اللواء م. عابدين الطاهر: مجموعات التطرف والارهاب وحقيقة تواجدهم بالسودان..!
سودافاكس – اللواء شرطة م. عابدين الطاهر يكتب.. مجموعات التطرف والارهاب وحقيقة تواجدهم بالسودان..!
اولا الرحمة والغفران لشهداء جهاز الامن والمخابرات الذين حصدتهم بنادق احدي المجموعات بجبرة .. من المؤسف حقا ان تظل عمليات المجموعات الارهابية والمتطرفين تحصد المزيد من الارواح وتزداد اعدادهم ويستمر نشاطهم في مواقع مختلفة داخل البلاد … ان التطرف والغلو والتشدد اخطر بكثير من تاثير المخدرات حيث يتم الاستلاب الفكري الكامل للفرد وعقله ويصبح تفكيره تكفيريا لكل الذين حوله ويستسهل ازهاق ارواحهم باعتبارهم جميعا لا يستحقون الحياه وبقتلهم وازهاق ارواحهم تفتح امامه ابواب الجنة مجاهدا وهو فهم خاطئ يصعب مسحه من اذهان من اعتنق ذلك الفكر ردحا من الزمان بعيدا عن الرقابة الاسرية والمجتمع تحت ايدي اشخاص نصبوا نفسهم زعماء لهذا الفكر وامتد نشاطهم في معظم الدول حولنا ويستهدفون عادة اميز العقول في الدور الجامعية حيث يبدأ الاستقطاب عبر التجمعات الدينية تحت واجهات تحفيظ القران وتدارس الدين الاسلامي ..
كل هذه المعلومات متوفرة ومتاحة للاجهزة الامنية وظلت تتابع نشاط هذه المجموعات منذ زمان بعيد وقد كنت متابعا لهذا النشاط منذ حادثة الخليفي باعتبارها اول نشاط عدائي يخرج الي العلن وتزهق فيه ارواح عزيزة بعدة مواقع بدءًا من قسم الشرطة ومرورا بالمصلين في مسجد انصار السنة ثم بمنطقة الرياض عند ملاحقتهم .. منذ ذلك الزمان اتضح ان اعداد من يعتنقون هذا الفكر ليس بالقليل ومنتشرون في عدد من ولايات السودان واعدت التقارير الكافية والمستوفية التي توضح خطورة انتشارهم وعنف سلوكهم وحتي تواصلهم بالمراكز الخارجية في بعض الدول حولنا ومصادر تمويلهم وتم التنبيه لضرورة معالجة امرهم والحد من انتشارهم وتقبع كل هذه التقارير في مؤسساتنا الامنية والشرطية ..
للاسف ظل نشاط هذه المجموعات يتمدد ويزداد في ظل تماهي وعدم اهتمام لا ادري ان كان مقصودا او جهلا وشجع ذلك علي ازدياد اعدادهم وتطوير اساليبهم بل اوجدوا لهم مواقعا لتصنيع المتفجرات ووسائل القتل وازهاق الارواح ويتلقون الدعم المالي دون رقيب من الخارج والداخل وكان نتاج عدم الاهتمام بامرهم وكبح جماحهم المزيد من الحوادث وازهاق الارواح كل عام وكل حين .. حادثة الجرافة وحادثة اغتيال الدبلوماسي الامريكي وحوادث اخري ظلت تحدث من ذات الجماعة وبذات الدوافع وظلت السلطات تتعامل مع الامر باساليب لينة وهينة لا تتناسب وخطورة تلك الانشطة وتلك التجمعات ذات الصلات الدولية والمتمددة حتي وصفنا باننا من رعاة الارهاب وحاضنيه نتيجة لذلك التساهل والتماهي …
لابد من وضع خطة تستند علي كل المعلومات المتوفرة في اضابير الاجهزة الامنية للتعامل مع هذا الخطر المستمر واجتثاث هذه المجموعات والتعامل معهم بالحيطة والحذر والقوة المناسبة عند مداهمة اوكارهم منعا للمزيد من الخسائر وتحوطا لارتكابهم احداث اضافية داخل البلاد او التخطيط لحوادث اخري خارج البلاد تكون وبالا علي الدولة .. يقيني انه لن يكون الحادث الاخير ويقيني ان هنالك المزيد من التجمعات والاوكار داخل البلاد بل هنالك العديد من الاجانب المتطرفين واصحاب التخصصات في مجال الاعمال الارهابية وتصنيع المتفجرات يقبعون هنا وهناك يعدون الخطط لهجمات ارهابية ويجب علي اجهزتنا الامنية ان تزيد من اهتمامها بتلك المجموعات واصحاب الفكر الهدام والمتطرف بالرجوع الي كل تلك الملفات التي تحوي كافة المعلومات عنهم داخل البلاد وخارجها وزعاماتهم ومصادر تمويلهم وحتي مستويات خطورتهم واساليب عنفهم وتعطشهم لازهاق الارواح وارتباطهم وصلاتهم العابرة للدول وكذلك ضرورة التعامل مع بقية اجهزة المخابرات الصديقة وتبادل المعلومات لتكون المكافحة لهذا الفكر اكثر ايجابية وذات نتائج افضل …
لابد من الحذر والحيطة واتخاذ الخطوات الاستباقية لسد نوافذ تمددهم وانتشارهم داخل دور العلم والمساجد ودور العبادة وداخل الاحياء ولابد ايضا ان يشارك كل افراد المجتمع بالتبليغ عن اي مظاهر لنمو هذا الفكر داخل احيائهم او تردد الاجانب واتخاذهم اوكارا بتلك الاحياء لممارسة انشطتهم المتطرفة .. ونسال الله ان يحفظ البلاد والعباد والله المستعان ..
اول النهار