يربط بين 3 قارات.. حكاية مرسى “الشيخ برغوت” الذي تحول إلى ميناء بورتسودان

سودافاكس – حذر مجلس الوزراء السوداني من تبعات إغلاق ميناء بورتسودان والطرق القومية، وقال -في بيان يوم الاثنين 4 أكتوبر/تشرين الأول 2021- إن مخزون البلاد من الأدوية على وشك النفاد، بعد تعثّر وصولها بسبب إغلاق الميناء.

في المقابل، قال عبد الله أوبشار الناطق باسم مجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة بشرق السودان، إن الإقليم الشرقي سيظل مغلقا ولن يتم فتح الميناء والطرق إلا بعد إلغاء مسار شرق السودان في مفاوضات جوبا.

موانئ البحر الأحمر.. إغلاق حتى إشعار آخر

17 سبتمبر/أيلول 2021: أغلق المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات (مجلس قبلي يرأسه محمد الأمين ترك) كل الموانئ على البحر الأحمر والطريق الرئيسي بين الخرطوم وبورتسودان، في محاولة للضغط على الحكومة المركزية لتحقيق مطالبه السياسية، وفي مقدمتها إقالة الحكومة وتشكيل مجلس عسكري وإلغاء “مسار الشرق” المضمن في اتفاقية السلام الموقعة في جوبا يوم 3 أكتوبر/تشرين الأول 2020.
23 سبتمبر/أيلول 2021: أغلق المجلس مطار بورتسودان الدولي وميناء بشائر لتصدير النفط، وفرع بنك السودان المركزي ببورتسودان، في إطار تصعيد الاحتجاجات رفضا لمسار الشرق.
25 سبتمبر/أيلول 2021: أغلق أفراد ينتمون للمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات أنبوب النفط الذي ينقل البنزين والغازولين إلى العاصمة الخرطوم في محطة هيا بولاية البحر الأحمر (شرق).

مرسى الشيخ برغوت

بورتسودان مدينة ساحلية تقع في شمال شرق السودان، وتبعد عن العاصمة الخرطوم مسافة 675 كيلومترا (419 ميلا).
بورتسودان هي عاصمة ولاية البحر الأحمر شرقي السوداني، وتحتل نحو 95% من حركة الصادرات والواردات السودانية.
يصل تعداد سكان بورتسودان إلى نحو 489 ألفا و725 نسمة (تقديرات عام 2021)، وهي واحدة من المدن الكبيرة بالسودان وبمنطقة البحر الأحمر، وتعتبر البوابة الشرقية للسودان.
في المدينة الساحلية يقع ميناء بورتسودان، وهو الميناء البحري الرئيسي للسودان، وله أهمية إستراتيجية كونه يطل على البحر الأحمر الذي يربط بين 3 قارات: أفريقيا وآسيا وأوروبا.
أقيم الميناء على خليج طبيعي طوله حوالي 6 كيلومترات وعرضه 2.5 كيلومتر، يفصل المدينة إلى جزأين شرقي وغربي، في حين يجري خور موج الذي يصب فيه من غرب المدينة نحو جنوبها.
كان في السابق من أكبر معابر الحجيج الأفارقة والسودانيين، حيث يشكل نقطة انطلاق لعبور البحر الأحمر إلى الأراضي المقدسة عبر ميناء جدة.
ارتبطت المنطقة باسم الشيخ برغوت الذي تذكر الروايات أنه كان فقيها إسلاميا، وكان البحارة والصيادون يزورون ضريحه، حيث عرف المكان كله لقرون طويلة باسم مرسى الشيخ برغوت.
عام 1905: تحت رعاية أول قنصل عام بريطاني في مصر اللورد كرومر، تقرر توسيع المكان وتحويله إلى ميناء بحري حديث، وتغيير الاسم إلى بورتسودان.
ميناء بورتوسودان.. أهمية إسترتيجية
عام 1906: رست أول باخرة في الميناء.
عام 1909: تم افتتاح الميناء رسميا.
تبلغ السعة التي يضمها 1.3 مليون حاوية سنويا.
يتم إدخال 100 ألف حاوية من السكر -كسلعة إستراتيجية- سنويا عبر الميناء الجنوبي.
تبلغ احتياجات السودان 500 ألف حاوية، مما أهَّل ميناء بورتسودان ليكون منفذا بحريا مهما لبعض دول الجوار المغلقة عن البحر، مثل إثيوبيا وتشاد وجنوب السودان.
الميناء الجنوبي للحاويات يمثل 80% من إيرادات الموانئ، ويعمل فيه نحو 1800 عامل من جملة 13 ألفا يعملون بهيئة الموانئ، إلى جانب 37 ألفا من عمال الشحن والتفريغ.
عام 2013: سعت الشركة العالمية لموانئ الحاويات “آي سي تي إس آي” (ICTSI) الفلبينية للتعاقد مع الخرطوم لمنحها حق إدارة وتشغيل الميناء الجنوبي 4 سنوات فقط، لكن السودان رفض.
عام 2017: وقعت تركيا اتفاقا مع نظام الرئيس عمر البشير لإدارة وتطوير جزيرة سواكن، القريبة من ميناء بورتسودان.
3 مايو/أيار 2018: توصلت إثيوبيا لاتفاق مع السودان تستحوذ بموجبه على حصة في ميناء بورتسودان، دون الكشف عن التفاصيل المالية للاتفاق.
3 يناير/كانون الثاني 2019: وقعت وحدة تابعة للشركة العالمية لموانئ الحاويات الفلبينية اتفاق امتياز مع هيئة الموانئ البحرية السودانية، لتشغيل وإدارة وتطوير ميناء الحاويات الجنوبي في بورتسودان.
مدة الامتياز 20 عاما مقابل 530 مليون يورو، دفع منها 410 ملايين على أن يدفع الباقي بالأقساط، إلى جانب دفع مليون يورو أجرة شهرية تزيد مستقبلا إلى 1.5 مليون.
18 فبراير/شباط 2019: أضرب العمال في مرفأ الحاويات الجنوبي بالميناء عن العمل احتجاجا على الاتفاق.
يشمل ميناء بورتسودان جملة مواني متخصصة مثل: الميناء الشمالي، الميناء الجنوبي المخصص للحاويات، وتمتد الموانئ شمال وجنوب بورتسودان، مثل ميناءي بشائر “1” وبشائر “2” جنوب بورتسودان، المخصصين لواردات وصادرات الوقود والمواد النفطية.
جنوبهما يقع ميناء عثمان دقنة المخصص للركاب ونقل صادرات الثروة الحيوانية في مدينة سواكن التاريخية، وهي تقع في شمال شرق السودان، على الساحل الغربي للبحر الأحمر على ارتفاع 66 مترا (216.6 قدما)، وتضم منطقة أثرية تاريخية، وكانت سابقاً ميناء السودان الرئيسي.
تنتشر شمال بورتسودان موانئ أخرى، مثل: أوسيف، والميناء الأخضر، وميناء الخير (دمادما)، وهي مخصصة لأنواع مختلفة من البضائع.

الطريق القومي

ترتبط مدينة بورتسودان بباقي مدن السودان من ناحية الجنوب وصولا إلى العاصمة الخرطوم عبر طريقين: طريق الخرطوم بورتسودان، الذي جرى تشييده في السبعينيات من القرن الماضي، بطول أكثر من ألف كيلومتر، ويمر بمدن: سواكن ومنطقة العقبة وسِنكات وكَسلا القضارف وود مدني والحصاحيصا وصولا إلى الخرطوم.
الطريق الآخر الرابط بين بورتسودان والخرطوم، ومعروف بطريق الخرطوم عطبرة هيا بورتسودان، وافتتح في العام 2008، بطول نحو 600 كيلومتر، وهو الأكثر حركة الآن بين الخرطوم وبورتسودان.
ترتبط بورتسودان بباقي البلاد بخطين للسكة الحديد موازيين للطريقين البريين، لنقل الركاب والصادرات والواردات.

ولاية البحر الأحمر

تمثل ولاية البحر الأحمر وعاصمتها بورتسودان بوابة السودان إلى الخارج عبر ميناء بورتسودان، بها منطقة للتجارة الحرة، تعتبر من أهم مناطق التجارة الحرة في أفريقيا.
يعتبر النفط من أهم الصناعات في ولاية البحر الأحمر، إضافة إلى تصدير الذهب.
يقترب عدد سكان الولاية من مليوني نسمة، وأهم مدن ولاية البحر الأحمر المتمددة شرق البلاد مع ساحل البحر الأحمر، هي: بورتسودان (العاصمة) وسواكن وتمثل جزءا من التاريخ السوداني، وأَوسيف وجبيت المعادن وهي مناطق غنية بالمعادن، وأَرياب وهي منطقه غنية بالذهب، وجِبيت سكة حديد وهي من أهم المناطق العسكرية في السودان، وطوكر وهي أفضل منطقة زراعية في الولاية.

المصدر : الجزيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.