج الغني أو الفقير؛ نسبة للتشابه الكبير في الأفراح ولكن نجد أن الفقير اللاّهث وراء الموضة يدفع ثمن فاتورة (البوبار) مقدماً أو آجلاً، فتجده قد باع سيارته ليظهر بذلك المستوى، ومنهم من أدخل تحويشة العمر في ذلك المشروع، ومنهم من صرف كل حصاد غربته في ذلك الحفل، ومنهم من سلم رقبته للبنوك، سواء كان ذلك بالرهن أو بالسلفية ليعيش مديناً في عش الزوجية.
• بعض الأصدقاء في المواقع الإسفيرية سمَّوك ثريا (سندوتشات) فما رأيك؟
ضحكت، وقالت بيكون دي تسميتكم (انتو الصحفيين ديل) ولكن في كل الأحوال أنا سعيدة جداً بهذا الاسم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.